عباس وعبد الله الثاني إلى مصر قبيل الزيارة الأولى لنتنياهو:
مصر تعلن إتفاق الفصائل الفلسطينية على إطار قيادي إنتقالي

نبيل شرف الدين من القاهرة: في وقت تشهد فيه القاهرة نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا، حيث يزورها خلال ساعات كل من رئيس السلطة الفلسطينية والعاهل الأردني، فقد كشف مدير إدارة فلسطين في وزارة الخارجية المصرية عن أن الفصائل الفلسطينية اتفقت خلال الجولة الأخيرة من مفاوضاتها التي انقضت قبل أيام في القاهرة، اتفقت على تأسيس إطار قيادي انتقالي تحت إشراف منظمة التحرير الفلسطينية، حتى يمكن إجراء الانتخابات البرلمانية المرتقبة .

وأضاف السفير ياسر عثمان، مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية المصرية أمام اجتماع لجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى المصري أن الفصائل اتفقت على ضرورة ألا تؤثر تلك القيادة الانتقالية على صلاحيات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية .

وأوضح الدبلوماسي المصري خلال مناقشة اللجنة تطورات الأوضاع في فلسطين أنه تم الاتفاق على إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة بنظام يجمع بين القائمة والفردي، مشيرًا إلى أن هناك خلافًا حول نسبة التمثيل للفصائل التي ستخوض تلك الانتخابات .

وذكر عثمان أن البحث يجري حاليًا حول كيفية تفعيل عمل المجلس التشريعي المعطل بسبب اعتقال إسرائيل لأعضائه المنتمين إلى حركة حماس، مشيرًا إلى أن حماس اقترحت أن يقوم النواب الذين تم اعتقالهم بتوكيل غيرهم للتصويت في الانتخابات، غير أن حركة فتح رفضت هذا الاقتراح .

كما تحدث الدبلوماسي المصري عن أن القاهرة اقترحت تشكيل لجنة قضائية تقوم بالإعداد للانتخابات، غير أنه لم يلق أيضًا قبول الفصائل بسبب الخلافات العميقة بينهم .

وتأتي زيارة عباس والعاهل الأردني لمصر واجتماعهما (منفصلين) مع الرئيس مبارك قبيل زيارة من المقرر أن يقوم بها قريبًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ولم يتسنَّ تأكيد موعد هذه الزيارة من مصدر رسمي مصري، وإن رجحت مصادر دبلوماسية أن تكون خلال الأسبوع المقبل .

شيطان التفاصيل

وفي سياق ما توصل إليه الحوار من نتائج، كشفت مصادر دبلوماسية فلسطينية في القاهرة عن حل وسط اقترحته مصر لتسوية الخلاف بين حركة حماس وفصائل منظمة التحرير في ما يخص نظام الانتخابات التشريعية والرئاسية يقضي بإجراء تلك الانتخابات على أساس نظام مختلط (75% قوائم و25% دوائر) .

وفي التفاصيل فقد مضت المصادر الفلسطينية لتفصل الأمر قائلة quot;إنه وبعد أن كان وفد حماس المشارك في الحوار يصر على ضرورة أن تجري الانتخابات على أساس النظام المختلط مناصفة (50% قوائم، 50% دوائر)، فإن الحركة تقدمت في الحوار الذي جرى خلال الأيام الماضية في القاهرة باقتراح أن تجري على أساس 60% قوائم و40% دوائر'' .

واستدركت المصادر ذاتها لتتحدث عن إنجاز تقارب في نسبة الحسم، متوقعة أن يتم الاتفاق على نسبة حسم تتراوح من 2 إلى 3% ، بعد أن كانت حماس تطالب بنسبة تتراوح بين 8 و10%'' .

وهنا تجدر الإشارة إلى أن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تعتقد بأن فرصها في الانتخابات سوف تكون أفضل في حال جرت على أساس النظام النسبي الكامل، وذلك بالاستناد إلى ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات التي جرت في العام 2006 .

كما يذكر أيضاً أن مهام الهيئة المؤقتة تشمل اتخاذ الترتيبات اللازمة لإجراء انتخابات المجلس الوطني (البرلمان)، ومتابعة الشأن السياسي العام، فضلاً عن اتخاذ القرارات بالتوافق على أن تعقد اجتماعاتها فور توقيع الاتفاق .

وقال نبيل عمرو السفير الفلسطيني لدى مصر إن ملف الحكومة أرجئ حتى الجلسة الخامسة المقبلة للحوار منتصف الشهر المقبل، وأضاف ''أنه في حالة عدم التمكن من إيجاد نص سياسي نؤلف بناء عليه الحكومة القادمة يجب أن نعود في حينه للاقتراح المصري بتشكيل لجنة من كل الفصائل تساعد الرئيس محمود عباس، على القيام بمهام إعادة إعمار قطاع غزة .

أما حركة حماس من جانبها فقد اعتبرت الأنباء التي تحدثت عن اعتزام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تشكيل حكومة جديدة في الضفة الغربية بأنها quot;بمثابة خطوة استباقية منه لنسف وإهدار كل مكاسب جولات الحوارquot;، على حد تعبير الناطق باسم الحركة فوزي برهوم .

وكانت حركتا فتح وحماس قد أعلنتا تأجيل الحوار الوطني الفلسطيني بينهما في القاهرة إلى جولة خامسة منتصف شهر مايو/أيار المقبل اثر استمرار الخلافات بشأن قضايا عالقة أبرزها برنامج حكومة التوافق ومرجعيتها .