لندن: في متابعتها لشؤون الساعة، سلطت الصحافة البريطانية الاضواء على اساليب استجواب المتهمين بالارهاب في أميركا، واعلان روسيا انتهاء حرب الشيشان، والاوضاع الماسأوية في الصومال، فيما نال العراق حيزا كبيرا في صحيفة الجارديان مع اقتراب موعد الانسحاب البريطاني من هناك. نبدأ من فرنسا وما نقلته صحيفة التايمز من انتقادات لاذعة، وزعها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على قادة العالم في اجتماعه مع نواب فرنسيين في قصر الاليزيه لاطلاعهم على نتائج قمة العشرين، التي عقدت في لندن مطلع الشهر الجاري.
فالرئيس الأميركي من وجهة نظر ساركوزي كما تنقل التايمز quot;ضعيف، والزعيم الاسباني ( خوسيه ثاباتيرو) باهت، والمستشارة الالمانية تحذو حذو فرنسا تماما، ورئيس الفوضية الاوروبية غائب تماماquot;. وتؤكد التايمز على ان هذا الهجوم على الرئيس الأميركي دلالة على انتهاء فترة الدفء في العلاقات بين واشنطن وباريس والتي سادت لفترة قصيرة من الزمن.
ويبدو ان ساركوزي اختص أوباما بالحيز الاكبر من انتقاداته وتقييماته للزعماء الغربيين في اجتماع النواب. يقول ساركوزي ان أوباما quot; لديه عقل في منتهى الذكاء، وشخصية كاريزمية للغاية، لكنه انتخب منذ شهرين فقط ولم يتول مسؤولية وزارية من قبل. وهناك عدد من القضايا التي لا يملك بشأنها موقفا، ولا يرتقي دائما لمستوى اتخاذ القرار ومعيار الكفاءةquot;.
تقول التايمز ان هذه الرؤية المستهجنة للرئيس أوباما ربما يكون الدافع لها هو الترحيب الودي الذي لقيه أوباما في القمم التي حضرها في لندن وحلف الناتو والاتحاد الاوروبي. وتشير التايمز الى ان نهاية شهر العسل القصير بين البلدين برز ايضا خلال قمة العشرين التي عادت فيه فرنسا لتمارس دورها التقليدي المقابل للقوة الأميركية في اوروبا.
الاندبندنت بدورها ابرزت انتقادات ساركوزي مشيرة الى ان ساركوزي الذي اشتهر بحيويته الفائقة وعدم تودده لنظرائه من القادة تفوق على نفسه هذه المرة حيث استطاع خلال quot; وجبة غذاء واحدة ان يقلل من شأن أوباما، والتفضل على أنجيلا ميركل، واهانة خوسيه لويس ثاباتيروquot;.
quot;خانهم الساسةquot;
مع اقتراب موعد انسحاب القوات البريطانية من البصرة جنوبي العراق بحلول نهاية مايو/ ايار المقبل، تزداد وتيرة الاخبار المتعلقة بالحرب على العراق عام 2003 والتي كانت فيها بريطانيا هي الحليف الاكبر للولايات المتحدة. اوردت التايمز تقريرا حول لقاء وزير الخاريجة البريطياني ديفيد مليباند ومجموعة من العاملين السابقين مع القوات البريطانية في البصرة والذين يقيمون حاليا في بريطانيا في اطار مشروع الحماية الذي انشأته الحكومة. وقالت التايمز ان الاسر العراقية اعربت عن سعادتها كونها تغلبت على كثير من الصعوبات، وان افرادها يتطلعون حاليا للبحث عن عمل.
وقالت زوجة احد المترجمين الذين كانوا يعملون مع القوات البرطيانية انها تشعر بالامتنان كونها quot; تعيش في بلد لا تضطر فيه ان تجلس بجوار النافذة تصلي كي يعود زوجها سالما من الخارجquot;.اما الجارديان فنشرت عددا من التقارير والمقالات في اطار تغطيتها المتواصلة لميراث الحرب على العراق، حيث يطالعنا تحقيقا مطولا للصحفي ريتشارد نورتون حول الاختبار القاسي الذي واجهته القوات البريطانية في العراق.
وربما يختصر العنوان موضوع التحقيق المطولquot; العراق : الارث - تجهيز سيء وتدريب ضعيف وغارقين في quot; فوضى داميةquot;. ويشرح الكاتب في تحقيقه كيف ان ست سنوات من الصراع في العراق شكلت اختبارا لقدرة وشجاعة القوات البريطانية الى أقصى حد ، وكيف خان الساسة الجنود.
نزوح صومالي صامت
حظي الشأن الصومالي باهتمام في الاندبندنت لكن بعيدا عن موضوع الساعة وهو اعمال القرصنة المتزايدة في خليج عدن، ففي تحقيق انفردت به الصحيفة تناول مراسلها دانيل هودين للشؤون الافريقية نزوح الاف الصوماليين هربا من الفوضى التي تعم البلاد الى كينيا المجاروة.
وتقول الصحيفة ان النزوح المتدفق يوميا بمعدل 500 شخص يوميا معسكر الى quot; دادابquot; في كينيا يجعل منه اكبر مخيم للاجئين في العالم، ف الوقت الذي ينشعل فيه المجتمع الدولي بدراما اعالي البحار للقراصنة الصوماليين. فالمخيم الذي انشا لاستيعاب 45 الف فقط يعيش فيه الان 267 الف صومالي بينما ينضم اليهم المزيد يوميا.
ويسلط التحقيق الضوء على الاوضاع المأساوية للاجئين الصوماليين الذين يتكومون في خيام مؤقتة من المشمع، في ظل درجات حرارة تصل الى 40% مئوية. وتقول الصحيفة ان هؤلاء الناس برهان على الكلفة الانسانية للانهيار المتسارع للصومال، ومع ذلك فان مصيرهم لا يجتذب شيئا مماثلا للاهتمام الدولي الذي احاط بالقرصنة الصومالية.
quot;أسلمة الغربquot;
يتبقى ان نشير الى تقرير الاندبندنت حول عزم النائب الهولندي اليميني جيرت فيلدرز انتاج فيلم جديد عن quot; اسلمة الغربquot;. تقول الصحيفة ان النائب الهولندي يخطط لمتابعة فيلمه quot; فتنةquot; الاستفزازي والمناهض للقرآن.
ويقول فيلدرز زعيم حزب الحرية المعارض، والذي وصف القرآن quot; بالفاشيةquot; ان فيلمه الجديد سيتناول الاسلمة المتنامية للدول الغربية. ويضيف quot; ان ابوابنا مفتوحة على مصراعيها امام الهجرة الجماعية من البلدان الاسلامية وارغب في توضيح تداعيات ذلكquot;. يذكر ان فيلدرز قد انتج فيلم quot; فتنةquot; الذي اعتبر معاديا للاسلام، وبثه على الانترنت، بعد رفض العديد من دور السينما ووسائل الاعلام المرئية في هولندا والعالم عرضه.
التعليقات