بهية مارديني: اعتقلت قوات الأمن المصرية مساء أمس الثلاثاء سبعة ناشطين سوريين في ضاحية غاردن سيتي في القاهرة من أمام مقر السفارة السورية، حيث كانوا ينفذون اعتصامًا سلميًا احتجاجًا على المجازر التي يقوم بها النظام ضد المدنيين في سوريا.

وعلى الرغم من أن الاعتصام أمام السفارة السورية دخل أسبوعه الخامس من دون أية مشاكل أو احتكاكات تذكر، فقد استغرب المعتصمون السوريون والمتعاطفون معهم من شباب الثورة المصرية رد الفعل المصري، ويُخشى على المعتقلين السوريين من تسليمهم إلى سلطات النظام السوري، علمًا أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال سوريين.

وقال الناشط السوري عضو تيار التغيير الوطني عبد الرحمن ربوع لـquot;ايلافquot; إنه quot;أثناء عرض النشطاء السوريين على النيابة فوجئوا بلائحة اتهام تضمنت قضايا وبلاغات عدة من السفارة السورية في القاهرة كاتهامهم باقتحام مقر البعثة الدبلوماسية السورية ومقر الجالية السورية ومكتب شركة الطيران السورية وتخريبها وسرقة محتوياتهاquot;.

وأشار إلى أنه quot;في تمام الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء قامت القوة المصرية المكلفة بتأمين السفارة السورية بفضّ اعتصام آخر لسوريين ومصريين، الأمر الذي أسفر عنه تعرّض العديد من المعتصمين السوريين والمصريين لإصابات مختلفة ومصادرة أجهزة اتصال محمول وكاميرات كانت بحوزتهمquot;.

وأكد أنه quot;عند قيام المعتصمين بتحرير محاضر بالواقعة في قسم شرطة قصر النيل فوجئوا بالقبض عليهم، وقد تم تحويلهم إلى النيابة العامة تمهيدًا للتحقيق معهم بخصوص الوقائع نفسها التي تدعيها السفارة السورية في حق النشطاء السوريين من أعمال تخريب واقتحام وإساءة إلى سمعة سورياquot;.

ولفت ربوع إلى quot;أن شباب الثورة السورية في جمهورية مصر العربية، والذين دأبوا على الاعتصام والتظاهر منذ الخامس عشر من آذار (مارس) من العام الماضي، لم تبدر منهم أي تصرفات تسيء إلى الحراك السلمي المسموح به في مصر، ولم يتعرّض أي منهم لأية مضايقات أمنية، كما إن السلطات المصرية كانت على الدوام تبدي تعاونًا وتفهمًا لحراكهم المتعاطف والداعم لانتفاضة وثورة أهلهم في سوريا، ولكن الأحداث الأخيرة التي وقعت يوم أمس سببها إصرار كادر السفارة السورية في القاهرة على تحدي المعتصمين واختلاق مشاكل معهم وإثارة غضبهم، الأمر الذي دفع قوات الأمن المصري إلى فضّ الاعتصام بالقوة، وإلقاء القبض على أحد عشر ناشطًا سوريًا وناشط مصري واحد، وعلى الفور بادرت السفارة السورية بتقديم لائحة اتهام طويلة بحق المقبوض عليهم، ولائحة أخرى ضمت 16 ناشطًا بتهم تتراوح بين التخريب والتخطيط والتآمر والإساءة إلى سمعة سوريا في الخارج، كما طالبت أيضًا بالقبض عليهم ومحاكمتهمquot;.

وأضاف ربوع quot;فإننا واثقون من عدالة القضاء المصري وحيادية النيابة العامة المصرية، كما إنه يقف إلى جوارنا العديد من المحامين المصريين المتطوعين ومنظمات حقوق الإنسان المصرية، إضافة إلى تعاطف ملايين المصريين مع قضيتنا العادلة، التي هي بالأساس قضية شعبنا السوري الثائر في سبيل استرداد حريته وكرامتهquot;.