جلسة المباحثات العراقية الأردنية الرسمية في بغداد

وقّع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونظيره الأردني معروف البخيت مذكرات تفاهم وتعاون في مجالات عديدة تخصّ الصناعة وقطاعات النقل والطاقة، كما اتفق الطرفان على تسهيل عبور اللاجئين العراقيين العائدين إلى بلدهم عبر الأردن.


بحث رئيسا الحكومتين العراقية نوري المالكي والأردنية معروف البخيت توسيع العلاقات السياسية والتجارية بين بلديهما،وناقش المالكيخلال اجتماع في بغداد اليوممع البخيت، الذي ترأس وفدًا وزاريًا واقتصاديًا رفيعًا سبل تطوير العلاقات الثنائيةفي المجالات السياسية والاقتصادية وتوسيع التعاون بين البلدين على المستويات كافة.

ثم انضم أعضاء الوفدين إلى اجتماع مشترك، تم فيه التباحث في آفاق التعاون المشترك، خصوصًا في مجال النقلوالطاقة والصحةوالتعاون الزراعي، اضافة الى تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين خلال السنوات الماضية في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية وسبل تفعيلها.

وأكد الجانب الأردني رغبته في توسيع آفاق التعاون، سيما في مجال الطاقة، والعمل على تسهيل إجراءات السفر بالنسبة إلى العراقيين الآتين من مختلف دول العالم إلى الأردن، بحسب بيان صحافي لمكتب المالكي تسلمته quot;ايلافquot;، حيث تم في نهاية الاجتماعات التوقيع على مذكرة تفاهم تتناول التعاون المشترك في مجالات الطاقة والنقل والصناعة والتجارة.

وفي وقت سابق اليوم، بدأ البخيت زيارة رسمية الى بغداد اليوم على رأس وفد يضم وزراء ورجال اعمال. وابلغ مصدر عراقي quot;ايلافquot; في اتصال من بغداد أن المباحثات تناولت أيضًا بحث تجديد اتفاقية تزويد بلاده بالنفط العراقي المخفض السعر وزيادة كمياته.

واشار الى ان البخيت طلب تمديد فترة تزويده بالنفط وزيادة كمياته من 10 آلاف برميل يوميًا حاليًا إلى 30 ألف برميل يوميًا، وبالتدريج، بعد الانتهاء من تهيئة مكان التحميل في العراق الذي يرتبطمع الاردن باتفاقية إنشاء منطقة تجارة حرة وقّعت في عام 2009، واتفاق مشترك وقع عام 2008، وتم تمديده لثلاث سنوات، تنتهيفي العام الحالي 2011 لتزويد الأردن بالنفط الخام بمعدل 10 آلاف برميل يوميًا. وأوضح أن الجانب العراقي ترك هذا الموضوع للدراسة بين المسؤولين المختصين في البلدين.

رافق البخيت في زيارته، التي اختتمت الليلة، حيث غادر بغداد عائدًا إلى عمّان، وفد كبير يضم وزراء وممثلين عن القطاعين العام والخاص، حيث جري التركيز خلال مباحثات الوزراء المرافقين لبخيت مع نظرائهم العراقيين على مشاركة الشركات الاردنية في عمليات إعادة إعمار العراق، خاصة أن العراق يعد أحد أهم الشركاء التجاريين للأردن، بحسب إحصاءات التجارة الخارجية الأردنية.

وتشير هذه الاحصاءات الى ان حجم الصادرات الاردنية للعراق قد بلغ خلال الربع الاول من العام الحالي 319 مليون دولار مقارنة مع245.7 مليون دولار للفترة نفسها من العام الماضي، فيما بلغ حجم الواردات الاردنية من العراق خلال الفترة نفسها من العام الحالي حوالي 50 مليون دولار، مقابل 55.7 مليون دولار للفترة نفسها من العام الماضي.

وتضم قائمة التبادلات التجارية بين البلدين اللحوم والخضر والمواد الغذائية والورق الصحي والمواسير المعدنية وآلات وأجهزة ومعدات كهربائية وعربات سيارة ودراجات المنيوم ومصنوعاته ووقودًا معدنيًا ومنتجات تقطيرها ومواد قارية وشموعًا معدنية ولؤلؤًا وأحجارًا كريمة وحلي غواية ومصنوعات من حديد الحيوانات الحية وسلعًا أخرى عبر خمسة منافذ حدودية بين البلدين.

