فيينا: اتهم مندوب الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السفير غريغوري شولتي الأربعاء إيران بمواصلة خرق تعهداتها الواردة في قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات مجلس المحافظين ذات الصلة ببرنامجها النووي، بالإضافة إلى رفض تقديم المعلومات المطلوبة حول طبيعة أنشطتها النووية السابقة والحالية، وعدم التعاون الكامل مع الوكالة من أجل تسوية كافة المسائل النووية التي ما تزال عالقة.

وأكد المندوب الأميركي في كلمة خلال الجلسة الخامسة لمجلس المحافظين، كانت مخصصة لمناقشة تقرير المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي حول تطورات البرنامج النووي الإيراني، أن quot;طهران لم تتعاون مع الوكالة الذرية من أجل إزالة مخاوف المجتمع الدولي فيما يتعلق بطبيعة أنشطتها النووية المثيرة للقلق، والحيلولة دون احراز أي تقدّم في عمليات التحقق والتفتيش التي يقوم بها المفتشون الدوليون، أو بشأن التزام إيران بتعهداتها الواردة في قرارات مجلس الأمن، وقرارات مجلس المحافظين، وأحكام معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية ذات الصلةquot;.

وأضاف مندوب الولايات المتحدة quot;عندما تكون دولة مثل إيران، والتي سبق لها أن فشلت بالالتزام بالتعهدات الواردة في اتفاق الضمانات الموقع بينها وبين الوكالة الذرية بموجب معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، منذ عقود، ينبغي أن لا نتجاهل أمراً معروفاً وهو انخراطها بإنتاج أسلحة وإطلاق صواريخ من منصات ثابتة ومتنقلة وسريعة الارتداد، كما أشار إلى ذلك المدير العام للوكالة الذرية في تقاريره السابقة، وخصوصاً تأكيده أن الوكالة ما تزال في وضع غير قادرة فيه على إعطاء توكيدات بعدم وجود أنشطة نووية غير معلنة في إيران.

وأشار المندوب الأميركي إلى حقيقة مفادها أن إيران أنتجت الآن 1300 كيلوغراماً من اليورانيوم فلورايد/6، والخفيف التخصيب، وهو أمر يثير قلق المجتمع الدولي. ورأى أنها أصبحت الآن قريبة من امتلاك كميات اليورانيوم المطلوبة لصنع أسلحة، مع الأخذ في الاعتبار استمرارها تركيب أجهزة الطرد المركزي المتطورة، والتمهيد لإنتاج الوقود النووي في مفاعل ناتانز ، بالإضافة إلى مواصلة الانشطة النووية في مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل. وأعرب المندوب الاميركي عن اعتقاده أن أصبح بإمكان إيران استخدام مفاعل آراك لإنتاج سلاح أو سلاحين نووين من خلال استخدام مادة البلوتونيوم.

وأوضح شولتي أنه كما اشار الرئيس باراك أوباما خلال خطابه الذي ألقاه في القاهرة في الرابع من الشهر الجاري، أن السؤال يتركز الآن هو، أي مستقبل تريد إيران بنائه، هل الانخراط والتعاون، كدولة مسؤولة وعضو في المجتمع الدولي، أن تواجه المزيد من العزلة الدولية؟ وحثّ القادة الإيرانيين على ضرورة التوّجه نحو خيار الأمن والسلام في الشرق الأوسط من خلال تكريس نظام منع انتشار الأسلحة النووية. مشيراَ إلى أن المدير العام للوكالة الذرية طلب من إيران في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، مساعدة الوكالة من خلال تزويدها بالوثائق والمعلومات والأفراد، والتأكيد بأن الأنشطة المتعلقة بإطلاق الصواريخ المختلفة المدى، لا علاقة لها بالأنشطة النووية.

وخلص السفير شولتي إلى الإشارة إلى خطورة استمرار رفض إيران لمطالب المدير العام السماح للمفتشين الدوليين القيام بزيارة ميدانية إلى موقع دارخوفين العسكري، حيث لم يستبعد وجود انشطة محظورة.