البارزاني من جهته يعرف ان المالكي لن يطبق المادة 140 وان اي رئيس وزراء عراقي قادم لن يكون مستعدا لتطبيق هذه المادة، والبارزاني يعرف ان المالكي والتحالف الوطني وكذلك اتلاف العراقية اكثر حرصا منه على الاستعجال بانفصال كوردستان ولكن بحدوده الحالية ودون تنفيذ المادة 140 والبارزاني يعرف ان القائمة العراقية غير مستعدة لمنحه كركوك وما يسمى بالمناطق المتنازع عليها، وانها مضطرة حاليا للوقوف معه لاسباب خلافية تكتيكية. علاوي يعرف ان المالكي لن يطبق ما تبقى من اتفاقيات اربيل وانه غير جاد في موضوع الاجتماع الوطني، والمالكي يعرف ان علاوي لايريد لا اتفاقيات اربيل ولا الاجتماع الوطني لانه يريد فقط اثارة الازمات لافشال حكومة المالكي والثأر منه لاستحواذه على منصب رئيس الوزراء، وعلاوي يعرف ان المالكي لايريد منحه اي دور في الحكومة او الدولة ويريد تسقيطه والقضاء عليه سياسيا باسرع وقت ممكن. البارزاني يعرف ان علاوي واتلاف العراقية ضد طموحاته في كونفدرالية كوردستان وهم غير مستعدين للتطبيق المادة 140، وعلاوي واتلاف العراقية يعرفون ان البارزاني يحاول انتزاع كركوك ومايسمى بالمناطق المتنازع عليها وسلخها عن العراق استعدادا لاعلان الدولة الكوردية المستقلة. علاوي والعراقية يعرفون ان المالكي لن يقبل بوزراء امنيين يوافقون عليهم، والمالكي يعرف ان علاوي لن يوافق على وزراء امنيين يقبل بهم، وعلاوي يعرف ان المالكي يعتقد ان بقاء الوضع كما هو عليه افضل من فرض وزراء امنيين عليه، والمالكي يعرف ان علاوي والقائمة العراقية يريدون بقاء المالكي دون وزراء امنيين والازمة مستمرة دون حل. الجميع يعرفون ان الجميع لديهم اعتراضات جوهرية متباينة على الدستور وينتقون من الدستور ماينسجم مع مصالحهم ويتجاهلون ما تبقى ولكن الجميع يطالبون باحترام الدستور وتنفيذه ويقولون انه الحكم والفيصل في فض النزاعات. الكل يعرفون ويتصرفون وكأنهم لايعرفون، يصرحون بامر ويضمرون آخر، يطالبون بعقد الاجتماع الوطني ويسعون في الوقت نفسه من اجل عرقلة انعقاده، يصرحون للاعلام باراء ويعبرون عن نقيضها داخل البرلمان، يتظاهرون بمحاربة الفساد علنا ويشاركون المفسدين سرا.
طارق الهاشمي يعرف ان البارزاني لا يُضيفه في اربيل حبا به او بالسُنة العرب او باتلاف العراقية ولا علاقة لأقامته في اربيل بالكرم الكوردي، والبارزاني يعرف ان طارق الهاشمي لم يكن يوما من المناصرين لقضايا الكورد وكان من الداعين لاقصاء الكورد عن منصب رئاسة الجمهورية وهو ضد طموحات البارزاني في الكونفدرالية وفي الانفصال.
امر ساسة العراق اليوم غريب وعجيب يعرفون ولايعرفون...
- آخر تحديث :
التعليقات