الجيش السوري يقتل العشرات في حماه

حذّر أهالي حماه الرئيس السوري بأن المدينة هذه المرة خط أحمر، وأنه باقترابه منها فإنه يتحرش بالإعصار. ولفتوا إلى أن الأسد الأب ذبح 40 ألف نسمة فيها خلال 20 يوماً، وها هو الابن يحشد آلته العسكرية ويتهيأ لاقتحامها. فيما تبنّت النسما اقتراح حزب الخضر لإدانة القمع وتكثيف الضغوط على النظام.

بهية مارديني، ووكالات:حذّر أهالي حماه الرئيس السوري بشار الأسد بأن quot;حماه هذه المرة خط أحمرquot;، وأنه quot;باقترابه منها فإنه يتحرش بالإعصارquot;.

وأكدوا في بيان من أهالي حماه السورية إلى أحرار العالم، تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه،quot; أنه في الثاني من شباط/فبراير 1982، وفي سابقة تاريخية مفجعة، وخلال عشرين يومًا، ذبح حافظ الأسد زهاء أربعين ألف نسمة في مدينة حماه بشراسة لا تزال تزكم الأنوف برائحة الدم المسفوح الذي لم يجف بعد في ساحاتهاquot;.

وأشاروا quot;الى أنّ الأسد الأب فتك في حماه بالإنسان والأشجار والياسمين والماء والنواعير، وخنق عبير التاريخ في تلك المدينة التي تختزل ذاكرة العصور والعطورquot;.

ولفتوا الى quot;أنه اليوم وفي تموز/يوليو 2011 يحشد بشار الأسد آلته العسكرية حول مدينة حماه ويتهيأ لاقتحامها كما فعل أبوه من قبلquot;.

وأكد البيان quot;أن لحم الأطفال المحروق وأشلاء الجثث التي تطفو على نهر العاصي والأنين المدفون للمقابر الجماعية لايزال يسكن المخيلة الجماعية لأهالي هذه المدينة الذين يهبون اليوم بالضمير الإنساني الحر أن يتحمل مسؤوليته التاريخيةquot;، وشدد الاهالي في بيانهم على quot;أن العالم لن يتحمل أخلاقيًا مايفعله بشار الأسد من عار على الإنسانيةquot;.

وناشدوا quot;الأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والأمين العام لجامعة الدول العربية وكل منظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية، وجميع أحرار العالم باتخاذ التدابير الدولية المتعارف عليها قانونيًا لردع هذا النظام السوري المارق عن فعلته الوحشيةquot;.

وأهابوا quot;بأبناء شعبنا السوري البطل في المدن الأخرى أن يواصلوا ثورتهم المباركة مع مزيد من الصبر والتلاحمquot;.

ووجهوا كلمة أخيرة لبشار الأسد quot;إن حماه هذه المرة خط أحمر، وباقترابك منها فإنك تتحرش بالإعصارquot;..

جانب من تظاهرة النصف مليون في حماه

من جانبه، قال مشعل التمو الناطق الرسمي باسم تيار المستقبل الكردي إنه quot;في الوقت الذي يجتاح فيه جيش النظام وشبيحته مدينة حماه ويمعن فيها قتلاً وتدميرًا واستباحة، كما فعل في درعا وبانياس وجسر الشغور والكثير من المدن السورية الأخرى، يطلق بالتوازي دعوات الرياء والعهر السياسي والأخلاقي والإنساني في استدعاء من يلزم لحوار النفاق وكسب الوقتquot;.

معتبرًا quot;ان حملات القتل والترويع والاستباحة جزء من طبيعة النظام ومنهجه في التعامل مع المجتمع السوري والثورة السورية المطالبة بالحرية ورحيل النظام، الذي بات الحوار معه، هو حوار على دم الشهداء، الأمر الذي لم يعد مرفوضًا فقط، بل مُدانًا ويصب في سياقات بعيدة عن الانتماء إلى الشعب السوري بكل قومياته وأطيافهquot;.

وجدد موقفه quot;الرافض أي حوار مع آلة القتل والعهر السياسيquot;، وأكد quot;على سعينا بالتعاون مع فعاليات الثورة السورية على البحث عن أفضل الصيغ السياسية المعبرة عن طموح الشعب السوري في الحرية وبناء دولة مدنية تعددية تشاركية، تقوم على الحق والقانون، تكون واحدة وموحدة ولكل أبنائها بمختلف انتماءاتهم القومية والدينيةquot;.

كما ردّ المعارض السوري مصطفى رستم على الدعوة الموجهة إليه لحضور مؤتمر الحوار الموجهة له من قبل نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الأحد معتذرًا بالقول quot;منذ آذار/مارس 2011، وأنا مع كثير من المعارضين، نطالبكم بعقد مؤتمر للحوار الوطني، بعد إخلاء سبيل جميع السجناء السياسيين، وعودة المبعدين وغيرها من المطالب التي يعرفها الجميعquot;.

لكنه رأى أن quot;السلطة صمّت آذانها ونفذت حلاً أمنيًا قاسيًا، كلف شعبنا الآلاف من الشهداء مدنيين وعسكريين، إضافة إلى آلاف كثيرة من المعتقلينquot;.

