رئيس الحزب القومي محمد علي بلال والزميل أشرف السعيد

أعرب المرشح الرئاسي للإنتخابات المصرية ورئيس الحزب القومي محمد علي بلال في حوار مع quot;إيلافquot; عن أمله في أن يحقق للشعب المصري الحرية والديمقراطية والعدالة. وأكد بلال أن بلاده لا تريد أن تحارب إسرائيل مشدداً على أهمية تطوير إتفاقية كامب ديفيد لا تعديلها.


القاهرة: رحب المرشح الرئاسي للإنتخابات المصرية رئيس الحزب القومي محمد علي بلال بإجراء مناظرة مع أي مرشح سيخوض الإنتخابات الرئاسية في مصر، وأعلن عن بدء حملته الإنتخابية الرئاسية من مسقط رأسه من مدينة دشنا في محافظة قنا في صعيد مصر أوائل الشهر القادم، ومبينا أنه يفضل النظام البرلماني للمرحلة المقبلة عن النظام الرئاسي.

وكشف خلال حوار مع quot;إيلافquot; عن أنه في حال نجاحه في إمتحان الشعب (الإنتخابات) سيتولى الرئاسة لفترة واحدة فقط وأنه سيعين نائباً مدنياً له خبرات إقتصادية عالمية، كما شدد على أن الحوار الوطني الذي تشهده مصر حاليا غير مدروس لأنه لم يحدد الهدف.

وأكد بلال أن الثورة في مصر وتونس الوحيدة التي قامت لصالح البلد ولم تستطع القوى الخارجية الإستيلاء عليها وإستغلالها، كما حذر قادة الثورات في المنطقة من مغبة ما يخطط لهم ولبلادهم في حال إنقلاب هذه الثورات ضد مصالحهم.

وقد تطرق الحوار معه إلى عدة قضايا وإشكاليات منها العلاقة بين مصر والولايات المتحدة، وإتفاقية كامب دايفيد، وأزمة مياه النيل وغيرها ما يطرح على الساحة حاليا في مصر والمنطقة وإليكم ما جاء به.

أعلنتم قبل شهر تقريباً إعتزامكم الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية من خلال الحزب القومي. لماذا قررتم خوض إنتخابات الرئاسة؟ وما هي الدوافع وراء ذلك؟

-أنا كأي مواطن مصري، وخاصة بعد 25 يناير أصبح يحق لكل مواطن تنطبق عليه شروط الترشح لأي منصب إذا وجد في نفسه القدرة على ذلك، وإذا رأيت في نفسك القدرة على خدمة بلدك في هذه الوظيفة تقدم لها ورشح نفسك والحكم للشعب وهذا كان منطلقي الأساسي. لماذا لا نفتح المجال؟ ولذلك عندما أسأل عن عدد المنافسين لي في إنتخابات الرئاسة أرد بالقول إن عددهم حوالى 20 مليون مصري بمعنى أن هذا العدد هو من يحق له الترشح ويزيد سنه عن أربعين عاما وهو ما ينطبق عليه هذا الشرط، ومن هذا المنطلق قلت إنني أستطيع أن أخدم بلدي في هذا المجال وهذه الوظيفة لأنه تنطبق عليّ الشروط فتقدمت للترشيح والحكم للشعب.

أداء المهام والمسؤوليات

لماذا أعلنتم أن منصب رئيس الجمهورية في مصر وظيفة؟

- لأنها بالفعل وظيفة تؤدي من خلالها مهامها كأي وظيفة في الدولة، فهي مثل مسابقة حكومية لوظيفة ولو نجحت فيها تتقلدها وتظل تعمل بها حتى تنتهي مدتها أو تثبت عدم الصلاحية فيتم الإقصاء. وهي الوظيفة التي حدد الشعب مسؤولياتها من خلال الإجراءات والقوانين والدستور وإذا أثبت كفاءة فقد تترشح مرة أخرى وتعرض نفسك على الشعب.

