المشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا هي حلم يراود أي لاعب ، مما يحفزه للعمل بجد لتحقيقه قبل إعلانه الاعتزال ، بل أن المشاركة في "صاحبة الاذنين " تحولت إلى دافع للكثير من اللاعبين النجوم و اليافعين لتغيير الأجواء والانتقال إلى أندية تشارك في المنافسة القارية الأولى في العالم على صعيد الأندية &، ولو كان ثمن ذلك تقليص رواتبهم ومزاياهم المالية.

ويُعد المهاجم الكولومبي راداميل فالكاو المُعار حالياً لنادي مانشستر يونايتد الإنكليزي من نادي موناكو الفرنسي واحداً من ابرز النجوم الذين حرموا من متعة المشاركة في دوري أبطال أوروبا.

ورغم ان النمر القادم من بلاد البن يلعب في القارة العجوز منذ صيف عام 2009 و يدافع من حينها عن شعارات أقوى الأندية الأوروبية إلا أن حضوره في مسابقة دوري أبطال أوروبا اقتصر لغاية الآن على مشاركة واحدة كانت مع نادي بورتو البرتغالي في موسمه الأول في أوروبا &2009-2010 &، و من حينها غاب المهاجم الكولومبي عن هذه البطولة بسبب ترحاله وتفضيله للمال على حساب جوانب فنية آخرى من أهمها ضمان المشاركة في أبطال أوروبا ، فمنذ مغادرته لبورتو كان ينضم لصفوف النادي الذي يدفع لأجله مالاً أكثر حتى وأن كان ذلك النادي لا يشارك في أبطال أوروبا حتى أصبح يدافع عن ألوان اندية اخفقت في التأهل لهذه البطولة.

وغادر فالكاو صفوف نادي بورتو البرتغالي و اتجه إلى الدوري الإسباني للعب مع نادي اتلتيكو مدريد &الذي لعب لصفوفه حتى صيف عام 2013 ، و رغم أن الليغا تضمن المشاركة في دوري أبطال أوروبا لأربع أندية إسبانية ، إلا ان " الروخي بلانكوس " فشل خلال فترة تواجد فالكاو في الحلول ضمن الأربعة الأوائل بسبب تخلفه عن الغريمين برشلونة و ريال مدريد و معهما فالنسيا وملقة ، ليكتفي النمر بالمشاركة في البطولة القارية الثانية والتي تسمى بالدوري الأوروبي " اليوروبا ليغ " ، والتي نالها مرتين في تاريخه وحصل من خلالها على لقب هداف البطولة .

و بعدما حل الأتلتيكو ثالثاً في &موسم 2012-2013 قرر فالكاو مغادرته والانتقال إلى صفوف موناكو الفرنسي الذي لم يشارك في أي منافسة قارية في الموسم الموالي 2013-2014 ، بحكم أنه كان عائداً لتوه للدرجة الأولى من البطولة الفرنسية ، ليغيب معه فالكاو عن أبطال أوروبا بعدما فضل الراتب السنوي الكبير عن الاستمرار مع " الروخي بلانكوس "و الذي بلغ نهائي أبطال أوروبا.

و بعدما حل موناكو ثانياً في الترتيب العام النهائي للدوري الفرنسي ، وضمن مشاركته هذا الموسم في أبطال أوروبا ، و رغم ان عقد المهاجم الكولومبي يمتد لمواسم مع نادي الإمارة ، إلا انه فضل ترك فرنسا و الانتقال إلى بريطانيا للعب مع مانشستر يونايتد &الذي يغيب هذا الموسم عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ مواسم عديدة ، وذلك بعد الحصيلة السلبية للشياطين الحمر مع المدرب الإسكتلندي دايفيد مويز ، وبغياب اليونايتد غاب النمر ايضا عن أبطال أوروبا.

و يتجه مانشستر يونايتد حالياً إلى انهاء الموسم في ترتيب يسمح له بالعودة إلى دوري أبطال أوروبا &غير ان التقارير الإعلامية تؤكد بأن مدربه الهولندي لويس فان غال لا يريد بقاء فالكاو في " الاولدترافورد " بسبب تذبذب أداءه و التخوف من تجدد إصابته الخطيرة ، و في نفس الوقت فإن ذات التقارير تؤكد بإن النمر لديه خيارات متعددة لتحديد مستقبله منها العودة إلى موناكو ، و في هذه الحالة سيغيب مجددا عن ابطال اوروبا إلا في حالة توج بها ابناء الإمارة بما أن ترتيبهم الحالي في الدوري الفرنسي لا يضمن لهم بالمشاركة .

كما يتوفر لدى فالكاو عروض بالإنضمام إلى أندية أوروبية آخرى ، و بإستثناء يوفنتوس فإن بقية الأندية التي ترغب في انتدابه للموسم المقبل على الأرجح قد تغيب عن &مسابقة أبطال أوروبا على غرار ليفربول الإنكليزي و ميلان الإيطالي .

وأصبح فالكاو مطالباً بالتركيز على الجانب الفني في تحديد قراره الأخير لو قرار مغادرة مانشستر من خلال القبول بالانضمام لأحد الأندية التي تأهلت رسمياً لدوري أبطال أوروبا ، والتخلي عن التفكير البرغماتي الذي جعله يركز في مفاوضاته على قيمة الراتب المالي السنوي الذي يجنيه ، وهو ما يفرض عليه تأجيل اتخاذ قراره لغاية انقضاء الدوريات الأوروبية .