رئيس وزراء السويد فريدريك راينفيلت يدلي بصوته في الانتخابات في ستوكهولم

يحقق الحزب اليميني المتطرف تقدما كبيرا في السويد بحيث تضاعف تقريبا عدد ناخبيه في خلال أربع سنوات ما يثير التساؤلات حول تنامي مشاعر العداء للاجانب في هذا البلد الاسكندنافي، إلا أن المحللين يرون أن هذا الصعود سببه الاستياء من الأحزاب التقليدية.

ستوكهولم:يرى محللون وسياسيون ان اليمين المتطرف الذي حقق اختراقا تاريخيا الاحد في السويد، استفاد خصوصا من استياء الناخبين حيال الأحزاب السياسية التقليدية اكثر منه تصويتا عنصريا او ضد المهاجرين.
وقال رئيس بلدية برومولا الاشتراكي الديمقراطي اكي هامرستيت لوكالة فرانس برس quot;اعتقد انه كان هناك خصوصا درجة كبيرة من عدم الرضى حيال الاشتراكيين الديمقراطيين لم يستطع الناخبون التعبير معها بشكل اخرquot;.

وهذه المدينة الصغيرة في جنوب السويد المعروفة بأن غالبية سكانها من الاشتراكيين هي من اكثر المدن التي صوتت مع ديمقراطيي السويد (اليمين المتطرف) اثناء الانتخابات العامة التي جرت الاحد.
فقد حصل هذا الحزب في هذه المدينة على 15,4% من الاصوات، اي ثلاث مرات تقريبا اكثر من النتيجة التي سجلها على المستوى الوطني (5,7%) ليدخل للمرة الاولى الى البرلمان.

ويحقق الحزب اليميني المتطرف تقدما كبيرا في السويد بحيث تضاعف تقريبا عدد ناخبيه في خلال اربع سنوات ما يثير التساؤلات حول تنامي مشاعر العداء للاجانب في هذا البلد الاسكندنافي.
وقال المتحدث باسم الرابطة الاسلامية في السويد عمر مصطفى quot;ان الانطلاقة القوية لديمقراطيي السويد مخيفة جدا خصوصا وانهم ركزوا هجماتهم على المسلمين الذين يعتبرونهم الخطر الرئيس على السويدquot;.

ويشكل موضوع الهجرة وارتباطها المفترض مع الجريمة الموضوع المفضل لدى الحزب اليميني المتطرف في بلد ولد 19% من سكانه في الخارج او من اهل مهاجرين. وعدد المهاجرين يزداد كل سنة بحيث ارتفع من 65 الفا في 2005 الى 102 الف في 2010.
والسويد لا تسجل احصاءات ديموغرافية لها طابع اتني او ديني لكن يقدر عدد المسلمين فيها ب250 ألفا من اصل تعداد سكاني يبلغ 9,4 ملايين نسمة.

وقال زعيم ديمقراطيي السويد جيمي اكيسون (31 عاما) الاثنين quot;ان دخولنا الى البرلمان سيرغم الاحزاب الاخرى على الرجوع الينا والى سياستناquot;.
واضاف هذا الزعيم الشاب quot;سيضطرون ايضا إلى تغيير (مواقفهم) خصوصا بشأن الهجرة، اذا ارادوا عدم الاستمرار في خسارة الاصوات لصالحناquot;.
وهذا بالتحديد ما يخشاه مصطفى الذي قال quot;في البلدان الاوروبية الاخرى رأينا ان كثيرا من البرامج والسياسات التي ينتهجها حزب من هذا النوع في البرلمان تتبناها الاحزاب الاخرىquot;.

لكن مراقبين اخرين لفتوا الى ان مشاعر العداء للمهاجرين موجودة فعلا في السويد لكنها خفت في العقود الاخيرة.
ورأى بروفسور العلوم السياسية في جامعة غوتبورغ، اولف بيريلد، ان ديمقراطيي السويد استفادوا بشكل واضح من تصويت (بدافع) الاستياء من الأحزاب التقليدية السويدية.

واوضح quot;ان واقع ان يكون لدينا للمرة الاولى كتلتان سياسيتان (ائتلاف اليسار في وجه تحالف اربعة احزاب يمينية) يعني ان ديمقراطيي السويد اعتبروا البديل الوحيد للنظام القائمquot;.
ويؤيد رئيس بلدية برومولا هذا التحليل. ففي مدينته التي لا تعد سوى 40 مهاجرا من اصل 12300 نسمة، لم يقم حزب ديمقراطيي السويد عمليا بحملة انتخابية، ولم يتحدثوا حتى عن الخطر الذي تشكله الهجرة في نظرهم كما قال.

واضاف رئيس البلدية quot;باختصار، ان ناخبي برومولا عبروا من خلال تصويتهم لديمقراطيي السويد عن استيائهم من الاشتراكيين الديمقراطيينquot;.