هناك عدد من الشخصيات تطرح نفسها على الساحة لخوض إنتخابات الرئاسة ممن تولوا مواقع سياسية مختلفة مثل عمرو موسى، كمال الجنزوري، محمد البرادعي، الفريق مجدي حتاته رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، المستشار هشام بسطويسي وغيرهم. ألا تخشون المنافسة؟

- لا بل أرحب بالمنافسة وكما قلت من قبل إن المرشحين يدخلون مسابقة لشغل هذه الوظيفة وأمام لجنة إمتحان ألا وهي الشعب وهي التي ستمنح الدرجات وبناء عليه إما أن تنجح أو لا تنجح، ومن لم يوفق فهي ليست بهزيمة لأنها ليست منافسات بل مباراة، وكل مرشح يحاول أن يقدم أوراقه وهي الكيفية التي سيخدم بها هذا البلد وليس في الداخل فقط ولكن خارجيا أيضا، لأنه لا يمكن لبلد أن يستقر دون أن يستقر من هم حوله.

مستعد للمناظرة

هل هناك إمكانية لإجراء مناظرة مع أحد المرشحين المتنافسين على مقعد رئاسة الجمهورية؟

-مستعد لمناظرة أي مرشح سيخوض إنتخابات الرئاسة، وإنني أفضل المناظرة لأن كلمة المناظرة أحيانا تبرز ما الذي تريد تقديمه سواء أنا أو غيري، فبالتالي قد تبرز أفكار جديدة من المتناظرين تفيد البلد وهذا هو المطلوب، لأن العملية ليست منافسة وإنما تقديم أفضل الأفكار، وأرحب بالمناظرة مع الجميع.

رؤية شاملة ونظرة إستراتيجية

ماهي المعايير الواجب توافرها في شخصية رئيس الجمهورية بعد ثورة 25 يناير في مصر؟

- أولا يجب أن يتمتع برؤية شاملة لمصر من كافة النواحي للأوضاع الحالية فيها وعلى إلمام كاف بها، وبالتالي يستطيع أن يجد لنفسه أو أن يحدد لنفسه الأهداف والبرامج التي من الممكن أن تؤثر في هذه المشاكل الموجودة داخل البلد.

ثانيا أن يكون لديه نظرة إستراتيجية شاملة لما هو خارج مصر ويؤثر فيها في المستقبل القريب والبعيد، وأن يضع أهدافاً يستطيع أن يحققها بخطوات إستراتيجية بعيدة المدى ويضع أسسا لمن يأتي بعده ليكمل عليها ويضيف إليها ولا يهدمها، لذلك لابد أن تكون هذه الأهداف إستراتيجية ثابتة ومفيدة للبلد وليست موقتة لحالة وقتية وإنما لها فوائدها على المدى البعيد.

ما الذي يميز المرشح لرئاسة الجمهورية الذي يملك خلفية وخبرة العسكرية عن نظيره المدني؟ هل التميز يكمن في الرؤية الإستراتيجية؟

-المرشح لرئاسة الجمهورية الذي له خلفية عسكرية وخدم في القوات المسلحة وتولى كبرى القيادات الإستراتيجية يكون له رؤية أشمل وأعمق حول التأثير الخارجي على البلد من الرجل السياسي العادي. لذلك قلت إن المرشح الذي لديه الخلفية العسكرية نظرته الإستراتيجية أكبر وبالتالي هو يعيش في بلده ويعلم مشاكلها ولديه رؤية خارجية أشمل من أي مرشح آخر، وبالفعل فإن الرجل الذي يخدم في القوات المسلحة من خلال قيادات عليا إستراتيجية يستطيع ان يكون أكثر قدرة وإمكانية على تفهم مشاكل الوطن الخارجية أكثر من الآخرين.

