سقوط نظام الرئيس بشار الأسد قد يزيل شوكة في خاصرة اسرائيل |
تشكل الحرب الاهلية الدامية التي تقوض النظام الدكتاتوري في سوريا خطرا كبيرا وفرصة نادرة لاسرائيل، بحسب مسؤولين اسرائيليين واميركيين يتحدثون في مجالس خاصة.
لندن: نقلت صحيفة واشنطن اكزامينر عن مسؤولين اسرائيليين واميركيين ان سقوط نظام الرئيس بشار الأسد قد يزيل شوكة في خاصرة اسرائيل، والأهم من ذلك انه سيحرم ايران من حليف لا يبعد إلا 100 كلم عن حدود اسرائيل. ولكن الخطر الداهم الذي يهدد الأسد يمكن ان يدفع طهران الى ضرب اسرائيل قبل ان يتغير ميزان القوى في المنطقة لغير صالحها.
وفي حين ان سعي ايران الى امتلاك سلاح نووي كان موضوعا مهما في مؤتمر لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية quot;ايباكquot; في واشنطن، فان الكارثة الانسانية في سوريا حيث قُتل أكثر من 8000 شخص حتى الآن، هي مبعث القلق الآني بنظر العديد من الزعماء.
وقال مسؤولون في واشنطن ان فك ارتباط سوريا بايران دون اشعال حرب خطوة أولى ضرورية في الحد من نفوذ ايران الاقليمي، وإذ تمضي هذه العملية الى نهايتها يتعين على الولايات المتحدة واسرائيل ان تتفقا على quot;خطوط حمراءquot; يجب ألا تعبرها ايران.
وقال محللون ان الوضع في سوريا قد يكون نقطة انعطاف مثير للقلق رغم ذلك. ونقلت صحيفة واشنطن اكزامينر عن الخبير الجيوسياسي الاسرائيلي ايهود ياري قوله quot;ان الشيطان الذي نعرفه أفضل من الشيطان الذي نجهلهquot;.
واكد خبراء استخباراتيون اميركيون ان ايران تمد جيش الأسد بالسلاح والمعدات منذ اندلاع الانتفاضة في آذار (مارس) 2011، وهي تستخدم سوريا قناة لإيصال المال والسلاح الى حزب الله في لبنان لمواجهة اسرائيل. وتأمل ايران بدعمها النظام السوري ان تجهض الانتفاضة المستمرة لاسقاطه.
وابدى مندوبون في مؤتمر quot;ايباكquot; شكوكا في ما إذا كانت الولايات المتحدة التي احترقت يدها في العراق وافغانستان، مستعدة للقيام بدور في تقرير وجهة الأحداث الجارية في سوريا وايران.
وتساءل مايكل سنغ الخبير بشؤون الشرق الأوسط في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، هل ما زالت الولايات المتحدة تحاول البقاء على ارتباطها السابق في الشرق الأوسط، مضيفا ان هناك مؤشرات عديدة تشير الى ان الجواب هو النفي.
وقال سنغ ان الولايات المتحدة تفتقر على ما يبدو الى العزيمة والحسم بشأن التعاطي مع الوضع في سوريا قائلة ان على الأسد ان يرحل دون ان تفعل شيئا لدفعه الى الرحيل.
وقال خبراء ان هذا الموقف يؤدي الى عدم ثقة في المنطقة باستمرار الولايات المتحدة في القيام بدور اللاعب الدولي الكبير. وقال الخبير سنغ ان دولا صغيرة ومتوسطة تتسابق على النفوذ في الشرق الأوسط إزاء غياب الدور الاميركي، وسيكون من الخطأ ان تسمح الولايات المتحدة للشرق الأوسط بالمضي في هذا الطريق.
وابدى العديد من المندوبين في مؤتمر quot;ايباكquot; قلقهم مما قالوا انه امتناع الولايات المتحدة عن تولي القيادة، في وقت يعيش الشرق الأوسط حالة غليان بعد تلاشي وعد الديمقراطية الذي بشر به الربيع العربي. وفي هذا الشأن نقلت صحيفة واشنطن اكزامينر عن الخبير بشؤون الشرق الأوسط بريت ستيفنز الذي تحدث في مؤتمر quot;ايباكquot; ان quot;ما بدأ ربيعا عربيا اصبح الآن شتاء اسلامياquot;. واضاف ان الثورات العربية جاءت في وقت صعب حيث الولايات المتحدة واوروبا الغربية منشغلتان بمتاعبهما الاقتصادية. والنتيجة quot;ان اسرائيل تشعر بعزلة كبيرةquot;، على حد تعبيره.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما أكد مجددا خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن يوم الاثنين، ان التزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل التزام لا يتزعزع. ولاحظ ان المناخ السياسي في الشرق الأوسط يشكل مبعث قلق بالغ لاسرائيل والولايات المتحدة.
اما الأسد فان جيمس كارافانو المحلل في مؤسسة هريتيج للأبحاث في واشنطن قال انه سيواجه صعوبة في البقاء مشيرا الى quot;ان المسؤولين الايرانيين مرعوبون من التداعيات في بلدهم نفسه إذا تكللت الانتفاضة السورية بالنجاحquot;. واضاف كارافانو انه quot;إذا بقي الأسد سيكون عميلا لايران لا أكثر، وان سوريا يمكن ان تتحول الى لبنان آخر، غارقة في حرب اهلية. وفي كلا الحالتين سيكون لها تأثير بالغ على آفاق الوضع الجيوسياسيquot; في المنطقة.
التعليقات