سيكون سيب بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، سعيداً بايقاف رئيس الاتحاد الآسيوي السابق محمد بن همام مدى الحياة عن أي نشاط كروي بعد إدانته من قبل لجنة الأخلاق.

مع رمي لجنة الأخلاق التابعة للفيفا مسؤولية تقديم الرشاوى على محمد بن همام، فإن منافسه لمرة واحدة على رئاسة المنظمة الدولية سيب بلاتر سيشعر أنه قد بدأ بتنفيذ وعوده لتوجيه سفينة كرة القدم إلى مسارها الصحيح وبر الامان مرة أخرى.

ولكن إذا كان الفيفا يريد استعادة سلطته المعنوية لقيادة عالم كرة القدم، فإنه يجب أن يكون القرار الذي اتخذته لجنة الأخلاق يوم السبت بحظر بن همام من التعامل مع أي نشاط كروي مدى الحياة بعد إدانته بتقديم رشاوى، بداية عهد جديد للمنظمة الدولية.

وفي مقال لصحيفة quot;نيويورك تايمزquot; في وقت سابق من هذا الأسبوع، شدد رونالد ك. نوبل، الأمين العام للانتربول، على الأزمات التي يواجهها الفيفا. فقد جادل أنه، في الوقت الذي لم يكن التهديد عن فضائح التلاعب بنتائج المباريات كبيراً، فإن quot;ثقة الجمهور في قدرة الفيفا على حفظ نظامه وضبطه هي في أدنى مستوى لها على الإطلاقquot;.

وأشار بن همام إلى أن quot;الرسالةquot; قد وصلت إلى الفيفا أخيراً. ففي الأشهر الثماني الماضية واجهة ثُلث الأعضاء الـ24 في اللجنة التنفيذية للفيفا اتهامات في مزاعم الفساد (باعتراف الجميع ولكن بدرجات متفاوتة من الجدية والموضوعية). إلا أنه تم حظر ثلاثة منهم فقط - بن همام وآموس أدامو ورينالد تيماري - أما الرابع، جاك وارنر، فقد استقال من مناصبه التي تتعلق بكرة القدم بدلاً من مواجهة العقاب. ولكن سيكون هناك الكثير من المنتقدين الذين سيقولون إنه كان يجب على الفيفا الذهاب أبعد من ذلك.

في البداية، فإن الفيفا يحتاج إلى طرح خطة أكثر تماسكاً وتنظيماً لإقتلاع جذور الفساد والمسؤولين الفاسدين داخل مؤسساته. ولكن كانت دعوة بلاتر للمطربة بلاسيدو دومينغو للانضمام إلى مجلس الحكماء الجديد لتقييم التحديات التي تواجه اللعبة الجميلة محل سخرية. لأنه يجب أن تكون هناك وحدة تحقيقات مستقلة أقوى وتعطى الأولوية للجنة الأخلاق.

ثم يجب على بلاتر دفع الإصلاحات لطريقة الفيفا في اختيار الدول التي تستضيف نهائيات كأس العالم وكبار المسؤولين فيه إلى حيز التنفيذ. حيث لا يمكن أن تتخذ مثل هذه القرارات الدولية المهمة في القطاع الخاص مرة أخرى من خلال هذه المجموعة الصغيرة من الرجال غير الخاضعين للمساءلة.

ولكن هل هناك الرغبة في التغيير حقاً؟

يكفي أن نتذكر رد الفعل الغاضب الذي تلقاه ديفيد بيرنشتاين، رئيس الاتحاد الانكليزي لكرة القدم، عندما وقف خلال مؤتمر الفيفا الأخير ودعا إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية حتى يتم التحقيق في كل ادعاءات الفساد.

ادعى بن همام أن الدافع وراء القضية التي رفعت ضده سياسية، في حين قال وارنر إن ثقافة تقديم الهدايا كانت تتم في أروقة الفيفا لسنوات. فلماذا إذاً تم فضح بن همام الآن، عشية الانتخابات الرئاسية ضد بلاتر؟

وإذا كان يجب أن تزول مثل هذه الشكوك مرة واحدة وإلى الأبد، فإن الحكم على محمد بن همام يوم السبت ينبغي أن يكون الخطوة الأولى على طريق طويل.