ما الأسباب التي يعزى إليها تفاقم أزمة مصر مع دول حوض النيل وفشل الحكومة السابقة في التوصل إلى حل تفاوضي معهم؟

-السبب الأساسي في مشكلة مصر مع دول حوض مياه النيل الحالية هو عدم تدخل ومشاركة العسكريين فيها، فلم يرجع إليهم في حل هذه المشكلة وظل الملف فقط مع وزارتي الخارجية والري والموارد المائية، ودون مشاركة الأجهزة المعنية الأخرى لا تستطيع الوزارات المذكورة بمفردها حل مشكلة خارجية لأن المشكلة أشمل وأعم من ذلك.

مصري مائة بالمائة

ماذا عن حزبكم القومي وماهي أهم مبادئه وأهدافه؟ وما التيار الذي يمكن تصنيفه تحت عباءته؟ وهل هناك قواعد للحزب في محافظات مصر؟ وماذا عن إفتتاح مقره الرئيس في القاهرة؟

-أولا يصنف هذا الحزب على أنه حزب مصري مائة في المائة وهذا هو أساسه، وفي اعتقادي أن لكل بلد عربي قومية خاصة به. فمثلا في مصر لنا قوميتنا الخاصة بنا منذ جذور التاريخ، وأيضا الجزيرة العربية لها قومية مختلفة، وبلاد الشام لها قومية خاصة بها وأيضا أسلوب حياة خاص بها، وهكذا ولذلك أقول إن لنا قومية مصرية. أما كلمة القومية العربية التي كانت تطلق قديما بهدف جمع العرب فهي ليست قومية واحدة وإنما الأمة العربية، ونحن لنا قومية مصرية غير تلك المغربية أو غير قومية الجزيرة العربية أو غيرها، نحن جزء من الأمة العربية ككل وكيان عربي واحد يتأثر به الجميع، ولكننا قومية مصرية ضمن الكيان العربي الواحد للأمة.

أما بالنسبة إلى أهم مبادئ الحزب فلابد أولا أن تحقق مصر تنمية لكي تصل إلى المكانة اللائقة بها في الداخل ويشعر بذلك المواطن بالحفاظ على كرامته وصون حريته وعدالته وبذلك تصنف هذه الدولة طالما حققت ذلك لمواطنيها بالتالي أصبح لها كرامة وحرية ومن هنا تأتي إنطلاقة مصر إلى الخارج ويستطيع أن يكون لها الإحترام الكامل بين الدول الأخرى الإقليميّة والدوليّة.

شخصيا، أرى أن الحزب القومي سينضم له كل الشرائح الإجتماعية وكل من يطلق عليه مصري سواء مسيحي أومسلم. المسيحيون ليسوا أقلية لأنهم جزء من الجسد المصري أما مسألة إطلاق مصطلح الأقليات فهي تطلق على المجموعات من الجنسيات المختلفة التي هاجرت إلى دول المهجر وأوروبا وليس بلدهم الأصلي أما الأقباط فهم في بلدهم الأصلي مصر.

وأما بالنسبة لإفتتاح المقر الرئيس للحزب في القاهرة فمع نهاية الأسبوع الجاري- بعد وقت إجراء الحوار بيومين- ومقار أخرى إن شاء الله في الأسابيع القادمة في المحافظات ولن يكون للحزب أقل من مقر واحد في كل محافظة.

البداية من دشنا

هل ستبدأون حملتكم الإنتخابية من مسقط رأسكم في محافظة قنا في صعيد مصر؟ ومتى ستبدأ؟

-كل إنسان لابد أن تكون لجذوره حق عليه لذلك وأنا صعيدي وأعتز بذلك، وبالفعل أفكر ببدء حملتي الإنتخابية من دشنا مسقط رأسي، وهذا الموضوع موجود في كل المصريين ولذلك من الممكن أن يكون أول مؤتمر شعبي لحملتي الإنتخابية يبدأ من دشنا ومن المنتظر أن يتم ذلك أوائل شهر أيار/ مايو المقبل.

