وصل مكسيم باكييف، ابن الرئيس القرغيزي المخلوع إلى بريطانيا طالبا اللجوء السياسي إليها.

كشف النقاب في بريطانيا ظهر الثلاثاء عن أن مكسيم باكييف، ابن الرئيس القرغيزي المخلوع كرمان بك باكييف، وصل الى البلاد الأحد طالبا اللجوء السياسي اليها.
ويذكر أن الابن متهم حاليا بأن له ضلعا كبيرا في الأحداث العرقية الدامية التي تعصف ببلاده وتهدد بحرب أهلية بعد الكارثة الإنسانية التي يشهدها جنوبه هذه الأيام. ولهذا فقد سارعت الحكومة القرغيزية الانتقالية، بقيادة ارئيس بالوكالة روزا اوتونباييفا، لمطالبة الحكومة البريطانية بتسليمه اليها فورا.

وتقول الحكومة القرغيزية أيضا إن الشركات التي يملكها مكسيم باكييف تهرّبت من دفع 80 مليون دولار ضرائب مستحقة عن مبيعات وقود الطائرات لمتعهدي تموين قاعدة جوية أميركية قرب العاصمة بشكيك. ويذكر أن الرئيس كرمان بك باكييف نفسه هرب مع أسرته الى روسيا البيضاء (بيلاروسيا) في السابع من أبريل (نيسان) الماضي.

وفي بريطانيا أصدرت laquo;وكالة الحدودraquo;، المعنية بشؤون الهجرة، بيانا أكدت فيه طلب باكييف الابن اللجوء، قائلة إنه خضع للاستجواب من قبل مسؤوليها. وأضافت أن هذا تم بعد وصوله على متن طائرة خاصة هبطت به في مطار فامبره بمقاطعة هامبشاير الانكليزية.

وتأتي هذه الأنباء مع أخرى أفادت أن اللاجئين الأوزبك، الذين فروا من ديارهم في جنوب البلاد، تدفقوا على الحدود مع ازبكستان المجاورة التي أقامت لهم معسكرات على أراضيها. لكنها اشتكت الثلاثاء من أنها صارت عاجزة عن استقبال المزيد منهم وأغلقت الحدود في وجه المزيد منهم. وقد اتخذت قرارها هذا برغم مناشدة الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان طشقند ترك الحدود مفتوحة laquo;لدرء مأساة إنسانية كبيرةraquo;.

ويخشى المراقبون الآن أن يتطور الوضع الحالي، الذي فجرته اشتباكات الأسبوع الماضي بين عصابات قرغيزية بمواجهة عصابات اوزبكية، الى حرب أهلية عاصفة في هذه البلاد المسلمة التي تضم قواعد عسكرية روسية وأيضا أميركية.

ويذكر أن القرغيز يشكلون 70 في المائة من السكان، والأوزبك 15% والروس حوالي 9% والبقية من أعراق مختلفة. ويعود تاريخ التوترات العرقية بين القرغيز والأوزبك الى التسعينات نابعة من النزاعات على الأراضي والإسكان. وفي تلك الفترة قتل مئات الأشخاص في أوش عاصمة جنوب البلاد حيث يتركز معظم الأوزبك. وبينما يعتبر القرغيز بشكيك عاصمة البلاد، يقول الأوزبك إن laquo;عاصمتهمraquo; هي أوش، ويطالب بعضهم بالاستقلال عن بشكيك بينما يطالب آخرون بالانضمام الى اوزبكستان.

بيلاروسيا ترفض تسليم باكييف

من جهة ثانيةاعلنت بيلاروسيا الثلاثاء انها رفضت طلب تسليم الرئيس القرغيزي المخلوع كرمان بك باكييف الذي لجأ الى هذه الجمهورية السوفياتية السابقة.
وقال المتحدث باسم النيابة بيوتر كيسيلف لوكالة فرانس برس ان quot;النيابة في بيلاروسيا ارسلت الاسبوع الماضي رفضها الطلب الذي وصل من قرغيزيا لتسليم الرئيس باكييفquot;.

واضاف المتحدث ان quot;الرسالة المضمنة الرفض قد وقعها كبير المدعين في بيلاروسياquot;.

وقد فر الرئيس المخلوع من قرغيزيا بعد تمرد شعبي في بداية نيسان/ابريل. وتتهمه السلطات الجديدة بأنه المسؤول عن مقتل 87 شخصا خلال تلك المواجهات التي ادت الى انهيار نظامه.

وتشهد قرغيزيا الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، اعمال عنف اتنية منذ خمسة ايام اسفرت عن 170 قتيلا و1762 جريحا.

وفي اواخر ايار/مايو، اعلنت الحكومة الانتقالية في قرغيزيا انها طلبت مساعدة الانتربول لاعتقال كرمان بك باكييف، مؤكدة انه غادر بيلاروسيا الى تركيا التي نفت ذلك.

واكد باكييف الاثنين في مؤتمر صحافي عقده في مينسك انه لم يغادر الاراضي البيلاروسية.
واضاف ان quot;شائعات حول نيتي العودة الى قرغيزيا تنتشر في الوقت الراهن. لكن هذه الفكرة لم تطرأ في ذهني. ومنذ وصولي الى بيلاروسيا، لم اغادرها ابداquot;.

واتهم الرئيس المخلوع من جهة اخرى السلطات القرغيزية quot;بأنها لا تسيطر الى الوضعquot;، ودعا منظمة الامن الجماعي (تحالف عسكري تقوده روسيا ويضم عددا من بلدان الاتحاد السوفياتي السابق) الى quot;اعادة النظامquot; في بلاده.