علياء في مكان إعتصامها أمام السفارة السورية في مدريد

يبدو أن السوريين المقيمين في الخارج يتشاطرون المشاعر مع الناشطين الذين يتعرضون للقمع في الداخل، حيث أعلنت المواطنة الدمشقية علياء مصطفى الظباء المقيمة في إسبانيا إضرابها المفتوح عن الطعام تضامناً مع ما يتعرض له شعب بلادها من قمع على يد نظام الأسد.


مدريد: أعلنت المواطنة السورية المقيمة في إسبانيا منذ 5 أعوام quot;علياء مصطفى الظباءquot; إضرابها المفتوح عن الطعام منذ يوم الجمعة الماضي الموافق في 16 أيلول/ سبتمبر وذلك أمام مبنى السفارة السورية في مدريد للإحتجاج على حملات القمع التي يشنها نظام الأسد ضد شعبه.

وقالت علياء في لقائها مع quot;إيلافquot; بموقع إعتصامها إنها لن تتراجع عن إضرابها وتريد quot;أن تكون صوت شباب الثورة السورية في إسبانيا والعالم من خلال إضرابها عن الطعام وتعبها اليومي الذي لن يعادل أبداً كما تقول قطرة دم واحدة تنزف من الشعب السوري على يد نظام بشار الأسدquot;.

وقدمت المواطنة السورية من مدينة ألبا سيتي التي تبعد بنحو 150 كلم عن العاصمة مدريد لتدخل في إضراب مفتوح عن الطعام أمام مبنى السفارة السورية.

quot;إيلافquot; التقت علياء بعد أيام من دخولها في الإضراب وهي تتناول فقط جرعات من الماء بالسكر بعد أن عانت مشاكل صحية خطيرة إستدعت تدخلاً طبياً في الليلة الثانية من إضرابها ولكنها رفضت أن تنتقل إلى المستشفى وأن تتناول الطعام و قررت مواصلة إضرابها رغم ضعفها الجسدي، وهي تبيت يومياُ في العراء بأحد الحدائق المقابلة لمبنى السفارة.

وتقول علياء إنها حاولت في يومها الأول أن تنقل خطاباً مكتوباً إلى السفير السوري لكن أمن السفارة منعها ولم يسمح لها بدخول المبنى ولا حتى تسليم خطابها للسفير عبر أحد أعوانه.

وتضيف قائلة لـ quot;إيلافquot; quot;لقد منعوني من دخول السفارة وحتى من التقرب إليها وشتموني وقالوا لي كلاما يعجز اللسان عن نطقه، كما إستدعوا رجال الامن لطردي من أمام المبنى وهناك توجهت إلى الحديقة المجاورة للسفارة غير أن رجال الامن الإسباني بعضهم كان لطيفا معي وتفهم إحتجاجي وحقي في الإعتصام في مكان عام ولكن هناك منهم من أراد طردي بلهجة عنيفةquot;.

وترى المواطنة السورية بان الحكومات الغربية بما فيها الحكومة الإسبانية ووسائل الإعلام لم تبد في اي وقت من الاوقات موقفاً واضحاً ودعماً مباشراً للثورة السورية وتقول quot;في الحقيقة أن الغرب لا يريد أن يسقط نظام بشار الأسد لمصالح سياسية وإقتصادية كلنا نعرفهاquot;.

وعن إحتجاجها وقرارها للجوء إلى الإضراب عن الطعام تقول المواطنة السورية التي يبلغ عمرها 42 عاما إنها جاءت من مدينة ألبا سيتي مقر إقامتها في إسبانيا لإسماع صوتها للحكومة الإسبانية والعالم بأن الشعب السوري لن يستسلم وهو يتعرض يوميا للتعذيب وللقمع والموت.

وتقول quot;لجأت للإضراب كوسيلة من وسائل التعبير عن إحتجاجي ومساندتي لإخوتي في سوريا وأنا أطالب كأي إمرأة سورية في أرض المهجر بإسقاط النظام ومحاكمة المجرمين ورغم أن البعض ينظر إليّ كإمرأة غير قادرة على تحمل مشقة الإضراب عن الطعام و بأنني سأستسلم قريبا إلا أنني أقول لهم بانني قادرة على التحمل من أجل الحرية والكرامة والنصر في سورياquot;.

وتروي علياء يومياتها أمام السفارة السورية وتقول لنا بأنها تلقت مساندة و تعاطف مجموعة كبيرة من المواطنين الإسبان والسياح وتقول إن الجميع عبر لها عن مساندته للثورة السورية وتقول إنها تقضي الليل كامله وهي جالسة على كرسي مغطى بفراش أعطاه لها مجموعة من المهاجرين السوريين لم ينقطعوا عن زيارتها ومساندتها منذ أن إنطلقت في إضرابها.

وتأمل علياء أن ينفع إضرابها عن الطعام في إسماع صوت كفاح الشعب السوري إلى العالم و أن تكف آلة النظام عن قمع الشعب.

وتدعو أن ينضم إلى مبادرة الإضراب عن الطعام كل سوري أو عربي محب للحرية أمام السفارات السورية في أوروبا والعالم وذلك للضغط أكثر على نظام بشار الأسد حتى يكف عن إراقة الدماء وترى أن الثورات العربية التي إندلعت في تونس ومصر وليبيا و اخيرا في سوريا ما هي إلا بداية لعهد جديد يحمل رايته الشباب الحر.