ميقاتي يشم زهرة الغاردينيا بينما النائب جان أوغاسابيان يطالبه بالاستقالة

حصلت الحكومة اللبنانية برئاسةنجيب ميقاتيعلىثقة البرلمان اليوم بأغلبية 68 صوتا من أصل128، بينما حملتجلسات منح الثقة على مدار الأيام الثلاثة الماضيةبعض المفاجآتواللقطات التي بدا ظاهرها طريفا.



تميزت الجلسة الخامسة والاخيرة التي عقدها مجلس النواب اللبناني قبل ظهر اليوم، وانتهى بعدها بمنح حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة بأكثرية 68 صوتاً من أصل 128 صوتاً، بعد مناقشة بيانها الوزاري على مدى ثلاثة أيام، بأكثر من quot;مفاجأةquot; أبرزها انتقال ميقاتي الى الهجوم على معارضيه بعد أن تسلح بالصبر والهدوء وهو يصغي الى مداخلاتهم في الجلسات الخمس التي لم يخل بعضها من التجريح الشخصي له. وثانيها كشف عضو كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله) النائب نواف الموسوي للأسباب التي حدت بالمحكمة الدولية الى اتهام أربعة من عناصر الحزب بالضلوع في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري عبر القرار الظني الذي أودعت نسخة منه مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، وطلبت توقيفهم على أساسه، وعرضه لمراحل التعاون الذي قام به حزب الله مع المحكمة إثر تشكيلها قبل أن ينتفض عليها لاحقاً ويعلن رفضه لها.

فعلى جبهة الرئيس ميقاتي وبعد أن استمع الأخير الى الكلمتين المؤثرتين اللتين ألقاهما كل من النائبة بهية الحريري ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة قبل ختام الجلسة واتهما فيهما رئيس الحكومة بالتنصل من دم الرئيس رفيق الحريري والالتفاف على المحكمة الدولية في البيان الوزاري بعبارات ملتبسة كالقول باحترام المحكمة بدلاً من الإلتزام بها. واعتبار quot;تشكيلها لإقرار العدالة وإحقاق الحق quot;مبدئياًquot; لا quot;أساسياًquot;، الأمر الذي حدا بالأولى الى تجاهل طلب الحكومة الثقة، ودفع الثاني الى الإعلان quot;بأن الرئيس رفيق الحريري يحجب عنكم الثقةquot;، اعتلى ميقاتي المنبر للرد على النواب وما أثاروه من تساؤلات وانتقادات في كلماتهم التي تركزت معظمها حول موقفه من المحكمة مؤكداً متابعة عمل المحكمة وفقاً لما جاء في البيان الوزاري. رافضاً من يتهمه بعكس ذلك. كما أوضح ما عاناه البيان بعبارة quot;احترامquot; عمل المحكمة، مشيراً الى أنها مستوحاة من نصوص الدستور اللبناني مستشهداً بما ورد فيه بهذا الخصوص حين ذكر quot;أن رئيس الجمهورية يسهر على احترام الدستور، معتبراً أن هذا الكلام يوازي إن لم يكن أكثر أهمية من عبارة التزام. أما عن عبارة quot;مبدئياًquot; التي أثارت الكثير من اللغط، فلفت ميقاتي إلى أنها اقتبست من الصيغة المقدمة من حكومة الرئيس سعد الحريري الى اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في 2 آذار (مارس) 2011 كذلك خصّ الرئيس ميقاتي الرئيس السنيورة برد على ما رأى فيه إساءة لحقت به حين حاول الإيحاء بأن الأول لا يلتزم بالعهود التي يقطعها على نفسه وأمام جمهوره مصوراً إياه بأنه يمسك بقلم رصاص بيد وبممحاة بيد أخرى، وقد توجه إليه بالكلام وهو يخرج quot;قلم حبر من سترتهquot; قائلاً: quot;أنت يا دولة الرئيس (السنيورة) من يستعين بقلم الرصاص أما أنا فأكتب بقلم الحبرquot;. هذا وكان الرئيس ميقاتي قد استعان أمس بـ quot;فلةquot; أمسك بها وراح يشتم رائحتها عند كل كلمة يستمع إليها تحمل في طياتها رائحة الاستهداف والإساءة له.

quot;المفاجأةquot; الثانية التي ظهرت في الجلسة الختامية لمناقشة البيان الوزاري فجاءت على لسان النائب نواف الموسوي الذي رد على مآخذ النائب سامي الجميل على حزب الله في ما يخص عدم تعاونه مع المحكمة ورفضه مثول المتهمين الأربعة أمامها للدفاع عن أنفسهم وإثبات براءتهم. فأكد أنه سبق للحزب أن تعاون مع المحكمة إثر إنشائها واستجاب لطلب المدعي العام القاضي quot;دانيال بلمارquot; الاستماع الى عدد من عناصر الحزب والمناصرين له رجالاً ونساءً، كما كشف عن إنشاء مكتب خاص بالتحقيق الدولي في الضاحية الجنوبية معلناً استعداده كل من يرغب في زيارته. وذكر الموسوي أن الذين صدرت بحقهم مذكرات توقيف عن المحكمة الدولية مطلوبون أصلاً من أميركا واسرائيل لأنهم قاموا بعمليات بطولية سواء في الجنوب إبان الاحتلال الإسرائيلي له، أو مع المقاومة في العراق وكذلك أثناء الغزو في الكويت. كما أن من بينهم من هو قريب من القائد العسكري الراحل عماد مغنية الذي شغل الأميركيين والإسرائيليين على مدى سنوات.

وكما كان متوقعاً وبعد انتهاء الرئيس نجيب ميقاتي من إلقاء كلمته وطلبه من النواب منح حكومته الثقة سارع نواب المعارضة الجديدة (14 آذار) بالانسحاب من الجلسة، فيما أبلغت أوساط قريبة منهم quot;إيلافquot; أن quot;ما حصل في جلسات مجلس النواب محطة أولى في مسيرة إسقاط حكومة ميقاتي، فللموضوع تتمة والتحركات لن تهدأ وإن غداً لناظره قريب..quot;