دولة حرة ديمقراطية وتملك قرارها

ما الذي يميزكم عن غيركم من مرشحين آخرين لإنتخابات رئاسة الجمهورية؟ وما الذي تستهدف تحقيقه في حال فوزكم؟

- أنا لا أتميز عن غيري، وكل مرشح له رؤيته وأهدافه وبرنامجه الذي يريد من خلاله أن يخدم مصر، فلا يوجد تميز ولكنني أتساوى مع الآخرين بأنني مصري وهم أيضا يتقدمون لخدمة الوطن وأتقدم مثلهم لخدمة وطني، وكما ذكرت من قبل أن لجنة الشعب ستعقد إمتحانا وتعطينا درجات وتختار من يتولى مقاليد الأمور في البلاد وفي هذه الحالة كلنا كمرشحين المفروض أن نضع أيدينا في أيدي الفائز في إمتحان لجنة الشعب للرئاسة ونساعده ونؤيده من أجل خدمة مصر.

أما بالنسبة لما أريد تحقيقه في حال فوزي بالرئاسة هو أن تصبح مصر دولة حرة ديمقراطية يسودها العدل والحق والحرية وأن تحقق الإكتفاء الذاتي من القمح والغذاء وكل ما تحتاجه أي دولة لكي يكون لديها حرية القرار، ولابد أن يتوفر لكل مواطن ما يستحقه من تعليم وصحة جيدة بتوفير كل الوسائل التي تعمل على ذلك، وهناك العديد من التدابير التي تهدف لصنع مواطن صالح يمتلك العقل السليم والفكر الناضج الذي يعمل على خدمة بلده بطريقة سليمة.

لا دعم من القوات المسلحة

يتكهن البعض أنكم ستلقون دعماً معنوياً من القوات المسلحة بوصفكم أحد رجالاتها وقياداتها سابقاً. فما تعليقكم؟

- لا لن يكون هناك دعم لي على الإطلاق من القوات المسلحة، فضلاً عن أن هناك أحد قيادات القوات المسلحة السابقة سيرشح نفسه، كما أنه قد يكون هناك مجموعة من المرشحين لإنتخابات الرئاسة خدموا في القوات المسلحة سابقا. وأود أن أؤكد أن القوات المسلحة تاركة الأمور للشعب تماما في إختياراته وقناعاته دون أن تؤثر فيه.

وماذا عن منافسة أحد القيادات العسكرية السابقة مثل الفريق متقاعد مجدي حتاته في إنتخابات الرئاسة؟ وهل يمكن أن يلعب البرنامج الإنتخابي لكل مرشح دورا في الإختيار والأفضلية؟

-هذه الإنتخابات لرئاسة الجمهورية وكما ذكرت سابقا إنني أتوقع أن يخوضها 20 مليون مرشح تنطبق عليهم الشروط ممن تخطوا سن الـ 40 وهو من بينهم، وكل مرشح يرى في نفسه أنه يستطيع أن يقدم للبلد خدمة فلماذا لا يتقدم للإنتخابات؟ وبالنسبة للبرنامج الإنتخابي فمن الممكن أن يلعب دورا في أفضلية مرشح عن آخر من جانب الشعب طبقا للرؤى والأهداف.

تطوير كامب دايفيد وليس تعديلها

أعلن المرشح هشام بسطويسي أنه من الممكن إدخال تعديلات على إتفاقية كامب دايفيد مع إسرائيل. فماذا عن تصوركم لهذه الإتفاقية؟

