فيما جاء حديث الرئاسة العراقية عن اجتماع القادة العراقيين عموميًا ولم يتضمن أي توقيتات زمنية لانجاز التغيير الوزاري المنتظر إلا أن شخصيات شاركت فيه أشارت إلى أنّ المطالب خلال الاجتماع أكدت على القيام باصلاح شامل غير شكلي.. في وقت يجري مبعوث الرئيس اوباما مباحثات اليوم مع القادة العراقيين حول آخر التطورات السياسية والامنية.
لندن: قالت الرئاسة العراقية في ختام اجتماعات الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان مع قادة القوى السياسية في وقت متأخر الليلة الماضية، إن "المناقشات في الاجتماع قد جرت في اجواء صريحة وايجابية، وتم التأكيد على ضرورة اجراء تغيير وزاري وفق المعايير المهنية والكفاءة بما يصب في مشروع اصلاح شامل".
وأشارت في بيان صحافي اطلعت "إيلاف" على نصه، إلى&انه "في هذا الصدد سيقوم رئيس مجلس الوزراء (حيدر العبادي) بعرض مشاوراته ونتائج اعمال اللجنة الخاصة المشكلة في مجلس الوزراء خلال الفترة المقبلة على الرئاسات الثلات ورؤساء الكتل السياسية وبالاستئناس بآراء الاكاديميين والمختصين والمستقلين بما يفضي إلى اعداد برنامج اصلاحي شامل يصب في خدمة المواطنين ومواجهة التحديات الاقتصادية والامنية والسياسية التي تعيق العملية السياسية" من دون تحديد سقف زمني لهذا الاجراء.
واضافت الرئاسة أن الوضع الامني قد نوقش ايضًا، "وتمت ادانة التفجيرات الارهابية التي طالت المدنيين في انحاء عدة من البلاد والتأكيد على دعم ومؤازرة القوات المسلحة والاجهزة الامنية في محاربة المجاميع الارهابية وخاصة داعش والاستعداد لتحرير جميع الاراضي العراقية من دنس الارهاب".
دعوات لتغيير شامل غير شكلي
وعقب الاجتماع، قال رئيس اتحاد القوى العراقية (السنية) النائب احمد المساري، إن التغيير الوزاري الذي يعتزم رئيس الوزراء حيدر العبادي اجراءه يجب أن يكون فعليًا لا شكليًا ويأتي بطاقم مهني يقود الحكومة.. مؤكدًا اهمية التغيير في المنهج وليس في التشكيلة الوزارية. وقال في مؤتمر صحافي إن العبادي لم يطرح بشكل واضح ما اذا كان التغيير الوزاري كليًا ام جزئيًا.
واضاف "طالبنا العبادي بأجوبة لاربعة اسئلة هي ما هو عدد وزراء التشكيلة الجديدة ؟وما هي آلية التغيير؟ وهل الحكومة حكومة اغلبية او مشاركة ؟ وما هو برنامج الحكومة؟ وسننتظر الاجابة منه في الاجتماع المقبل لكي يتحدد موقف اتحاد القوى من الحكومة المقبلة". وشدد على أن التغيير الوزاري يجب ان يكون فعليًا من حيث النزاهة والكفاءة المهنية لا ان يكون بتغيير الوجوه فقط كما نقلت عنه الوكالة الوطنية للانباء.
ومن جهته، أكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي (احد قوى التحالف الشيعي) عمار الحكيم أن الرئاسات الثلاث والقوى السياسية ستعقد أجتماعًا آخر قريبًا لمناقشة البرنامج الحكومي المرتقب. وقال في مؤتمر صحافي بعد مشاركته في اجتماع الرئاسات الثلاث مع الكتل السياسية إن المجتمعين اتفقوا على الذهاب إلى اصلاحات شاملة لطمأنة الشارع العراقي.
وأضاف الحكيم أن المجتمعين أكدوا على اهمية اجراء الاصلاحات في مسارات واضحة المعالم تشمل الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية والخدمية. وأكد ان سياسة الاصلاحات وعمل فريق العمل في اللجنة المشكلة للأشراف على التغيير الوزاري المرتقب يجب ان لا ينحصر في تغيير الوزراء فقط وانما يتعدى ذلك إلى الوكلاء والمدراء العامين والدرجات الخاصة والهيئات المستقلة ومن ثم عرض الاسماء على مجلس النواب لمنحهم الثقة لمزاولة عملهم بكل ثقة.. مشدداً على إعتماد معايير الكفاءة والنزاهة التي يجب ان تتوفر في التغيير الوزاري الجديد.
اما المستشار في رئاسة الجمهورية قحطان الجبوري فقد كشف عن نقاط التوافق والخلاف بين الكتل السياسية بشأن التعديل الوزاري المرتقب.. وقال ان الكتل السياسية متفقة على التعديل الوزاري شريطة احترام الدستور والحفاظ على تمثيل المكونات وإعداد برنامج اقتصادي لإنقاذ البلاد من الأزمة الحالية.. مشيراً في الوقت ذاته&إلى أن "الكتل مختلفة بشأن آلية التغيير الوزاري والمعايير التي ينبغي اتباعها".
&
بايدن للعبادي: نقف معكم بوجه أي تحديات
من جانبه، أكد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وقوف الولايات المتحدة مع بلاده في أي تحديات يواجهها.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي اجراه بايدن مع العبادي، حيث هنأه والشعب العراقي "بالانتصارات التي تحرزها قواتنا الأمنية في حربها ضد عصابات داعش الإرهابية معرباً في&الوقت ذاته&عن تعازيه لضحايا العمليات الإرهابية الاخيرة التي شهدتها مدن عراقية عدة واوقعت مئات الضحايا بين قتيل وجريح، كما قال مكتب رئيس الوزراء في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".
وقد تم خلال الاتصال ايضًا استعراض سبل تعزيز الدعم المقدم لقواتنا في مجالات التدريب والتسليح والدعم الجوي للقوات العراقية في عملياتها العسكرية الحالية ضد تنظيم داعش حيث تم تأكيد وقوف الولايات المتحدة الاميركية مع العراق بوجه أي تحديات محتملة لحدوده وأراضيه. وتناولت المباحثات كذلك "خطط الاصلاح الاقتصادي والمالي وأهمية المساهمة بدعمها والاسراع بتزويد العراق بأفضل الخبرات الدولية للنهوض بمتطلباتها بشكل يتلاءم مع حاجات العراق الآنية والاستراتيجية".
وعلى الصعيد نفسه، يبدأ الممثل الخاص للرئيس الأميركي باراك اوباما لشؤون التحالف الدولي بريت ماكغورك مباحثات مع القادة العراقيين اليوم الخميس على رأس وفد عسكري ودبلوماسي.
وسيبحث ماكغورك الذي وصل إلى بغداد خلال الساعات الاخيرة مع كبار المسؤولين الحكوميين وقادة قوات الأمن العراقية وممثلين عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة "الدعم المتواصل من قبل التحالف للجهود التي يقودها العراق لهزيمة داعش، بالإضافة إلى التطورات الإقليمية الأخرى، كما قالت السفارة الاميركية في بغداد في بيان صحافي.
&
التعليقات