كشفت تقارير استخباراتية غربية ان دعم ايران وحزب الله اللبناني لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ازداد بدرجة كبيرة في الآونة الأخيرة. وتقول التقارير ان ضباطا ايرانيين وكوادر من حزب الله قاموا بتسليح قوات سورية وتدريبها لمساعدة الأسد في حملته المستمرة منذ عام لقمع الاحتجاجات في سوريا. كما تبين التقارير نفسها ان عناصر من حزب الله قُتلوا في اشتباكات مع المعارضة المسلحة.

ونقلت صحيفة هآرتس الاسرائيلية عن مسؤولين في وزارة الدفاع الاسرائيلية ان احتمال سقوط الأسد ونظامه دفع ايران وحزب الله الى زيادة دورهما في الأزمة السورية. وبحسب هؤلاء المسؤولين فان الايرانيين رغم اقتناعهم بقدرة الأسد على سحق الانتفاضة والبقاء في السلطة يهيئون أنفسهم لسيناريو سقوطه بغية الحفاظ على نفوذهم في سوريا ما بعد الأسد.

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ، مستندا الى معلومات من الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ، ان الأسد عبر نقطة اللاعودة مرجحا انهيار نظامه الذي تتناقص شرعيته الداخلية والدولية باطراد. ولم يحدد باراك اطارا زمنيا لهذا الانهيار ، ولكن كان مخطئا حين تنبأ اواخر عام 2011 بأن يسقط الأسد quot;في غضون أسابيعquot;.

ونظر محللون في اسرائيل والعالم بكثير من الشك الى اعلان الأسد قبل ايام انتصاره على المعارضة في مدينة حمص. ويقول العديد منهم ان سوريا تنزلق نحو الفوضى وان معايير الدولة الفاشلة قد تنطبق عليها حتى قبل انهيار النظام. كما ابدى مسؤولون اسرائيليون شكهم في جدوى مهمة المبعوث الدولي كوفي انان لحل الأزمة.

وتشير الأرقام الأخيرة الى مقتل اكثر من 10 آلاف شخص منذ اندلاع الانتفاضة قبل عام وان نحو 20 في المئة من القتلى ينتمون الى معسكر الموالين للأسد وأكثر من 80 في المئة الى المعارضة. ويُقدر عدد الثوار المسلحين بأكثر من 10 آلاف ولكنهم يعانون نقصا مزمنا في الامدادات وتعثرا في الدعم الدولي.

يتألف الدعم الايراني للنظام الذي تقول اسرائيل انه بمثابة quot;جيش آخر في الظلquot; من شحنات عسكرية كبيرة من القذائف والهاونات والصواريخ المضادة للطائرات بغية استخدامها في حال تعرض قوات النظام الى حملة جوية تشنها قوات دولية وكذلك في تفريق الحشود المتظاهرة. وكان منسقي quot;جيش الظلquot; هذا عماد مغنية ومحمد سليمان اللذان قُتلا في حادثين منفصلين عام 2008 ، بحسب صحيفة هآرتس مشيرة الى ان سوريا وحزب الله يتهمان اسرائيل بالمسؤولية عن قتلهما.

كما تشمل مساعدات ايرن وحزب الله للأسد تدريب قواته على حرب المدن والعمليات التي تنفذها طائرات بدون طيار. وتكشف تقارير الاستخبارات الغربية ان مسؤولين من الحرس الثوري الايراني كثيرا ما يقومون بزيارات سرية الى سوريا لتقديم استشارتهم الى النظام بشأن طرق التعامل مع الثوار. وقام حزب الله في هذه الأثناء تعزيز قواته المنتشرة على الحدود اللبنانية ـ السورية في محاولة لمنع تهريب السلاح من لبنان الى مجموعات المعارضة المسلحة. وبخلاف حركة حماس التي انهت وجودها في سوريا في ليلة واحدة تقريبا بعد اندلاع الانتفاضة فان حزب الله ما زال يحتفظ بعلاقات متينة مع النظام السوري ولديه قواعد ومخازن اسلحة في الأراضي السورية ، بحسب التقارير الاستخباراتية الغربية.

كما وجدت هذه التقارير آثار نشاط جهادي في سوريا ، لتنظيم القاعدة وفروعه من حيث الأساس. وغالبية عناصر هذه الجماعات هم من المتطرفين الاسلاميين السنة الذين وصلوا الى سوريا بعد انسحاب القوات الاميركية من العراق العام الماضي ، على حد وصف صحيفة هآرتس. ويرجح ان تكون هذه الجماعات وراء موجة التفجيرات الأخيرة بسيارات مفخخة في دمشق ومحيطها.