إرسال بعثة ديبلوماسيَّة تجاريَّة أميركيًّة إلى دمشق تشكِّل محاولة لإستمالة الأسد إبعاد سوريا عن إيران.

دمشق: أرسلت وزارة الخارجية الأميركية بعثة دبلوماسية وتجارية على مستوى عال إلى سوريا، وهو ما يشكل محاولة أخرى لإدارة الرئيس باراك أوباما لاستمالة الرئيس بشار الأسد والنأي به عن تحالفه الإستراتيجي مع إيران.

وذكرت وول ستريت جورنال أن الوفد الأميركي يتكون من مدراء تنفيذيين من كبرى الشركات التقنية الأميركية، منها مايكروسوفت وديل وغيرها من الشركات التي لا تستطيع العمل في سوريا بسبب العقوبات المفروضة على دمشق، وفقا لمسؤولين أميركيين.

وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن البعثة مثيرة للجدل في ضوء المزاعم الأميركية بأن سوريا تنقل صواريخ إلى حزب الله، وهو ما ينفيه كل من الحزب ولبنان وسوريا نفسها. وقال المسؤولون الأميركيون إن هذا الوفد سيلتقي الأسد وحكومته لبحث تسهيل تدفق تكنولوجيا المعلومات إلى سوريا التي يعتبرها مجلس الحريات بأنها ضمن quot;أكثر الدول قمعا في العالمquot;.

ومن ناحيتها، تنظر وزارة الخارجية الأميركية إلى تلك البعثة بوصفها اختبارا لنوايا الأسد في تحسين العلاقات مع واشنطن، وتمهيد الطريق أمام بيئة سياسية أكثر انفتاحا داخل سوريا. ونقلت وول ستريت عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله quot;إننا ذاهبون ونحن منفتحون، ولم نفعل ذلك من قبل مع هذا النوع من البلادquot;، وأعرب عن تفاؤله بأن تحقق هذه الزيارة التعاون، ولكنه استطرد قائلا quot;لا يمكن أن نضمن ذلك حتى تنتهي الزيارةquot;.

غير أن بعض صناع القرار وناشطين حقوقيين سوريين انتقدوا الأخبار بشأن بعثة الخارجية، وقالوا إن الأسد لم يستجب لأي من مطالب أوباما منذ إعلان الأخير عن تحول في السياسة الأميركية تجاه الانخراط مع دمشق.

وتابعوا أن سوريا استمرت في تزويد الجماعات المسلحة العاملة في لبنان والأراضي الفلسطينية بالمال والسلاح، وذكَروا برفض دشق التعاون مع المحققين الأمميين في مزاعم تطوير سوريا أسلحة الدمار الشامل. وأعرب بعض الناشطين السوريين عن مخاوفهم من أن quot;قمع دمشق للمعارضين السياسيين ربما يزداد إذا تمكنت الحكومة من تطوير تقنيات أكثر تعقيداquot;.

ولفتت وول ستريت جورنال إلى أن إدارة أوباما اتخذت في الأشهر الماضية عدة خطوات لتخفيف القيود عن بعض الصادرات مثل أجهزة الاتصالات التي كان يحظر دخولها إلى بلاد مثل إيران والصين والسودان خشية استخدامها من قبل الحكومات كأداة للقمع. واعرب المسؤولون الأميركيون علنا عن أملهم بشق صف التحالف الإستراتيجي بين سوريا وإيران، وذلك عبر تلبية رغبة الأسد في تحديث اقتصاد بلاده

واستقبل الرئيس السوري بشار الاسدممثلين لشركات اميركية كبيرة بينها مجموعتا المعلوماتية مايكروسوفت وديل، وفق ما افادت السفارة الاميركية في سوريا. واضافت السفارة انه تم اتخاذ قرار في شان الزيارة خلال لقاء بين الرئيس الاسد ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية وليام بيرنز في شباط/فبراير الفائت في دمشق.

وبدات العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة تتحسن منذ بدء ولاية الرئيس الاميركي باراك اوباما في كانون الثاني/يناير 2009. لكن اوباما قام الشهر الفائت بتمديد العقوبات الاميركية التي تستهدف سوريا لعام واحد، متهما اياها بدعم منظمات quot;ارهابيةquot;.

وتعود العقوبات بحق سوريا الى 11 ايار/مايو 2004، حين فرض الرئيس الاميركي السابق جورج بوش عقوبات اقتصادية على هذا البلد بحجة انه يدعم الارهاب. وتم تمديد هذه العقوبات العام 2006 وتشديدها العام 2007 قبل تمديدها مجددا.