يعقد غدًا برعاية البطريرك الجديد في لبنان قمة رباعية بين مختلف الاحزاب المسيحية في لبنان، وبينما يعطي الكثيرون آمالاً لهذا اللقاء، يرى بعضهم الآخر أنّه لن يستطيع تقريب وجهات النظر بين الافرقاء المسيحيين ولن يتعدّى كونه لقاءً صوريًّا.

بيروت:
يقول القيادي في التيار الوطني الحر انطوان نصرالله لإيلاف إن اللقاء الرباعي غدًا يقع ضمن الديناميكية الجديدة التي يسعى ان يخلقها البطريرك، واليوم هناك حديث عن خلافات مسيحية مسيحية، وخلافات ما بين الفريق المسيحي، بهذا الاطار يسعى البطريرك الجديد إلى إيجاد قواسم مشتركة، او نوع من مبادئ مشتركة بين الجميع، علمًا ان التيار الوطني الحر قد تجاوب اكثر من مرة لمبادئ الكنيسة.

اما ما هو المنتظر من هذا اللقاء هل مصالحة مسيحية ام مجرد لقاء صوري؟ فيجيب نصرالله: quot;نتمنى ان يكون لقاء حول المبادئ العامة، التي يجب ان يتفق عليها المسيحيون، لا يجب ان يكون لقاء مصالحة بالمعنى التقليدي للكلمة يعني نأتي كمسيحيين ونصبح مخيمًا واحدًا، هذا ليس مطلوبًا اليوم، ولم يكن يومًا يشكل طرحنا، نتمنى الا يكون ايضًا لقاء مصافحة فقط، بل لقاء اتفاق على الثوابت المسيحية التي هي تجمعنا.

ويضيف:quot; السلام بين النائب سليمان فرنجية (رئيس حزب المردة) وسمير جعجع (رئيس القوات اللبنانية) لا يكفي ليطوي صفحة مريرة، ولكن توجد ثوابت وطنية ينادي بها تيار المردة، واثبتت جدواها خصوصًا في ايامنا هذا، من هنا علينا جميعنا ان نتفق عليها.

الى اي حد يمكن لهذا اللقاء ان يشكل مدخلاً لحوار مسيحي- مسيحي؟ يجيب:quot; اذا اردنا الدخول بآليات الحوار واشكاله، لن نستطيع ان ننتهي منه، اظن ان هذا اللقاء سيشكل صدمة ايجابية، لكن يجب ان تتابع بخطوات على الارض من قبل المسؤولين، ومن خلال طريقة التعاطي.

عن الرسائل التي ينوي ان يوجهها البطريرك الجديد من خلال هذا اللقاء الرباعي يقول نصرالله: quot;اعتقد ان البطريرك من وراء هذا اللقاء وغيره من لقاءات او امور يقوم بها، هناك محاولة لاستعادة دور بكركي كجامع للبنانيين، كشخصية موجودة لها حضورها الحاضر والمستقبلي وتضم جميع اللبنانيين.

اما هل يمهِّد هذا اللقاء لدور اكبر للكنيسة في الحياة السياسية؟ يقول نصرالله:quot; بحسب تصريحات البطريرك الجديد وتعليمات الكنيسة فهي ترفض التدخل بالحياة السياسية، انما هناك مبادىء عامة نؤيدها ونرغب ان تتفعل اجتماعيًا بالحياة اليومية للمواطنين، انما هذا هو دور الكنيسة، اما التدخل في التفاصيل اليومية فإنما تغرقها في هذا المستنقع.

ويؤكد مسؤول في القوات اللبنانية اننا quot;لا نحمل أفكارًا أو طروحات مسبقةquot;. ومثلهما يعتبر مصدر كتائبي quot;اننا ذاهبون بانفتاح لنستمع الى ما يريده البطريركquot;. وكذلك يشير المرده الى quot;النية في الاصغاء الى ما لدى صاحب الدعوة وإسماعه رأينا في ما سيطرح من مواضيعquot;.

لكن في التفاصيل تختلف المعطيات. الجميع يريدون تجنب زعل البطريرك. وهو ما تعبر عنه صراحة أوساط القوات التي كانت تتمنى أن quot;تتوسع دائرة المشاركين في هذا اللقاء من الحلفاء. فإذا استثنينا الممثلين المستقلين فإن استثناء رؤساء أحزاب كالاحرار والكتلة الوطنية غير مبرر. لكننا في كل الاحوال سنشاركquot;. لا تعلق القوات آمالاً كبيرة على اللقاء: quot;فالمجتمعون غير متّفقين لا في السياسة ولا في العقليّة. وكنا نتمنى أن يتم التحضير بالحد الأدنى المقبول على توافقات ونقاط جامعة تحضيرًا للقاء ونجاحه، لكن ذلك لم يحصل مع الأسف. ومع ذلك نحن ذاهبون بانفتاح على أمل الوصول الى أرضية مشتركةquot;.

موقف الكتائب لا يختلف كثيرًا عن مواقف الآخرين. فرئيس الحزب يشارك على خلفية تقريب وجهات النظر وإيجاد المساحات المشتركة التي يمكن أن نختلف عليها من دون أن يعني ذلك الصدام أو المواجهة ولو الكلامية والخطابية.

أما المرده فيشيرون الى quot;اننا كنا من المرحبين بهذا اللقاء الرباعي منذ أيام البطريرك نصر الله صفير. لكن المواقف الراغبة بتوسيعه حينًا أو تصغيره أحيانًا ألغته وأجّلته. لذا فإن سليمان فرنجية يشارك انطلاقًا من ثوابتنا في حق الاختلاف. ونظن ان هذا اللقاء يخفف من احتقان الشارع الذي تؤججه بين فترة واخرى مواقف من هنا أو هناك. فالهدف الحد من انعكاس الخلافات على الناس، لكن لا أحد يذهب للتنازل عن مواقفه وقناعاتهquot;.