يوسف صادق من غزة: كلما هدأت الإنتقادات اللاذعة من قبل حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين quot;الأونرواquot;، حتى يتجدد السجال بينهما.وآخر إتهام للأونروا من قبل حماس هو إتهام وزارة الصحة الفلسطينية في غزة للمؤسسة الدولية بالإستيلاء على الأدوية والمهمات الطبية الخاصة بالوزارة، واحتجازها لأشهر طويلة، وفي مقدمتها أجهزة الكلى وأدوية السرطان، معتبرة أن الأونروا quot;تشارك في الحصارquot;.

وأوضحت في بيان لها وصلت إيلاف نسخة عنه، أن هذه المساعدات مقدمة لوزارة الصحة مباشرة. وقالت quot;إن خطوة الاستيلاء على الأدوية من قبل الأونروا، أثرّت على حياة آلاف المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج والأدوية بصورة عاجلة وملحة، حيث توفي العشرات بسبب نقص الدواء والحصار المستمرquot;.

وأطلق أحد المواقع الإلكترونية المحسوب على حركة حماس عنوانًا لأحد أخباره تحت إسم quot;الأونروا تشارك في قتل مرضى غزةquot;. وهو ما يشير إلى عمق الأزمة بين الطرفين، إذ اتهم الأونروا quot;باحتجاز كميات كبيرة من الأدوية والمهمات الطبية الخاصة بوزارتها منذ أشهر طويلة، في وقت توفي عشرات المرضى بسبب نقص تلك الأدويةquot;.

وتابعت وزارة الصحة في حكومة غزة التابعة لحركة حماس quot;إنه بعد أن توجهت مجموعة من موظفي وزارة الصحة الفلسطينية لاستلام الأدوية الخاصة بالوزارة والموجودة في مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، قرب معبر كارني المنطار، شاهدت كميات كبيرة من الأدوية والمهمات الطبية مكتوب عليها لأمر وزارة الصحة الفلسطينية ولصالح مستشفى الشفاء ndash; غزةquot;.

وتعلو وتيرة الأزمة بين حماس التي تسيطر على قطاع غزة، والمؤسسة الدولية التي أنشئت عام 1948 لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، بين الفينة والأخرى، ما دفع رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية، إلى تشكيل لجنة لحل الإشكاليات التي تحدث بين حكومته والأونروا.

وعملت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين على مدى واحد وستين عاما في الأراضي الفلسطينية، خصوصًا في مخيمات اللجوء المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة وفق سياسة الإغاثة والتنمية في خمسة مسارات، أهمها quot;التعليم، والصحة، والإغاثة الاجتماعيةquot;.

وكانت حماس قد إتهمت مؤخرًا الأونروا بأنها أدرجت موضع quot;المحرقة اليهوديةquot; أو ما تعرف بالهولوكوست، في مادة حقوق الإنسان التي تدرس للصف الثامن، وطالبتها بسحب هذا الموضوع من المنهج. إلا أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين نفت نفيًا قاطعًا أن تكون قد أدرجت هذا الموضوع في مادة حقوق الإنسان التي تدرس في مدارسها.

ونفى المستشار الإعلامي لـ quot;الاونرواquot; عدنان أبو حسنة هذا الإتهام. وقال quot;لا صحة على الإطلاق لتلك الأنباء التي تتحدث عن إدخال موضوع عن المحرقة الإسرائيلية في مادة حقوق الإنسان التي تدرس للصف الثامنquot;. وأضاف quot;المناهج الحالية التي يتم تدريسها لا تحتوي على أي إشارة لموضوع الهولوكوست لا من قريب ولا من بعيدquot;.

وقالت حماس في بيان لها إنه يتعين على مدير وكالة الأونروا جون جينج، أن يسحب الخطط المتعلقة بتدريس منهج جديد في مادة التاريخ بالمدارس التابعة للأمم المتحدة، مشيرة إلى أن المحرقة quot;أكذوبة اختلقها الصهاينةquot;.

ولم تقتصر الأزمة بين الطرفين في هاتين القضيتين، فسبق وأن وجهت قيادات من حركة حماس إنتقادات لاذعة للأونروا على خلفية المخيمات الصيفية المشتركة بين الجنسين التي تنظمها سنويًا على شواطئ القطاع.

وكان مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان خليل أبو شماله، أكد أن منظمات حقوق الإنسان quot;تعلم جيدا أن ما يثار الآن حول قضية تدريس الهولوكست، هو غير صحيح، وأنها اطلعت على المناهج ولم تجد كلمة واحدة تشير إلى ذلك.