واضاف المصدر ان مباحثات المالكي وبخيت تناولت كذلك اوضاع اللاجئين العراقيين في الاردن، الذين يمثلون العدد الاكبر خارج بلدهم، ورعاية السلطات الاردنية لهم، وتشجيعهم على العودة الطوعية إلى بلدهم.

وكشفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في عمّان في الشهر الماضي أن عدد العراقيين الموجودين في الأردنلا يزال هو الأعلى بين اللاجئين المسجلين لديها. وقالت إن عددالعراقيين المسجلين لديها الموجودين في الأردن بلغ 30654 من المجموع الكلي البالغ 32599 عراقيًا.

واشارت الى انه نظرًا إلى العبء الكبير على موارد الأردن، بوصفه البلد المضيف عددًا كبيرًا من العراقيين، فإن المفوضية تعمل بنشاط نحو دعم الجهود التي تبذلها الحكومة لمساعدة العراقيين المحتاجين، خصوصًا في التعليم والصحة وقطاعات التنمية الاجتماعية.

واوضحت المفوضية أنها لا تعتزم تشجيع العودة على نطاق واسع على المدى القصير، ولكنها تقدم المساعدة للراغبين في العودة إلى العراق طوعاَ. مبينة أن المساعدة تشمل تغطية كاملة لرحلة العودة من وسائل النقل وكذلك منحة نقدية.

جاءت زيارة البخيت الى بغداد بعد ثلاثة ايام من توقيع وزير النقل الأردني مهند القضاة مع نظيره العراقي هادي العامري في عمّان مذكرة تفاهم تمهيدًا لانجاز مشروع ربط البلدين بخط سكك حديدية بهدف تسهيل ورفع كفاءة وسلامة النقل الأمن، بما يسهم في زيادة حركة الركاب والتجارة البينية وتجارة الترانزيت بين البلدين.

وأشار الوزير الاردني عقب التوقيع الى انه تم الاتفاق على تطوير ممر النقل بين العقبة وبغداد باعتباره مهمًا لحركة التجارة الدولية والاقليمية، ويحقق منافع مشتركة للبلدين. واوضح ان مذكرة التفاهم تضمنت انشاء خط السكك الحديدية بين العقبة وبغداد وفقًا للتصاميم والدراسات المعدة مسبقًا في كلا البلدين، اضافة الى تنسيق مواعيد البدء في مشروع والانتهاء من تنفيذ الربط بين البلدين بالسرعة الممكنة.

من جهته، قال وزير النقل العراقي إنه سيتم تدشين سفن جديدة لتنظم لشركة الجسر العربي المصرية العراقية الاردنية المشتركة. مؤكدًا أنها شركة ناجحة، تمثل حالة نجاح عربية في مجال النقل البحري. ودعا الى تفعيل مذكرة التفاهم بخصوص الربط بالسكك الحديدية، باعتباره مشروعًا مهمًا لتوفير وسائل ربط بين الدولتين.

وخلال اجتماعه مع العامري، عقب توقيع الاتفاق، اكد البخيت على أهمية تعزيز التنسيق والتعاون في مجال النقل، باعتباره احد الدعائم الرئيسة للتبادل الاقتصادي، ودعم التنمية في الدول العربية، وشدد على التزام الاردن بكل الاتفاقيات الموقعة مع العراق في مجال النقل.

ويبحث الوزير العراقي مع المسؤولين الأردنيين حاليًا إمكانية مدّ خط سكك الحديد بين البلدينفي إطار تفعيل التعاون الاقتصادي. وكانت وزارةالنقل العراقية قد أعلنت خلال الشهر الماضي عن اتفاق أولي مع الحكومة الأردنية لربط خط سككي بين بغداد والعقبة بطول ألف و150 كم، وبسرعة تصل إلى 140 كم في الساعة، بهدف تعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين، حيث يسعى العراق إلى بناء منظومة نقل متكاملة تربطه مع الدول الإقليمية عبر (القناة الجافة) التي تصل بين دول البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي ودول شرق آسيا، وتعدّ أكبر قناة نقل في العالم.

وبحسب أرقام رسمية أردنية، فإن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ مليار و300 مليون دولار في العام الماضي، شكلت الصادرات الأردنية نحو 86 % منها.