في منطقة تلقى فيها نظريات المؤامرة رواجا تحاول ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما إصلاح آلتها الدعائية في أفغانستان وباكستان فيما تستخدم أدوات جديدة لمكافحة التشدد.

واشنطن: سعت طالبان والقاعدة وغيرها من الجماعات لسنوات للهيمنة على موجات الاثير والانترنت من خلال نشر الدعاية المناهضة للولايات المتحدة بسرعة بينما تخلفت جهود العلاقات العامة التي تبذلها الحكومة الاميركية لان الرسائل كانت بحاجة لان تجاز في واشنطن.

ويقول مسؤولون أميركيون بارزون ان السيطرة على هذه quot;المادة الاخباريةquot; هي الان محل تركيز لا مجرد رد فعل سواء من خلال الرد بشكل أسرع لمواجهة ما تعتبر معلومات مضللة او باستخدام التكنولوجيا مثل نظام لبث الرسائل على الهواتف المحمولة ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي والوسائط الاخرى.

وقال فيكرام سينغ وهو مستشار بارز للاتصالات للمبعوث الاميركي الخاص لافغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك quot;نريد أن تكون الولايات المتحدة موجودة في مواجهة القصص غير الدقيقة التي تظهر.quot; وذكر سينغ ان عدد أعضاء فريق الاتصالات الاميركي زاد زيادة كبيرة في كابول وإسلام آباد غير أن الاعداد النهائية لم تعلن بعد.

وتقول وثيقة لوزارة الخارجية الاميركية ان ميزانية الوزارة لمشاريع الاتصالات بأفغانستان وباكستان لهذا العام تبلغ نحو 250 مليون دولار على الرغم من تخصيص مبالغ أخرى كبيرة من وزارة الدفاع ووكالات أمريكية أخرى. ويغضب خبراء الاعلام في الحكومة الاميركية من تعبير quot;دعاية موالية لاميركاquot; قائلين ان الهدف اكثر براعة حيث ستستغل الاموال الاميركية لتمكين الافغان والباكستانيين حتى يتصدوا لرسائل المتشددين.

وقالت اشلي بومر المستشارة البارزة لهولبروك quot;نقول بوضوح شديد للباكستانيين اننا لسنا هنا لاقامة محطات اذاعية أميركية بل محطات اذاعية محلية للسكان المحليين يديرها السكان المحليون وهذا هو ما تريده الجماهير وتدعمه.quot; وقال مسؤول أميركي بارز اخر quot;المسألة لا تتعلق بالدعاية بل بتوضيح ما نؤيده وتصحيح المفاهيم الخاطئة او غير الدقيقة.quot; ومن ضمن النهج الجديد ضمان اتاحة المعلومات الاميركية بصورة اكبر مع بذل مزيد من الجهد لاصدار البيانات الصحفية باللغات المحلية.

وبدلا من استهداف وسائل الاعلام العالمية وحسب لشرح الرواية الاميركية هناك تركيز على الخدمات الاخبارية المحلية من المحطات الاذاعية والتلفزيونية الى مقدمي البرامج الحوارية والصحف الصغيرة. وحين يصطحب سفير الولايات المتحدة لدى افغانستان كارل ايكنبري الصحافيين معه لتفقد مشاريع خارج العاصمة كابول تكون طائرات الهليكوبتر محملة بصحافيين محليين اكثر من المراسلين الدوليين.

ووفرت الحكومة الاميركية تمويلا للاذاعة المحلية للبرامج الزراعية بأفغانستان التي تقدم النصح للمزارعين بشأن المواعيد الملائمة لزراعة المحاصيل باستثناء الافيون الذي يقول قادة عسكريون ان انتاجه يذكي التمرد. كما زاد التمويل الاميركي لبرامج التبادل لتحسين العلاقات بين قطاعات الشعب. وزارت مجموعة من الصحافيين الباكستانيين الولايات المتحدة هذا الاسبوع في اطار هذا البرنامج.

وكانت هناك تجربة أخرى هي الدعم الامريكي لمشروع التعاملات البنكية عن طريق الهاتف المحمول حيث تسدد رواتب أفراد الشرطة الباكستانية عن طريق الهواتف المحمولة وهو تكتيك ساعد ايضا في تقليل الفساد. وقال سينغ quot;الشرطة أدركت أنها تتلقى مبالغ اكثر بثلاثين في المئة مما كانت تعرفه من قبل لان الاموال لم تعد تسرق في القمة.quot;

كما ساهمت وزارة الخارجية الاميركية في تمويل نظام للتواصل الاجتماعي بباكستان ومولت أول 24 مليون رسالة العام الماضي. وتقول بومر ان اكثر من 120 مليون رسالة أرسلت ويسجل ثمانية الاف شخص جديد نفسه يوميا. وقالت بومر quot;نريد توفير أدوات اتصال للناس ليس ليعبروا عن ارائهم ويواجهوا دعاية المتشددين وحسب بل ايضا لتمكينهم في مجتمعاتهم المحلية.quot; ويتشكك بعض خبراء الاعلام في أن يكون النهج الاعلامي الجديد للولايات المتحدة كافيا لتغيير الرأي العام في الدول التي ينظر الى الدوافع الاميركية فيها بتشكك. ولم تستمر حملات سابقة.

وقال مات ارمسترونج استشاري الدبلوماسية العامة وهو مدون مهتم بهذه القضية quot;هذه حرب مفاهيم. الولايات المتحدة تخسر هذه الحرب من خلال عدم التحرك او التصرفات السيئة. نحن لا نكسب حين لا يعرف الناس شيئاquot; عن القضية. وتقول فاندا فيلباب براون الباحثة بمعهد بروكينجز وهو مؤسسة بحثية انه سيكون من الصعب اختراق الشبكة الكبيرة من نظريات المؤامرة في الدولتين.

واستشهدت بخطأ دعائي العام الماضي متعلق باقرار الكونجرس الاميركي مساعدات مدنية قيمتها 1.5 مليار دولار سنويا لباكستان كل عام على مدار خمسة أعوام. وبدلا من تعزيز الدعم للولايات المتحدة نظر الى المساعدات بتشكك عميق. وأضافت quot;كانت كارثة.quot; وقال سينغ مستشار هولبروك ان هذا سيكون تحديا. وأضاف quot;يجب أن تكون لدينا الارادة للمضي قدما في هذا ولا يمكن أن نرجع لسنوات قليلة مضت حين لم نفعل شيئا قائلين (مهما فعلنا فان كل هذه الاكاذيب ستستمر في الانتشار).quot;