1- الفنانون:
أصبح حال كثير من فناني مصر مضحكا، كما هو النظام السابق؛ فما الذي حملهم على ذاك التورط؟! هل خانهم تقديرهم، حين ظلوا حتى الأيام الأخيرة, في المكان الخطأ؟ تشبثا بامتيازات، واستبقاء لعلاقات (ثمينة) مع النظام السابق، أو أبناء عائلة الرئيس؟!
أم أنهم كانوا معزولين عن آلام الشعب، ومعاناته الصارخة؟! وهذا، لعمري، لا يقل عن الجرم الأول؛ إذ كيف لفنان محسوب في جملة المثقفين أن ينسلخ عن أبناء شعبه، ويفقد مسوغ بقائه، ومسئولية دوره, وهو الذي لا بقاء له, دون قاعدة شعبية, وجماهيرية, هي في الأعم الأغلب، من الطبقة المتوسطة, والفقيرة المحرومة.
إن التجارة الحقيقية، والمعوَّل عليه، بعد اليوم, ومن قبله، هو الشعب الذي لا يكذب إحساسُه، ولا سلطة حقيقيةً دونه.
2- البلطجة أسلوب يتكرر:
في مواجهة الغضب الشعبي العربي، تصطنع النظم المهدَّدة، في اليمن والأردن، كما في مصر, من قبل، أسلوب quot;وداوها بالتي كانت هي الداءquot; بإخراج مظاهرات مضادة، لا يتورع المشاركون فيها, عن البلطجة, والاعتداء بوسائل بعيدة في التخلف، ومثيرة للاستفزاز؛ فهل هكذا تتجنب السلطات الحاكمة القمع الصريح، إلى القمع الهمجي المبطن؟! وهل يعفيها ذلك من مسئولياتها في حماية الناس، ومن ضمنهم المتظاهرين السلميين، حين تتظاهر بالغياب؟ كمثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمال!
3- الفيتو الأمريكي فوق الثورات:
بالرغم من كل الغضب العربي، والتحولات التي ينذر بها، في المنطقة العربية, وما يستبطنه ذلك، من دلالات إحباط تجاه سياسات عربية داخلية, وخارجية, من مثل التعامل مع إسرائيل، فإن الولايات المتحدة الأمريكية, لا تزال على تعاطيها مع القضية الفلسطينية، ترفع الفيتو في وجه أدنى المطالب العربية، بإدانة الاستيطان، والمطالبة بوقفه!
فهل واشنطن لا ترى البعد القومي، في هذه المشاعر المتصاعدة، من بلد عربي، إلى آخر؟ أم أنها تقف عاجزة, حتى في هذه اللحظات الحرجة، عن تغيير تعاملها مع هذه الدولة المدللة؟!
4- ولا نظام في مأمن من التغيير:
هكذا قالت وزيرة الخارجية الأمريكية:quot; laquo;عاصفة من الاضطرابات بكل معاني الكلمةraquo; تتقدم نحو المنطقة, وعندما حضت زعماء المنطقة على الإسراع في تطبيق الإصلاحات الديمقراطية الحقيقية، وإلا خاطروا بمزيد من زعزعة الاستقرارraquo;.
فهل غلَّبت واشنطن الديمقراطية الحقيقية على الاستقرار؟ أم أن غياب الاستقرار، والنذر بانفلات الأوضاع هو الذي ألجأ إدارة أوباما الأكثر احتفاء بالنفعية, والواقعية، إلى هذا التبني (الاحتوائي)؟!
5- الإخوان المسلمون:
ومن دلائل واقعية الإدارة الأمريكية، ومرونتها ميلها إلى تقبل الإخوان المسلمين، ومشاركتهم السياسية في مصر؛ فلم يثبت لديها أن الإخوان، ولا سيما في مصر يستحقون وصف التطرف، أو الإرهاب، وبالطبع هذا يقلق إسرائيل التي تخشى أن يمتد هذا الموقف إلى شبيهات الإخوان، أو إفرازاتها، كحماس، وحزب الله.
تطمح الولايات المتحدة بأن يقوِّي هذا الزخم الثوري العلماني الصوتَ المدني، غير الديني، أو أن تُظلَّ هذه المظلة تلك الجماعات الإسلامية غير المتشددة، ولكن أصواتا أخرى تخشى أن تكون أجواء الديمقراطية، والانفتاح، والتعددية, والحرية سببا لتنامي تلك الجماعات التي تظل وفية لجذورها، وتقترب منها، كلما أتيح لها ذلك.
6- الظلم والاستبداد مفسد للطبائع:
بفضل معدلات البطالة المرتفعة في مجتمعات عربية غالبيتها من الشباب، وبسبب تدني الأجور، والمحسوبيات، وغيرها من المفاسد التي خلفتها النظم استمرأ كثير من الناس، وبالمقابل، سلوكات، هي في الحقيقية نوع من التكيف الاجتماعي السلبي, مع أوضاع خاطئة, وظالمة، لم يكن الكثيرون يأملون في انقشاعها، فسلكوا سبل الرشاوى، أخذا، وإعطاء، واتصفوا بالتملق, والاستخذاء من الصغير، للكبير... ولما انزاح عن بعض البلدان، كمصر, هذا النسيج من الفساد، وتلك الشبكات من العلاقات المتراكبة على غير النزاهة، والاستحقاق، عاد الكثيرون إلى سلامة طباعهم، ولعلهم شعروا بالشفاء منها.
[email protected].
التعليقات