تنظم مجموعة من المواطنين اللبنانيين، اليوم مسيرة علمانيَّة تطالب بتطبيق الدستور اللبناني، واحترام الرأي والمعتقد، والعدالة الاجتماعية، والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين من دون تمييز أو تفضيلquot;.

بيروت: تأمل جمعيات ومنظمات المجتمع المدني في لبنان ان يشارك الآلاف في مسيرة غير مسبوقة في بيروت. وتدعو مسيرة العلمانيين جميع اللبنانيين الى الاتحاد والعمل على القضاء على النظام الطائفي في البلاد، الذي يقسم المجتمع اللبناني الى طوائف متناحرة. ويقول منظموها ان الوقت قد حان لاعادة تعريف ما يعني ان يكون اللبناني لبنانيا.

ويشيرون في هذا الصدد الى ان المواطنة اللبنانية تأتي في المرتبة الثانية بعد الدين، كالاسلام والمسيحية، وبين المذهبية الاسلامية كالسنة والشيعة، او المسيحية كالكاثوليك والارثوذوكس. وسيتم التجمع في عين المريسة أمام تمثال جمال عبد الناصر، لتنطلق المجموعة في تمام الساعة الحادية عشرة باتجاه مجلس النواب.

يذكر ان النظام الطائفي في لبنان يقسم الطوائف الى 18 طائفة، وتتحدد الحقوق المدنية لكل مواطن حسب طائفته ودينه ومذهبه ومن قبل الزعماء الدينيين لتلك الطوائف. وفي لبنان للسلطات الدينية الحق الحصري في تسجيل وثائق الزواج والولادة او الوفاة، او احكام الميراث، وهو ما يعني ان كل لبناني له حقوق مختلفة عن مواطنه الآخر من طائفة مختلفة.

كما ان الحكومة نفسها مقسمة، فمنذ الاستقلال في عام 1943، ثبّت رئيس البلاد مسيحيا مارونيا، ورئيس الوزراء مسلما سنيا، ورئيس البرلمان مسلما شيعيا. ويقول مؤيدو هذا النظام انه فريد من نوعه ويمنح الطوائف الدينية صوتا.

الا ان الكثير من جيل الشباب، المتوقع ان يشارك الكثير منهم في تلك المسيرة، يقولون انه نظام مليء بالاخفاقات، اذ ادى الى عدم الاستقرار، والى حكومات ضعيفة، والى توترات طائفية انتهت الى حروب اهلية.

وتأمل المجموعة عبر هذه المبادرة، التي يشهدها لبنان للمرة الأولى بعد نهاية الحرب الأهلية، أن تثبت وجود مواطنين وجمعيات تسعى من أجل مجتمع مدني علماني.وأعلنت المجموعة quot;لن نتوقف عند هذا الحد، فمسيرة 25 نيسان هي نقطة انطلاق سلسلة من النشاطات الرامية إلى رفع مستوى الوعي حول الحاجة الملحة للتفكير بالمواطنة اللبنانية الحقيقيةquot;