إرتفاع حرارة الخلاف بين أوباما وإسرائيل حول المستوطنات

ملكي سليمان من القدس: يشكل المستوطنون في الضفة الغربية والقدس الشرقية قوة سياسية ودينية متطرفة واقتصادية وهؤلاء الذين يبلغ عددهم قرابة 500 الف نسمة، 200 الف منهم يعيشون في مدينة القدس الشرقية ما يجعلهم عقبة أمام أي حكومة اسرائيلية يسارية كانت ام يمينية، قد تفكر يوما في اخلاء المستوطنات المقامة على اراضي عام 67 او على الاقل تقوم بتجميعها في كتل وتجمعات استيطانية كبيرة، علما أن اخر الاحصاءات المتوفرة لدى الجانب الفلسطيني تفيد بأن هذه المستوطنات، وعددها 190 مستوطنة مقامة على اراض فلسطينية في الضفة والقدس، تشكل ما مساحته 28% من مجموع اراضي الضفة والقدس، ما ينعكس بقاءها سلبا على الحياة اليومية للفلسطينيين وكذلك على مستقبل الدولة الفلسطينية المقبلة سواء من النواحي السياسية والامنية او الاقتصادية والعسكرية، وكذلك حول مستقبلهم ايضا كمستوطنين يعيشون على اراض ليست لهم، لاسيما عندما يكشف النقاب عن قيام المستوطنين باعمال تدريبات وتخزين عتاد عسكرية وحربية في المستوطنات.

شعارهم العنف والقتل
وهؤلاء في غالبيتهم ينتمون الى الاحزاب الدينية المتطرفة التي لا تؤمن بالتعايش السلمي مع الفلسطينيين، وشعارها الوحيد العنف والقتل والطرد من اجل البقاء على ارض الاجداد ndash; كما يتحملون من معتقدات دينية. وفي الاونة الاخيرة ومع استمرار توقف مسار العملية التفاوضية بين اسرائيل والفلسطينيين، منذ اعوام، وبعد ان اصطدمت بالعديد من العقبات، ابرزها مستقبل المستوطنات في الضفة والقدس، يكثر الحديث والتحليل السياسي عن السيناريوهات المحتملة لمستقبل المستوطنات والمستوطنين. هل ستقوم اسرائيل بازالتها مثلما فعلت في مستوطنات قطاع غزة؟ او تقوم باخلاء المستوطنات صغيرة الحجم وقليلة السكان والتي لا تشكل بعدا امنيا لاسرائيل؟ ام هل ستقوم بتجميعها الى مدن استيطانية كبيرة تفصلها عن السكان الفلسطينيين والمدن والقرى الفلسطينية بشبكة طرق ومياه وكهرباء خاصة؟ ام السيناريو الاهم الا وهو هل تفشل اي حكومة اسرائيلية في منع المستوطنين من اقامة كيان او دولة مستقلة لهم الى جانب دولة فلسطين العتيدة.

حسم المستوطنات اولا
وعن ذلك يقول عيسى سمندر في لقاء مع quot;ايلافquot;، مدير عام اللجنة الوطنية لتسجيل اضرار الجدار العازل في م. ت. ف وعضو اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في الضفة الغربية، quot;ان المستوطنات يجب ان ينظر اليها بطريقة اخرى، لان الارض هي اساس المشكلة التي تنتج منها الحدود والمياه، مشيرا الى ان المستوطنات يجب ان يحسم امرها في بداية المفاوضات الثنائية بين الفلسطينيين واسرائيل، لا ان ترحل الى التسوية النهائية، مشددا على ان التصريحات الاسرائيلية الاخيرة بتجميد عملية بناء المستوطنات في محاولة لاعطاء فرصة لدفع عملية المفاوضات، هي مجرد عملية تجميل يجب ان لا تخدع المفاوض الفلسطيني، وهو عبارة عن فخ اسرائيلي من ايقاع الفلسطيني فيه.

