بنغازي: تجري مشاورات مكثفة في بنغازي (شرق) بين اعضاء المجلس الوطني الانتقالي لوضع اللمسات الاخيرة على الحكومة الانتقالية التي يحتمل الاعلان عن تشكيلتها لاحقا الاحد فيما تحاول قوات المجلس التغلب على فلول نظام معمر القذافي التي تبدي مقاومة عنيفة في اخر معاقلها.
ووسط تكتم شديد يحاول اعضاء المجلس بقيادة رئيسه مصطفى عبد الجليل quot;تذليل الخلافات القائمة بين القوى المكونة للمجلسquot; لاعلان تشكيل الحكومة لتنطلق الفترة الانتقالية الجديدة التي من المقرر ان تستمر ثمانية اشهر، بحسب ما افادت مصادر متطابقة.
في هذه الاثناء اشارت قنوات ليبية محلية خاصة الى ان اعلان الحكومة الانتقالية quot;سيتم الاحد وانها ستضم 30 عضوا من مختلف مناطق ليبياquot; واضافت احداها ان الحكومة الجديدة quot;ستضم نساءquot;. وافادت قناة النظام الجديد التلفزيونية quot;ليبيا الحرةquot; ان الحكومة الجديدة ستعلن الاحد وستكلف ادارة المرحلة الانتقالية في انتظار انتخابات وصياغة دستور جديد.
وستساعدها الامم المتحدة حيث اعلن مجلس الامن الدولي انه رفع جزئيا تجميد الاموال الليبية وارسال بعثة الى ليبيا لمدة ثلاثة اشهر. وفي بنغازي اعلن مسؤول في المجلس الانتقالي ان الحكومة الانتقالية الجديدة ستعلن عصرا وستضم 34 وزيرا بيين بينهم امراتان على الارجح.
واكد المصدر ان اجتماعا يعقد بين رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل ورئيس اللجنة التنفيذية محمود جبريل واعضاء المجلس الاخرين. وتوقع ان يظل احمد جبريل في منصبه بمثابة رئيس وزراء مكلف الشؤون الخارجية وعلى ترهوني المكلف حاليا المالية والنفط، نائب رئيس الحكومة مكلفا المالية والاقتصاد بينما يعين اسامة الجويلي وزير الدفاع وعبد الرحمن بن يزا وزير النفط.
وقد اعلن المجلس الوطني الانتقالي المنبثق عن الثورة التي اطاحت بمعمر القذافي والذي اقرته الامم المتحدة ممثلا للشعب الليبي، في الثاني من ايلول/سبتمبر انه ينوي قيادة البلاد طيلة ثمانية اشهر حتى انتخاب جمعية تاسيسية وانتخابات عامة في مهلة لا تتجاوز سنة.
لكن موفد الامم المتحدة يان مارتن اكد ان مهلة الاشهر الثمانية لن تبدا الا عندما تعلن السلطات الجديدة التي انها تسيطر حاليا على 90% من الاراضي، quot;تحريرquot; البلاد تماما. لكن هذا الاعلان لا يبدو قريبا في الوقت الراهن لان مقاتلين لا يزالون اوفياء لمعمر القذافي يبدون منذ ثلاثة ايام مقاومة شرسة في اخر معاقلهم في سرت وبني وليد التي تحاول قوات المجلس الانتقالي السيطرة عليها.
وفي سرت، مسقط راس القذافي (360 كلم شرق طرابلس) حققت قوات الثوار تقدما في المدينة السبت لكنها اضطرت الى التراجع ليلا تحت نيران قوات القذافي دون التمكن من تامين المواقع المتقدمة التي كسبتها.
وقتل ما لا يقل عن 24 مقاتلا وجرح اربعون في صفوف الثوار في قصف قوات القذافي التي استعملت الصواريخ والمدفعية الثقيلة والقناصة المتبرصين للدفاع عن معاقلها حيث الوضع متقلب. ومن بين الجرحى اصيب الصحافي الفرنسي اوليفييه ساربيل الذي يعمل بالفيديو وهو مستقل مقره بانكوك، بجروح خطيرة.
وقبل ذلك اعلن قائد المجلس العسكري لمصراتة سالم جحا ان ستة الاف من مقاتلي المجلس الانتقالي، منتشرون على جبهة سرت مؤكدا ان رجاله يسيطرون على المطار وقاعدة جوية هامة. لكن احد المقاتلين العائدين من المعركة، عبد الرؤوف المنصوري قال ان رغم ذلك الانتشار الكثيف لم يقاتل سوى عدد قليل من الرجال مؤكدا quot;اننا لا نسيطر حتى على 5% من سرت لاننا فقط ندخل ونخرج منهاquot;.
وفي واحة بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) دارت معارك عنيفة السبت بعد هجوم مضاد قامت به قوات القذافي اسفر عن سقوط قتيل وعدة جرحى في صفوف الثوار. كذلك تعين هناك على مقاتلي المجلس الانتقالي التراجع ليلا تكتيكيا، على حد قولهم، خوفا من ان يستهدفهم قناصة متربصون في المدينة.
ورغم المعارك الضارية اعلن المتحدث العسكري باسم المجلس الانتقالي احمد الباني ان السيطرة على سرت وبني وليد لا تعدو كونها مسالة quot;بضعة ايامquot;. وانه يكفي اعلان سقوط هذين المدينتين للتغلب على مقاومة quot;المرتزقةquot; في سبها، اخر معاقل القذافي (750 كلم جنوب طرابلس).
وتزامنت هذه الارادة في انهاء المعارك سريعا قبل اسبوع من انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك والتي سيشارك فيها مصطفى عبد الجليل بعد منح المجلس الانتقالي مقعد ليبيا في المنظمة الدولية، كما انه سيلتقي الرئيس باراك اوباما الثلاثاء.
التعليقات