-كلنا نأمل أن تتطور إتفاقية كامب دايفيد بمعنى محاولة معالجة السلبيات التي توجد بالإتفاقية إلى حد ما والتي تخص السيادة المصرية بالكامل، أما القول بكلمة إدخال تعديلات على الإتفاقية فيها مغالاة، لأنني أرى لا بد من بناء أنفسنا أولا وتقويتها ثم إطلب من الآخر أن تجلس معه في مفاوضات لمناقشة مبادئ معينة ولكن لا تتحدث بما يفهم منه إنك تريد أن تلغي أو تؤثرفي إتفاقية كامب دايفيد لأنها هي إتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل. ولا تريد مصر حاليا أن تحارب إسرائيل وأيضا لا تريد إسرائيل أن تحارب مصر، وبالتالي علينا أن نحتاط في أحاديثنا وطرحنا على قدر الإمكان في مثل هذا الموضوع، فلكل كلمة حساباتها. لذلك هناك البعض خرج بتصريحات بشأن كامب دايفيد تقول لا بد من إلغاء الاتفاقية أو تغييرها فخرجت إسرائيل وأعلنت أن أي نظام سيأتي في مصر وسيحاول أن يؤثرفي إتفاقية السلام ستكون له عواقب وخيمة.

والسؤال لماذا نصل بالأمور إلى هذا الحد؟ والواقع أن هذه الإتفاقية هي إتفاقية دولية معترف بها وموجود ميثاقها في الأمم المتحدة وهناك قوات دولية في سيناء لحماية وتنفيذ هذه الإتفاقية، وبالتالي نسعى ونرى البنود التي تؤثر فينا وكما تطرح في الصحف منها مسألة تأمين حدودنا بإتجاه غزة بإرسال 800 جندي بعد الإستئذان من إسرائيل، ولابد أن نبحث أولا ماهي الأمور الحساسة التي نطالب بتعديلها ولا تؤثر جدافي العلاقات بين مصر وإسرائيل أو لا تؤثرفي مضمون الإتفاقية في الأساس ثم نصل شيئا فشيئا إلى ما نريد طالما إننا نضع مصلحة مصر أمامنا وهذا هو الأساس، وكما قلت حقق لمصلحة مصر بما لا يتعارض مع مصلحة الآخرين، كما أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة إحترامه لكافة الإتفاقيات والمواثيق التي وقعتها مصر من قبل وأصدرت الحكومة الجديدة برئاسة عصام شرف بيانا يؤكد ذلك.

إتفاقية الغاز الطبيعي مبهمة

بعد أن أعلن وزير الخارجية نبيل العربي أن هناك إمكانية للحصول على فروق الأسعار في تصدير الغاز الطبيعي من خلال إحدى مواد إتفاقية كامب دايفيد. هل يمكن تحقيق ذلك؟

- إتفاقية الغاز المّصدر من مصر إلى إسرائيل مبهمة وحتى الآن لم يكشف عن فحواها وأتحدى أي فرد في مصر حاليا يعرف بنودها بالأمر المباشر ولم يتم مناقشتها لا في مجلس الشعب ولا في مجلس الشورى وتم التوقيع بين الجانبين فقط مباشرة. وكلنا نأمل أن نبيع الغاز الطبيعي بأعلى الأسعار ولكن السؤال هل نستطيع ذلك أم لا؟ ووفقا للبنود يمكن إستغلال أي ثغرة في الإتفاقية لصالح مصر أولا وأخيرا.

الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية

في حال فوزكم بمقعد الرئاسة هل ستسيرون وفق برنامج الحزب القومي أم ستراعي مطالب ثورة 25 يناير؟

-مطالب ثورة 25 يناير وهي الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية والتغيير وهي نفسها مبادئ وبرنامج الحزب القومي.

ماهي توقعاتكم بالنسبة إلى فوزكم بمقعد الرئاسة في مصر؟

- لا أستطيع التكهن بنتيجة الإمتحان أمام الشعب.

كيف ستستثمرون خبراتكم العسكرية الطويلة في قيادة مصر في حال فوزكم؟

-لي خبرة سابقة في القوات المسلحة وأيضا خبرتي المدنية تقترب من مدة عشرين عاما مع العمال والموظفين والفلاحين والمثقفين والشباب والمرأة، حيث تعاملت مع جميع الشرائح الإجتماعية والفئوية للشعب المصري، وأعتقد أنني لدي من الخبرات العسكرية والمدنية ما سيفيدني حتى في أسلوب وضع الاهداف والبرامج المختلفة.

