ليبرمان: واشنطن هي من فرضت مسار التفاوض

استؤنفت أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية لكن على نطاق محدود بعد إنتهاء مهلة تجميد الاستيطان.

واشنطن: أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء في حديث لاذاعة quot;اوروبا1quot; في باريس ان على اسرائيل ان تعلن تجميدا للاستيطان في الضفة الغربية quot;طالما هناك مفاوضاتquot; سلام جارية. وقال عباس quot;نطلب تجميد (الاستيطان) طالما ان هناك مفاوضات، لانه ما دام هناك مفاوضات، هناك املquot;.

وكان الرئيس الفلسطيني طالب رئيس الوزراء الاسرائيلي الاثنين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي بتمديد العمل بتجميد الاستيطان quot;لثلاثة او اربعة اشهرquot; لاعطاء فرصة لمفاوضات السلام التي استؤنفت مطلع الشهر الحالي برعاية اميركية.

واستؤنف البناء ولو بشكل محدود الاثنين في بعض مستوطنات الضفة الغربية عند انتهاء العمل بقرار تجميد الاستيطان لمدة عشرة اشهر وقد رفض الاسرائيليون تمديده.

غير ان الفلسطينيين يتحفظون على اعلان ردهم حول مستقبل مفاوضات السلام الى حين استشارة الهيئات القيادية في منظمة التحرير الفلسطينية ولجنة المتابعة العربية التي ستجتمع في مصر في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر.

وكرر عباس الثلاثاء في المقابلة التي ترجمت الى الفرنسية quot;لا نريد وقف هذه المفاوضات، لكن اذا استمر الاستيطان، فسنضطر الى وقفهاquot;. واضاف ان على نتانياهو ان quot;يعلم ان السلام اهم من الاستيطانquot;.

وحض سبعة وثمانون سناتورا اميركيا من أصل مئة الرئيس الاميركي باراك أوباما على بذل ما في وسعه لاقناع عباس بعدم الانسحاب من مفاوضات السلام المباشرة مع اسرائيل، على رغم انتهاء فترة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية .

وكتب اعضاء مجلس الشيوخ في رسالتهم الى الرئيس الاميركي quot;انه لجوهري ان تبقى الاطراف كافة على طاولة المفاوضات. يجب الا يهدد اي طرف بالانسحاب منها في وقت بدأت المحادثات لتوهاquot;. وهدد عباس مرارا بالانسحاب من المفاوضات المباشرة مع اسرائيل في حال استانفت الدولة العبرية بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، مع العلم بان اسرائيل انهت ليل الاحد تجميدا جزئيا للاستيطان.

وفيما استأنفت الجرافات الاسرائيلية اعمال البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية الاثنين، قال عباس للصحافيين من باريس انه سيتشاور مع القادة الفلسطينيين والعرب قبل اتخاذ قرار بشان متابعة المفاوضات.

ومن المقرر ان يلتقي عباس قادة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية هذا الاسبوع ووزراء الخارجية العرب في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر. وجاء في رسالة ال87 سناتورا اميركيا quot;نحضكم على الاستمرار في محاولة اقناع القادة الاسرائيليين والفلسطينيين بان المحادثات المباشرة، حتى لو كانت صعبة، تشكل الامل الافضل لاتفاق سلام متين ودائمquot;.

كما اعتبر اعضاء مجلس الشيوخ ان quot;البلدان العربية في استطاعتها تقديم دعم سياسي واقتصادي افضل لهذه العملية، بما يشمل دعما ماليا متزايدا للسلطة الفلسطينيةquot;. واضافت الرسالة quot;نحن على علم بانكم تشاطرون هذا الشعور ونطلب منكم بكل احترام استخدام نفوذكم كي يتواصل الدعم العربي لهذه المحادثاتquot;.

واشاد اصحاب الرسالة بعدم محاولة ادارة اوباما quot;فرض اتفاق على الطرفينquot;. وتابعت الرسالة quot;للتوصل الى نتيجة ايجابية وبناءة عن حق، من الاهمية بمكان ان يكون هناك اتفاق جرى التفاوض عليه بحذر، ووافق عليه الطرفان في النهاية، ويضمن امن اسرائيل على المدى الطويلquot;.

عبد ربه: نتانياهو يتحمل مسؤولية انهيار المفاوضات

من حانبه اعتبر امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه اليوم الثلاثاء ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يتحمل مسؤولية انهيار المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، وذلك على خلفية استئناف الانشطة الاستيطانية في الضفة الغربية.

وقال عبد ربه quot;نحن نعتبر ان نتانياهو يتحمل المسؤولية عن انهيار عملية السلام والمفاوضات الفلسطينية الاسرائيليةquot;، موضحا ان quot;السبب هو اصرار حكومة اسرائيل على مواصلة النشاطات الاستيطانية وقيامها برعاية هجوم المستوطنين وتوفير الحماية وكل الدعم والاسناد لهمquot;. وشدد على ان quot;الموقف الفلسطيني يلقى التفهم والدعم الدولي الشامل والدعم العربي ايضاquot;.