وقال سمندر quot;ان المستوطن في الضفة الغربية لم يعد مجرد مواطن اسرائيلي عادي، بل ان المستوطنين يشكلون قوة ذات مصالح سياسية واقتصادية وعسكرية واجتماعية على اسرائيل والمجتمع الاسرائيلي، ويشكلون لوبي ضاغط على الحكومة الاسرائيلية من خلال قياداتهم ذات التاثير القوي على الاحزاب الاسرائيلية. اذا فلم تعد المستوطنات مجرد هدف سياسي بل لها ابعاد اقتصادية وسياسية وامنية، فهم يحصلون على مساكن لهم واراض في الضفة الغربية باسعار رخيصة ومغرية، لدرجة ان بعضا من قادتهم له اربع quot;فللquot; في كل مستوطنة بهدف الاتجار بها وتحقيق ارباح هائلةquot;.

نواة جيش للمستوطنين

وقال سمندر quot;ان التخوف الان من ان تقوم اسرائيل بطرح شعار دولة فلسطينية الى جانب دولة للمستوطنين في الضفة القدس، مقابل الحل السلمي والنهائي للقضية الفلسطينية، ولاسيما ان الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تواجه ضغوطات متواصلة ومستمرة من قبل المستوطنين للموافقة على قيام دولة لهم على اراضي الضفة الغربية، وهؤلاء المستوطنون يستعدون لذلك من تدريب المجموعات العسكرية على كافة انواع الاسلحة بهدف تكوين نواة جيش وهذا ليس مجرد عملية تخويف بل ان هؤلاء يعقدون اجتماعات سرية لهم بمشاركة الاجيال الشابةquot;، مشيرا الى ان quot;الحكومة الاسرائيلية لا تمانع في ذلك لانها غير قادرة على وقف هكذا تحضيرات واعمالquot;.

ودعا سمندر الجانب الفلسطيني الى عدم الموافقة على فكرة تجميد الاستيطان لزمن، محدد مع ضرورة التمسك بالشرعية الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية، التي اعتبرت ان المستوطنات جرائم حرب، وكذلك محكمة روما، التي اعتبرت ان الاستيطان جريمة حرب. مشددا على وجود عدة مسارات فلسطينية يمكن الاعتماد عليها لمكافحة الاستيطان والجدار، تتمثل بدعم المقاومة الشعبية في القرى ضد بناء الجدار ومصادرة الاراضي. وهذا الجدار ألحق الضرر بالريف الفلسطيني بشكل كبير لان المسألة ليست سياسية فحسب بل زراعيةـ ولاسيما ان اراضي المزارعين تتعرض يوميا للمصادرة والاستيلاء عليها لاقامة المستوطنات والجدار العازل، مشيرا الى ان الاراضي المسيطر عليها من قبل المستوطنين تشكل 8% فقط من مجمل اراضي الضفة الغربية، غير ان امتدادات المستوطنات تزيد عن نسبة 28%، منوها بان اسرائيل تقوم بنقل المصانع الملوثة للبيئة الى داخل المستوطنات.

استمرارا لخطة شارون
وقال سمندر quot;ان اسرائيل ليست بحاجة الى مصادرة اراض فلسطينية الان لانها تقوم باستكمال خطة شارون التي وضعها منذ عام 83 للسيطرة على الاراضي الفلسطينيةquot;. وحذر سمندر من قبول الفلسطينيين بفكرة تبادل الاراضي التي تروج لها اسرائيل معتبرا ان ذلك يعني quot;اعترافا بالمستوطنات الاسرائيلية بانها شرعية وقانونيةquot;. وخلص سمندر الى القول ان مصير ومستقبل وجود المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية يبقى غامضا ان لم يتم بحث مصيرها في بداية المفاوضات وضرورة اصرار الجانب الفلسطيني على ازالتها بالكامل وعدم التسليم بوجدوها، لان المستوطنين من الصعب العيش معها، هم يحبون سفك الدماء، حتى ان الاسرائيليين انفسهم لا يطيقون العيش معهم فيكف بنا كفلسطينيين.