علاقة روسيا وإسرائيل إلى الثلاجة موقتًا
موسكو: مع التوترات الجديدة بين موسكو والغرب قد يعمد الكرملين الى تعزيز تعاونه مع سوريا التي ينتظر وصول رئيسها بشار الاسد مساء الاربعاء الى روسيا ولا سيما عبر بيعها صواريخ ارض جو حديثة. فقد اكد بشار الاسد صراحة رغبته في ان يبحث مع محاوريه الروس مشاريع شراء اسلحة معتبرا ان الوضع الناجم عن النزاع الروسي الجورجي يمكن ان يساعد مشاريعه هذه وذلك في حديث ادلى به عشية زيارته لصحيفة كومرسانت الروسية.
وقال الاسد ان quot;التعاون الفني والعسكري امر اساسي ومشتريات الاسلحة في غاية الاهميةquot; مشيرا الى ان quot;الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة واسرائيلquot; على روسيا لمنعها من بيع الاسلحة الى سوريا quot;لا تتوقفquot;. لكن الرئيس السوري اعتبر انه quot;بما ان دور اسرائيل ومستشاريها العسكريين في الازمة الجورجية اصبح الان معروفا للجميعquot; فان هذه الضغوط لن يكون لها تاثير على العلاقات بين موسكو ودمشق في هذا المجال.
وقال رسلان بوخوف مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات quot;سوريا تريد دائما شراء احدث واقوى الاسلحة الروسية سواء الهجومية منها او الدفاعيةquot;. وكانت الضغوط الاميركية والاسرائيلية السبب جزئيا في عدول موسكو عن بيع دمشق صواريخ اس-300 المضادة للطائرات والمماثلة لصواريخ باتريوت الاميركية وايضا الغاء عقد لبيعها صواريخ اسكندر الباليستية قصيرة المدى.
وقال المحلل ان quot;سوريا تشتري منا انظمة بانتسير المضادة للطائرات وتريد شراء انظمة بوك-ام2 متوسطة المدىquot;. واستنادا الى وسائل الاعلام الروسية فان صواريخ بوك من الطراز الاقدم (بوك-ام1) اثبتت فاعليتها خلال النزاع الجورجي الروسي القصير. فقد اتاحت هذه الصواريخ التي حصلت عليها جورجيا من اوكرانيا اسقاط اربع طائرات روسية.
وقال بوخوف quot;من الممكن في سياق التوتر المتفاقم بين روسيا والغرب ان تقرر موسكو ان تبيع لدمشق ما تريدهquot; متوقعا ان يستخدم الاسد الاتفاق الاميركي البولندي بشان الدرع المضادة للصواريخ كذريعة لاقناع محدثيه الروس. وفي سياق تحسن العلاقات السورية الروسية في السنوات الاخيرة والذي تجلى خاصة بالغاء جزء من الديون السورية لموسكو اشارت وسائل الاعلام الروسية ايضا الى بيع طائرات حربية روسية الى دمشق. وقيل ان ايران هي الممول لصفقات الشراء هذه الا ان السلطات الروسية نفت ذلك.
من جهة اخرى يمكن ان تدفع القيود التي فرضتها اوكرانيا على تحركات السفن الروسية الراسية في ميناء سيباستوبول روسيا الى التفكير في اقامة قاعدة بحرية في سوريا حيث كان للاتحاد السوفياتي واحدة في ميناء طرطوس. الا ان موسكو نفت دائما هذه المشاريع التي تتحدث عنها الصحف من حين لاخر.
وقال بوخوف quot;من المؤكد ان الاسد سيعرض علينا فكرة هذه القاعدة كما فعل شافيز (الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز)quot;. لكن quot;روسيا ليست حقيقة في حاجة لذلك حيث ان اقامة قاعدة في سوخومي (على البحر الاسود في جمهورية ابخازيا الجورجية الانفصالية) تبدو اكثر واقعية واكثر فائدةquot;. والرئيس الاسد، الذي ينتظر وصوله مساء الاربعاء الى مدينة سوتشي السياحية الروسية على البحر الاسود، يرافقه خاصة وزير خارجيته وليد المعلم ومن المقرر ان يجري الخميس مباحثات مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف.
التعليقات