ما هو تصوركم للتخلص من بقايا النظام السابق في ما يتعلق بالفساد في الأجهزة المختلفة؟

- لي تصور بالنسبة لبقايا النظام السابق فإذا كان رأس النظام قد أزيل، فانا أشبه النظام بـ quot;المبنىquot; وفي الأعلى رأس النظام وليس من المعقول أو المنطق أن أهدم المبنى كله لأنه من الصعب تحقيق ذلك، فضلا عن أنه قد نجد فيه ما يصلح لإستخدامه، إذن بالتالي هناك إمكانية إختيار المناسب من المبنى لإستخدامه في النظام الجديد.

هل ستترشحون لدورة واحدة أم لدورتين؟

-دورة واحدة إن شاء الله لأنني أعتقد أن دورة واحدة مناسبة بحيث أضع كل جهدي في خدمة البلد وفي الوقت نفسه أعمل حراكا سياسيا بشكل مكثف خلال أربع سنوات، لأنني أرى أن الكبار يبدأون ويفتحون المجال أمام الشباب لقيادة البلد في المستقبل لأنه إذا كان الشباب فتح المجال أمام الشعب ليتنفس الحرية فإن الكبار سيفتحون المجال للشباب لقيادة البلد.

وماذا عن إختيار نائب الرئيس في حال فوزكم؟ هل ستختارونه شخصية عسكرية سابقة خدمت في القوات المسلحة ام شخصية مدنية؟

- لا نريد القول شخصية عسكرية أو مدنية ولكن لو قدر لي النجاح فطبقا للدستور فإنه لابد من تعيين نائب أو أكثر خلال 60 يوما، فلو قدر لي النجاح سأعين نائبا يملك خلفية إقتصادية عالمية كبيرة بحيث يستطيع أن يراقب أو يشرف على تنفيذ خطط الإقتصاد المصري لأن الإقتصاد هو أساس العلاقات الدولية، وطالما أن البلد إقتصادها قوي فأنت قوي في كل المجالات العسكرية والتعليمية والصحية والثقافية كذلك والعكس صحيح.

إحترام كافة الإتفاقيات والمواثيق الدولية

في حوار لكم لجريدة وول ستريت جورنال الأميركية أكدتم أن رئيس المخابرات العامة اللواء مراد موافي ومعه آخرون لديهم رؤية مفادها أن العلاقة مع الولايات المتحدة يجب أن تكون مثلما كانت عليها قبل الثورة لكونه عهدا جديدا ويجب مراعاة مصالح مصر. ما تعليقكم؟

- العلاقات الخارجية لمصر تعتمد أساسا على إحترام جميع الإتفاقيات والمواثيق الدولية ومواثيق الامم المتحدة بشكل عام وأي ميثاق صدّقت عليه مصر فهي تحترمه، ويجب أن نطور هذه العلاقات بحيث تكون مصر لها مصلحة من هذه الإتفاقية ولابد أن تحاول أن تحصل عليها بما لا يتعارض مع مصلحة الآخرين، لأننا للآسف نوقع على الإتفاقيات ولا نحصل على مصالحنا. وأول إتفاقية وأنادي أن نبدأ العمل بها هي إتفاقية دول حوض النيل لأنها تؤثرفي مصر بشكل سلبي، والسبيل لحل هذه الأزمة سهل لو أرادوا على أن ينظروا نظرة إستراتيجية لهذه الدول على أساس تبادل المصالح.

