لابد أن أعترف أن حلقة طاش والتي كانت بعنوان ( التطوير ) حلقة متميزة وشخصيا أراها ضربة معلم وصفعة على وجه التعتيم الإعلامي الذي عانى كثيرا من حصار المتشددين عليه بدعوى الحفاظ على الدين مع أن ديننا نفسه يدعو للوسطية والاعتدال في كل تعاليمه وسلوكياته..


حلقة طاش جرئيه وكما يقال في المعارك الإستراتيجية أن الجرأة هي الفيصل وهذا ما حدث تماما حيث كانت الجرأة في الطرح حليفة فريق العمل فمجتمعنا يرزح منذ نشأته تقريبا تحت ضغوط تيارات تضع الإسلام شماعة ما لا شماعة له مما جعل الكثير من أبواب التمدن والتحضر تتأخر وعلى رأسها التعليم الذي يعاني كثيرا من مقومات الفشل في تطويعه لأفكار مختلة الإسلام نفسه يرفضها لأن دين الإسلام هو الدين الذي يحترم النصرانية واليهودية ( كأديان ) وليس كشعوب فما من مخلوق يحترم الصهاينة اليوم وهم مجرمو الحرب في هذا العصر بلا منازع.. وأحد الصفات التي يشترك المتشددون فيها مع اليهود هي أنهم يعتقدون أنهم هم أبناء الله وأحبابه وأن كل شخص وكل فكر سواهم باطل ومصيره نار جهنم..


حلقة طاش أعتبرها البعوضة التي ستدمي مقلة ( البعبع ) الذي خنقنا طويلا وجعل الدراسة في السعودية تحتاج إلى التقييم وكل خريج جامعة من السعودية عليه ان يدرس الدورات ويلتحق بالمعاهد كي يطور دراسته لكي يستطيع ان يتابع مشواره التعليمي في أية دولة أخرى لأن مستوى التعليم هنا منخفض جدا يركز فقط على مواد علمية غير مكتملة النمو ويعمم على أفكار متشددة لم ينتهجها الصحابة ولم يعرفها أهل العلم الشرعي الأسبقون والذي نجد في كتبهم السلام وأنظمة التعايش وحفظ الجوار ورعاية الحقوق وعدم التفريق بين الناس على عكس ما نجده في مجتمعنا من الغلو في مظاهر التدين حتى صار من لا عمل له ومن خرج من السجن توا ولم يجد العمل او قبول المجتمع يربي لحيته ويقصر ثوبه ونجده في جماعة ما يضرب ويتهدد ويصرخ في الأسواق لأن الدين مع كل الأسف صار لحية وثوبا قصيرا فقط صار طابعا وليس طبعا.. شكلا وليس مضمونا وحياة وهذا هو قمة التخلف أن أقبل الشخص لأنه ملتحي وليس لأنه كفؤ للمهمة هو قمة الرجعية وهذا ما جسدته الحلقة بشكل بارع جدا كما نجد أن تصوير الضغوط التي يمارسها المتشددون على المسؤولين قد وصل بشخصية الحلقة إلى تقديم طلب الاستقالة مما يعني أننا طوال تلك السنوات نخسر تلك العقول المتطورة التي تريد التطوير لأنهم يتعرضون إلى التهديد والوعيد من هذه الفئة الظالمة لنفسها وللناس وفي المشهد التالي ما يجب أن يكون عندما قام الوزير برفض طلباتهم وصد التهديد الذي ( هو من عادتهم ) نجد رسالة أخرى إلى القادة في هذه البلاد ان البلاد تحتاج إلى دعمكم ووقوفكم بوجه هذه الفئة مع المسؤولين حتى نستطيع النهوض بالتعليم من جديد ليكون باب حضارتنا ورؤيتنا إلى المستقبل والى كل المتشددين والى كل المتحررين على حد سواء أقول الإسلام بريء منكم ومنهم لأن الإسلام دين وسط يقبل كل ما لا يخدش الحياء ولا يطعن المرؤة ولا يضر الآخرين ولا يتسبب بخلل عقيدة عبادة الله الواحد القهار..


أحيي طاش على هذه الحلقة وأبارك لهم الجرأة وأتمنى لهم التوفيق لأنهم يعرون الحقيقة من لباس التشدد والعنصرية التي نعاني منها منذ قامت هذه البلاد..
هذه الحلقة تجعلنا دون وجل نهتف بقلوب تتنهد في فرح..
وأخيرا انتفض البعبع..


عبيد خلف العنزي