يذكر أن المحطة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي قد افادت أمس ان اعمال البناء ستستأنف ايضا في ثماني مستوطنات اخرى على الاقل بينها كريات اربع المتاخمة لمدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية. وقال احد قادة المستوطنين تسيفي كاتزوفر quot;سنقوم بالبناء ولكن بهدوء. نامل ان تكون (فترة التجميد) انتهت فعليا وليس الامر مناورة من نتانياهوquot;.

وضم ساركوزي صوته الى عباس مؤكدا ان الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية quot;يجب ان يتوقفquot; ومعربا خلال مؤتمر صحافي مشترك معه عن quot;الاسفquot; لانهاء اسرائيل العمل بتجميد الاستيطان. وقال ساركوزي quot;لقد عبرنا عن الاسف لعدم تلبية النداءات المجمعة على تمديد القرار الاسرائيلي حول الاستيطان، انا آسف لذلكquot;.

واضاف quot;كان يجب الابقاء على القرار لمنح المفاوضات الفرص كاملة. وانا اقول امام الرئيس عباس: الاستيطان يجب ان يتوقفquot; مقرا بquot;القلق لرؤية العملية التي اطلقت في الثاني من ايلول/سبتمبر (..) تتعطل في حال لم نتحركquot; لمنع ذلك. كما دعا ساركوزي الى اشراك الاتحادين الاوروبي والمتوسطي في مفاوضات السلام منتقدا انفراد الاميركيين بالاشراف على التفاوض.

واعربت الولايات المتحدة عن quot;خيبة املهاquot; لانتهاء تجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة معلنة ارسال موفدها للشرق الاوسط جورج ميتشل مساء الى المنطقة، على ما اعلنت وزارة الخارجية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي quot;نعرب عن خيبة املنا (لانتهاء تجميد الاستيطان) الا اننا نبقى مركزين على اهدافنا البعيدة الامدquot; في المنطقة وهي مواصلة المفاوضات المباشرة للتوصل الى اتفاق سلام.

واشاد كراولي بquot;ضبط النفسquot; الذي ابداه عباس مع انتهاء تجميد البناء الاستيطاني. بدوره، اعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن quot;خيبة امل كبيرةquot; لانتهاء تجميد الاستيطان الاسرائيلي وابدى خشيته من ان يؤدي استئناف بناء الوحدات الاستيطانية الى عرقلة مفاوضات السلام.

واعلن الوزير البريطاني نيته ايصال هذه الرسالة بوضوح الى نظيره الاسرائيلي افيغدور ليبرمان خلال لقاء بينهما في وقت لاحق الاثنين في نيويورك. كذلك، اسفت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون لانتهاء فترة تجميد الاستيطان الاسرائيلي، وفق المتحدثة باسمها التي اوضحت ان اشتون اجرت الاثنين مشاورات مقتضبة مع ميتشل وعباس ونتانياهو.

وقد بقي نتانياهو متمسكا بموقفه الرافض لتمديد العمل بتجميد الاستيطان بالرغم من الضغوط المكثفة للمجتمع الدولي. لكنه دعا المستوطنين الى التحلي بquot;ضبط النفس وروح المسؤوليةquot; وطلب من وزرائه التحفظ بمواقفهم لتفادي تحميل اسرائيل مسؤولية نسف المفاوضات.

كما دعا نتانياهو الرئيس عباس في بيان نشر بعيد منتصف الليل الى ان quot;يواصل المفاوضات الجيدة والنزيهة التي اطلقناها لتونا من اجل محاولة التوصل الى اتفاق سلام تاريخي بين شعبيناquot;. وفي اطار الاتصالات الدبلوماسية quot;المكثفةquot; تحدث نتانياهو في الساعات الماضية مع اعضاء في الادارة الاميركية بينهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ومع الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني كما جاء في البيان.

وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الاتصالات ستتواصل في الايام المقبلة لايجاد صيغة تسوية. وقد رفضت اسرائيل طلبا اميركيا بتمديد تجميد الاستيطان لمدة شهرين كما اوضحت صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار.

وذكرت صحيفة معاريف ان وزير الدفاع ايهود باراك بحث مع الادارة الاميركية امكانية تجميد البناء فعليا مقابل دعم اميركي لمطالب اسرائيلية وخصوصا اعتراف الفلسطينيين باسرائيل quot;دولة للشعب اليهوديquot; وضمانات امنية لحدودها الشرقية.

وفي دمشق، ناشد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل السلطة الفلسطينية الانسحاب من المفاوضات. وقال في كلمة له أمام اللجنة السياسية للبرلمان العربي quot;انا اتمنى على اخواني في السلطة وقد وعدوا الا يستأنفوا المفاوضات اذا استانف العدو الاستيطان ان يفوا بالموقفquot;. واعتبر مشعل التفاوض quot;بغير اوراق قوة عبثquot; وان quot;نتانياهو ليس الرجل الذي يمكن ان يصنع سلاما في المنطقةquot;.

