القاهرة: احتدمت المواجهات المسلحة بين قوات الأسد والمتمردين، تزامنا مع هروب مجموعات من الجيش بثلاثة دبابات يتقدمهم ضابط برتبة عميد، في حين يواجه السوريون صعوبة في إخلاء جثث القتلى في مدينة حمص، الذين لاقوا حتفهم برصاص الجيش السوري، وذلك بعد ساعات من تجميد نشاط مراقبي الجامعة العربية.

تراقب إسرائيل بحذر بالغ ما يجري من تطورات دراماتيكية على الساحة السورية، وفي إطار تلك المتابعة نقلت صحيفة معاريف العبرية عن رئيس كتلة حزب العمل عضو الكنيست quot;يتسحاق هيرتسوغquot;، دعوته الحكومة الإسرائيلية إلى ضرورة العمل على وقف ما وصفه بـquot;المجازرquot; التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه، وأضاف في سياق لقاء مع وزير الخارجية الايرلندي quot;ايمون غيلمورquot; خلال زيارته لإسرائيل: quot;يجب على الاتحاد الأوروبي تشديد إجراءاته العقابية ضد النظام السوري، ولن يكون ذلك إلا بالتدخل العسكري لإنقاذ ما تبقى من السوريينquot;.

مطالبة إسرائيلية بتشديد الإجراءات العقابية

وأوضح السياسي الإسرائيلي خلال لقاءه غليمور، انه يتابع عن كثب ما يجري في سوريا، مؤكداً في الوقت عينه حرص حزبه على التمسك بإجراء مفاوضات مع الجانب الفلسطيني، لإحراز اتفاق للتسوية مع إسرائيل في اقرب وقت ممكن، وفيما يتعلق بالنشاط النووي الإيراني، أشاد هيرتسوغ بالخطوات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي للضغط على حكومة طهران، وإجبارها على التخلي عن تطلعاتها النووية.

على صعيد ذي صلة، خصصت صحيفة يديعوت احرونوت تقريراً مفصلاً للحديث عن آخر التطورات في سوريا، مشيراً إلى إعراب حكومة دمشق عن سخطها ودهشتها من قرار الجامعة العربية، الرامي إلى تجميد مهمة مراقبيها في سوريا.

وقالت الصحيفة العبرية أن التلفزيون السوري سارع بتلاوة بيان جاء فيه: quot;إن تعليق عمل المراقبين في سوريا، يأتي في محاولة التأثير على مجلس الأمن الدولي، وتصعيد الضغوطات الرامية إلى التدخل الأجنبي فيما يجري في سورياquot;، غير أن معد التقرير العبري لفت إلى قلق النظام السوري من تزايد المواجهات بين القوات الموالية للأسد ونظيرتها المتمردة في ثلاثة ضواحي تابعة لمدينة دمشق، خاصة أن بيان الجامعة العربية أكد أن قرار تجميد عمل المراقبين، جاء على خلفية تعامل قوات الأسد بالقوة المسلحة مع المعارضين، خلافاً لالتزامات النظام السوري السابقة.

وجاء قرار الجامعة العربية بعد يومين من إعلان السعودية والكويت والإمارات وعُمان والبحرين وقطر استدعاء ممثليهم في وفد مراقبي الجامعة العربية، وانضم المغرب إلى تلك الدول لاحقاً، ورأت الصحيفة العبرية انه إذا لم يستأنف مراقبو الجامعة العربية عملهم في سوريا، فسينعكس ذلك سلباً على مستقبل النظام السوري، ويزيد من العزلة الدولية المفروضة عليه خاصة في العالم العربي.

وفي أول رد سوري رسمي على تلك التطورات، قالت حكومة دمشق: quot;إن قرار مراقبي الجامعة العربية سيؤدي إلى ممارسة ضغوط على مجلس الأمن، للمطالبة بتدخل دولي في سوريا، ويضاعف من نشاط التنظيمات المسلحة، الأمر الذي يترتب عليه مزيد من أعمال العنف في البلاد، على الرغم من ذلك أكدت دمشق أن: quot;سوريا مازالت معنية بنجاح مهمة المراقبين العرب والحفاظ عليهم وتأمينهمquot;.

ونقلت يديعوت احرونوت عن من وصفتهم بالمعارضة السورية، تصاعد حدة المواجهات بين قوات الجيش السوري الموالية للأسد ونظيرتها المتمردة في ثلاثة ضواحي من العاصمة دمشق، وأكدت كوادر المعارضة أنها تسيطر بشكل تام على الضواحي الثلاثة وجميعها قريب من قصر الرئاسة السوري، غير أن قوات الأسد لا تزال تحاول منع المتمردين من إقامة مركزاً في الضواحي المشار إليها، وقد أسفرت عملية المواجهات التي استمرت حتى مساء السبت عن مقتل ثمانية مواطنين سوريين، وإصابة 11 جنديا من القوات الموالية لنظام الأسد.

هروب ثلاثة دبابات من الجيش

ووفقاً لمعلومات (المركز السوري للرقابة على حقوق الإنسان)، أطلقت قوات الأمن السورية النار على أربعة مواطنين سوريين واحد الفارين من الجيش في مواقع متفرقة من البلاد وأردتهم قتلى، كما قتل نهاية الأسبوع الماضي ما لا يقل عن مائة سوري في أحداث متفرقة.

في الوقت عينه تشير المعلومات إلى أن المعارضة السورية استمدت القوة في أعقاب فرار عدد ليس بالقليل من جنود وضباط الجيش السوري وانضمامهم للقوات المتمردة، موضحة أن بعض الفارين من الجيش اصطحبوا معهم ثلاثة دبابات، بينما قال المتحدث باسم quot;الجيش السوري الحرquot;، أن ما يربو على مائة جندي هربوا من الجيش السوري السبت الماضي فقط، بينما تشير معلومات أخرى نقلتها صحيفة يديعوت احرونوت عن معارضين سوريين إلى هروب ضابط برتبة عميد من الجيش السوري.

وقالت عناصر من المعارضة السورية أنها ما برحت عاكفة على إخلاء جثث القتلى في مدينة حمص، وألقت المعارضة المسؤولية على القوات الموالية للأسد المحسوبة، ونقلت يديعوت احرونوت عن تلك العناصر قولها: quot;يبلغ عدد الجثث التي تم إخلائها حتى الآن 47 جثة، ويواجه المواطنون صعوبة في إخلاء بقية الجثث بسبب انتشار القناصة، وأبراج المراقبة التابعة للجيش السوري في كل مكان بالمدينةquot;.

وأوضح نشطاء سوريون في حديث مع وكالة أنباء رويترز عبر الهاتف أن الجيش السوري الحر الذي يسيطر حالياً على بعض المدن والقرى المتاخمة للعاصمة السورية، يدير معارك ضارية مع قوات الأسد، بينما تطلق دبابات الجيش السوري النار باتجاههم بشراسة، بينما يستخدم المتمردون أسلحة مضادة للطائرات وقذائف الهاون.