الحوار الوطني غير مدروس

من المنتظر أن تشهد الفترة المقبلة الإعلان عن الجمعية التأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد. فماهو منظوركم لهذه الجمعية وأعضائها؟ وما الذي تأملونه في الدستور الجديد؟

- المفروض أنه قبل إصدار أي قرار نضع هدفا وهو ماذا نريد من هذا القرار؟ وبالتالي نتشعب إلى إجراءات لإصدار قرار، وما الهدف من الحوار الوطني؟ لأنه سيترتب على ذلك عدة تدابير، أو إذا كان الهدف من ذلك هو وضع الدستور جديد للبلاد؟ ومن المشاركين في هذه الجلسات ومن الذي سيديرها أو المسؤول عنها؟ وهل هناك جدول أعمال وغيره؟ وكون إنك تجري حواراً بدون هدف ولا جدول أعمال أثبت للناس أن قرار الحوار الوطني غير مدروس، لذا فالحوار الوطني يفضل أن يكون له هدف ودراسة كاملة يشترك فيه الخبراء والقوى السياسية ثم ينتج منه لجان بمستويات أخرى بحيث يمكنها أن تعمل في أكثر من فرع، فكان من الممكن للحوار الوطني أن يصل إلى حوار مع مجموعة تفكر في الدستور الجديد وأخرى تفكر في كيفية التعامل مع دول حوض النيل، ومجموعة ثالثة تدرس كيفية إعادة وإستتباب الأمن داخل مصر وهكذا.

أيهما تفضلون النظام البرلماني أم الرئاسي لمصر خلال الفترة المقبلة؟

-أفضل النظام البرلماني لمصر لأنه سيضع كل الأمور تحت رقابة جيدة من البرلمان خاصة ما إذا كان برلمانا منتخبا بنزاهة وبمنافسة شريفة مع الإشراف القضائي الكامل على العملية الإنتخابية لأنه سيأتي ببرلمان قوي وتمثيل مشرف.

الكويت وتأثيرهافي مستقبل الدول العربية الأخرى

بوصفكم قائد القوات المصرية ضمن القوات العربية المشاركة في حرب الكويت في عام 1990ماهي شهادتكم عليها؟ وماذا تمثل الكويت لكم على الصعيد الشخصي؟

-الكويت بلد عزيزة على قلبي وكنت قائد القوات المصرية في حرب الكويت فلها معزة كبيرة عندي، والكويت هي إحدى الدول الرئيسة التي ستحدد مستقبل الدول العربية ككل. ولو إستطاعت الكويت أن تنظر لهذا المستوى والأسلوب وتفكر جديا ستجد أنها عامل رئيس جدا، وأرجو من الدول العربية الأخرى أن تنظر للكويت بهذا الشكل.

وبالنسبة لشهادتي على حرب الكويت فإنها كانت ولا بد أن تحدث ومن هنا أشدد على ضرورة التخطيط من الآن للمستقبل، ومثلما ما يحدث في الوقت الراهن وكما حدث معنا في مصر عام 1967 وكما نشاهد حاليا في عدة مناطق من العالم العربي من ثورات تستغلها دولا خارجية لمصلحتها وليست لمصلحة بلد الثورة. والثورتان الوحيدتان اللتان قامتا لصالح البلد ولم تستطع الدول الخارجية أن تستولي عليها وتستغلها هما في تونس ومصر، ولو أن حاليا بدأ التدخل الخارجي لمحاولة إستغلالهما، وبالتالي الإستغلال الخارجي للثورات التي تقوم في الدول العربية الاخرى، وأحذر وأنبه قادة هذه الثورات quot;إنتبهوا إنتبهوا مما يخطط لكم بعد أن تنقلب هذه الثورات ضد بلدكم وليس لصالحكمquot;.

بداية الطريق لبناء مصر العظمى

أخيرا... ماهو تصوركم المستقبلي لمصر بعد أربع سنوات من الآن؟

-مصر ستتغير إن شاء الله تغيرا كبيرا ولكن قد لا يصل إلى 180 درجة وتحتاج إلى بعض الوقت، ومصر بعد أربع سنوات ستتحسن ولكن بشرط إنتخاب مجلس شعب وشورى إنتخابا سليما وبذلك نضع قدمنا على أول الطريق لبناء مصر العظمى.