هارتس: أميركا ستقدم ضمانات لإسرائيل
في سياق آخر، أكدت صحيفة quot;هارتسquot; الإسرائيلية اليوم أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يرفض صيغة حل وسط وضعها الأميركيون لضمان استمرار المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين. وقالت الصحيفة عبر موقعها الالكتروني quot;إن الولايات المتحدة تقترح منح إسرائيل ضمانات بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين والأمن والاعتراف بها كدولة يهودية، وذلك لكسر حالة الجمود في المفاوضات الناجمة من الاستمرار في بناء المستوطناتquot;.

ومن المقرر أن يصل مبعوث السلام الأميركي جورج ميتشل إلى المنطقة اليوم لمواصلة المحادثات مع نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بهدف وضع حل لحال الجمود الذي أوقف المفاوضات. وأضافت الصحيفة أنه من المقرر quot;أن يلتقي ميتشل غدًا بنتنياهو ليناقش معه صيغة حل وسط أميركي، قبل أن يسافر إلى رام الله في الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطينيquot;.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تحدثت مع نتنياهو الليلة الماضية هاتفيًا لمناقشة الاقتراحات التي سيحملها ميتشل معه، والتي تشمل ضمانات أميركية بشأن القضايا الأساسية التي يجرى التفاوض بشأنها مع الفلسطينيين. وتشمل هذه الالتزمات تقديم ضمانات أميركية لإسرائيل بشأن قضايا اللاجئين والترتيبات الأمنية والإقرار بمكانتها كدولة يهودية، فيما توافق الأخيرة في المقابل على الاستمرار في تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية لشهور عدة.

على صعيد متصل، نقلت quot;هارتسquot; عن ديبلوماسيين أوروبيين قولهم quot;إن نتنياهو أكد بصورة واضحة للأميركيين أن أي تمديد لقرار تجميد البناء في المستوطنات لن ينفّذ، لاسيما في الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربيةquot;. وأكد هؤلاء quot;أن مشاريع إقامة 2000 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة ستنفذ، وأن الأذونات التي صدرت بشأن إقامتها ستتواصلquot;.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب من إسرائيل الالتزام بوقف تام للبناء في المستوطنات، الأمر الذي أعاد التأكيد عليه أمس في تصريحات أطلقها من العاصمة الفرنسية باريس.

البرغوثي: من المبكر الحديث عن انتفاضة جديدة
في وقت لاحق، اعتبر القيادي في حركة فتح والمحكوم مدى الحياة في السجون الإسرائيلية، مروان البرغوثي أنه من المبكر الحديث عن انتفاضة فلسطينية جديدة في ظل الانقسام الفلسطيني الداخلي.

وأكد البرغوثي في حديث شامل له من سجنه وزع الثلاثاء، لمناسبة الذكرى العاشرة للانتفاضة الفلسطينية الثانية quot;أنتي أعتقد أن من المبكر الحديث عن انتفاضة جديدة، وخاصة في ظل حالة الانقسام السائدة في الحالة الفلسطينيةquot;. ويعتبر البرغوثي، أحد أبرز القيادين الذين قادوا الانتفاضة الفلسطينية المسلحة التي اندلعت عقب فشل المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في كامب ديفيد في العام 2000، حيث اعتقلته إسرائيل في العام 2002، وحكم عليه بالسجن المؤبد خمس مرات وأربعين عامًا.

وتصاحب الذكرى العاشرة للانتفاضه الثانية تكهنات حول إمكانية انطلاق انتفاضة فلسطينية جديدة في حال فشل مفاوضات السلام التي انطلقت في بداية أيلول/سبتمر الحالي مع إسرائيل، بسبب احتدام الخلاف في ما يتعلق بملف الاستيطان.

وقال البرغوثي إن quot;الانتفاضة يقررها الشعب بأسره، وتنطلق بإرادته، وهو الذي يختار الوقت المناسب والوسائل والأساليب المناسبة لكل مرحلة، ومع احترامي للخبراء والمسؤولين فإنني أقول إن الخبراء والمسؤولين والقيادة الرسمية لم تتوقع لا الانتفاضة الأولى ولا الثانيةquot;.

على صعيد آخر أعلن البرغوثي تأييده quot;بقوةquot; إشراك حركة حماس في العملية السياسية الدائرة، على أن يتم عرض أي اتفاق نهائي مع الجانب الإسرائيلي على الاستفتاء الشعبي. وقال quot;حماس جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ولها ثقل شعبي وانتخابي ونضالي وسياسي، وأنا أول من رفع ودعا وصاغ شعار quot;شركاء في الدم.. شركاء في القرارquot;quot;.