وأضاف quot;منذ استلام كتابكم قبل يومين، شنّت السلطة حملة أمنية دموية على مدينتي الرائعة حماه، التي شهد العالم كله أن مظاهراتها كانت سلمية، قُتل في هذه الحملة حتى الآن العشرات، كما جُرح واعتقل عدد ما زال مجهولاً، لأنه يتزايد كل ساعةquot;.

وشدد على أنه quot;فقط عندما توقف السلطة هذه الحملة فيكل المحافظات، وتطلق سراح جميع المعتقلين، وتعيد المبعدين وتوقف التجييش الإعلامي، حينها يكون للحوار مصداقية لدى الشارع السوريquot;.

هذا ورفضت المعارضة السورية دعوة من الحكومة إلى الحوار، فيما كانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أعلنت أن السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد توجه الخميس إلى مدينة حماه، موضحة أنه سيبقى هناك لغاية الجمعة، حيث سيجري اتصالاً مع المعارضة الموجودة هناك.

وردت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية سانا إن quot;وجود السفير الأميركي فى مدينة حماه مندون الحصول على الاذن المسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مرارًا على السفارات كافةدليل واضح على تورط الولايات المتحدة في الأحداث الجارية في سوريا ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار البلادquot;. وقالت الداخلية السورية إن السفير الأميركي التقى quot;مخربينquot; في حماه، وحضّهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار.

وأضاف البيان أن quot;سوريا تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات غير المسؤولة وتؤكد تصميمها على مواصلة اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة باستعادة الامن والاستقرار في البلادquot;.

فيما تساءل ناشطون في حديث مع quot;ايلافquot; لماذا يمكن للسفير الايراني ان يتنقل بين ارجاء سوريا كأنه في طهران، بينما يحظر النظام على بقية الدبلوماسيين الحركة؟.

سفير باريس لدى دمشق زار حماه

وأكدت باريس اليوم أن سفيرها في دمشق ايريك شوفاليه موجود في مدينة حماه منذ الأمس، وتجول على مستشفياتها.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن سفير فرنسا أمضى الليلة الماضية في حماه التي تشهد احتجاجات، وأضاف quot;لقد زار السفير المشافي الأساسية في المدينة، والتقى الطواقم الطبية والجرحى وعائلاتهمquot;. وأضاف quot;تؤكد هذه الزيارة قلقنا، وتأتي بعد زيارات ميدانية عدة قام بها السفير منذ بداية الأزمة للمراقبة وتقصي الحقائق على الأرض، وإظهار التزام فرنسا إلى جانب الشعب السوريquot;، وفق تعبيره في مؤتمر صحافي.

وذكر فاليرو بـquot;قلقquot; بلاده إزاء مصير مدينة حماه، وقال إن فرنسا تدين مجدداً quot;العنف الذي تمارسه السلطات السورية ضد المتظاهرين والمدنيين وتندد بمواصلة الانتهاكات والتوقيف التعسفي وغياب التزام ذي مصداقية من قبل السلطات بتنفيذ عملية إصلاح سياسيquot;.

ودعت الخارجية الفرنسية إلى quot;وقف العنف فوراً والإفراج عن كل السجناء السياسيين وتنفيذ الإصلاحات بسرعة بما يلبّي تطلعات الشعب المشروعةquot; في سوريا.

النمسا تعتمد اقتراح quot;حزب الخضرquot;

من جهة أخرى، رحّب مسؤول السياسة الخارجية في حزب الخضر النمساوي النائب الكسندر فان دير بيلين، باعتماد البرلمان الاتحادي للاقتراح الذي تقدم به حزبه أمس بإدانة quot;القمع الوحشيquot; الذي تمارسه الحكومة السورية، والمطالبة بتنفيذ العقوبات الأوروبية في أسرع وقت.

وأوضح فان دير بيلين في تصريحات اليوم في فيينا quot;أن المجلس الوطني (مجلس النواب) قد عبّر عن انتقادات واضحة جدًا للقمع الوحشي للاحتجاجات من جانب النظام السوريquot; لذا quot;فإن الاقتراح هو محاولة أخرى لممارسة المزيد من الضغوط على (الرئيس السوري بشار) الاسد لكي يكفّ عن ممارسة العنفquot;، كما quot;يطلب الاقتراح من الحكومة الاتحادية إدانة القمع والعنف المروّعين المستمرين بأشد العبارات، سواء ضد الحكومة السورية نفسها، وكذلك على المستوى الدوليquot;.

وأشار إلى أنه quot;يتوجب على الحكومة النمساوية وتلك البلدان التي فرّ إليها السوريون، وتقديم المساهمة في الجهود الانسانية، ولاسيما حماية الأقليات الدينية والعرقيةquot;.

وشدد على ضرورة تنفيذ النمسا لقرارات مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في أقرب وقت ممكن، وأضاف quot;آمل وأتوقع من الحكومة النمساوية أن تصعد ضغوطها على النظام السوري، وأن يتم ذلك حتى داخل الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة، وأتوقع أيضاً أن تبلغ الحكومة البرلمان في الخريف بشأن تنفيذ العقوبات ضد سورياquot;.