إذا أدت نتيجة تحقيقات لجنة الأخلاق إلى حظر عضو اللجنة التنفيذية السابق في الفيفا محمد بن همام من كل النشاطات التي تتعلق بكرة القدم، فإنها ستكون أول اختبار حقيقي حتى الآن للوعد الذي قطعه سيب بلاتر، خلال حملته لإعادة انتخابه لرئاسة الفيفا، بتنظيف المنظمة الدولية من العار الذي لحق بها بسبب مزاعم الرشاوى والفساد.

وعلى رغم نفي رئيس الاتحاد الآسيوي ارتكابه أي مخالفات وتوقع منعه من ممارسة أي نشاطات في عالم كرة القدم إذا أدين في جلسة الاستماع التي ستعقد يوم غد الجمعة في زيوريخ، إلا أن تطورات في افريقيا قد أثارت تساؤلات حول تنفيذ قرارات حظر سابقة للفيفا ضد اثنين من مسؤولي كرة القدم في الاتحاد الافريقي (كاف) الذين تمت معاقبتهما لقيامهما بمخالفات أخرى تتعلق بنظام لجنة الأخلاق.

فقد سبق للفيفا أن علق عضوية كل من التونسي سليم علولو والمالي أمادو دياكيتي، العضوان السابقان في اللجنة التنفيذية للفيفا، من القيام بأي نشاطات تتعلق بعالم كرة القدم بعد اتهامهما بقبول رشاوى للتصويت لمصلحة المحاولة الفاشلة للمغرب لإستضافة نهائيات كأس العالم 2010.

وكانت هذه المزاعم جزءاً من تحقيقات صحيفة quot;صنداي تايمزquot; البريطانية التي دفعت الفيفا إلى اجراء تحقيقات خاصة به والتي أدت إلى تعليق عضوية ما مجموعه ستة مسؤولين، بضمنهم - في وقت عقد جلسة استماع للجنة الأخلاق في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي ndash; اثنان من الأعضاء الحاليين في اللجنة التنفيذية للفيفا.

وقد تم تعليق عضوية علولو لمدة عامين، في حين أن لجنة الأخلاق حظرت دياكيتي لمدة ثلاث سنوات، ولكن تم خفض عقوبتهما عاماً واحداً لكل منهما بعد أن قدما استئنافهما في شباط/فبراير الماضي.

وعلى رغم هذا الحظر، إلا أن quot;كافquot; قد وضع اسميهما حتى الآن في عدد من قوائم اللجان الثانوية التابعة له للفترة من 2011 إلى 2013.

وكشف القضية الصحافي الافريقي أوساسو أوبايونا التي نشرتها صحيفة Next النيجيرية يوم الأحد الماضي.

ويقول الفيفا إنه أبلغ الاتحاد الافريقي لتوضيح الموقف. وأضاف في بيان له: quot;طلب الفيفا من quot;كافquot; ضمان أنه أثناء فترة الحظر عن العمل فإنه ينبغي ألا يظهر اسمي سليم علولو وأمادو دياكيتي على أي قائمة تابعة له. أو بدلاً من ذلك، يجب الإشارة بجانب اسميهما على أنهما quot;منعا من المشاركة في أي نشاط يتعلق بكرة القدمquot; في هذه القوائم وخلال فترة حظرهماquot;.

ولكن يبدو أن هناك إغفالاً لمراقبة قضية quot;كافquot; التي تنذر بالخطر نظراً إلى مستوى الشهرة التي جذبته هذه الحالة، والتي تؤدي إلى طرح سؤال: ماذا سيفعل الفيفا إذا بقي اسمي علولو ودياكيتي على القائمة؟ يجيب الفيفا أنه لا يمكن التكهن بشأن أي إجراء قد يتخذه.

ومع دور جاك وارنر في فضيحة رشاوى اجتماع ترينيداد هي الآن بعيدة عن متناول الفيفا عقب استقالته من كل مناصبه التي كانت تتعلق بكرة القدم، فإن التركيز الآن سيكون على محمد بن همام في جلسة الاستماع للجنة الأخلاق التي ستعقد الجمعة في زيوريخ.

ووفقاً لتسريبات بعضاً من محتويات القضية من التقرير الذي قدمه لويس فريح، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي، فإنه لا يوجد أي دليل دامغ يربط بين بن همام والعمل المزعوم في تسليم أموالاً إلى مسؤولين في الاتحاد الكاريبي لكرة القدم ndash; ولكن الإحساس داخل أروقة الفيفا هو ان هناك أدلة اتهام قوية جداً ndash; فقد وجد التقرير الأولي للجنة التحقيق في القضية أدلة دامغة ووجيهة على عملية الرشوة، التي يمكن بواسطتها القيام بحظر بن همام.

لذا، هل سيحضر بن همام إلى زيوريخ يوم الجمعة ليدافع عن نفسه؟ أو هل أنه سيختار تجنب الجلسة؟ مما سيمهد الطريق لتعليق عضويته غيابياً وترك محاميه يجادل عملية اتخاذ القرار بعد أن يقوم بإعداد الإستئناف في المحاكم السويسرية.

بلاتر يعرف أن سمعته وسمعة منظمته ما تزالان على المحك، فهذا ليس الوقت المناسب للجنة الأخلاق بعدم كشر أنيابها!