لندن:علمت quot;إيلافquot; ان ائتلافي المالكي والحكيم قد اتفقا على الخطوط العريضة لتحالفهما المقبل من اجل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة من خلال عدم احتساب مقاعد كل منهما في البرلمان وان يكون توزيع المناصب بينهما مناصفة وان يرشح كل منهما ثلاث شخصيات لتولي منصب رئيس الحكومة الجديدة ثم يجري تصويت داخلي لاختيار احدهم على ان يجري اختيار واحد من الاثنين اللذين يتفق عليهما الائتلافان بالتوافق وليس بالتصويت بينما يستعد وفد من الكتلة العراقية بزعامة علاوي لإجراء مباحثات في ايران بعد أن اجتمع وفد آخر منها اليوم بالمرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني.

وقال المصدر المقرب من مفاوضات الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي إن اتفاقا أولياً قد تم التوصل اليه يقضي بعدم النظر الى عدد المقاعد البرلمانية التي حصل كل منهما عليها في التحالف المرتقب بينهما وان تكون المناصب الحكومية للتحالف مناصفة بنسبة 50 بالمائة لكل منهما.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ان الاتفاق قضى ايضا بأن يرشح كل ائتلاف ثلاث شخصيات لتولي رئاسة الحكومة المقبلة ثم يجري تصويت داخلي لاختيار واحد من الثلاث. ويعقب ذلك إجراء مباحثات لاختيار واحد من المرشحين الاثنين الفائزين بالتصويت الداخلي وذلك بالتوافق وليس بالتصويت.

وأوضح المصدر أن الائتلاف الوطني رشح ثلاثة من قيادييه هم : عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية وبيان جبر الزبيدي وزير المالية وجعفر محمد باقر الصدر الذي طرح اسمه التيار الصدري على الرغم من انه مرشح عن ائتلاف المالكي. أما ائتلاف دولة القانون فقد رشح كلا من المالكي والقياديين فيه حيدر العبادي ومدير مكتب رئيس الوزراء طارق نجم والثلاثة من قياديي حزب الدعوة الاسلامية بقيادة المالكي.

ولاحظ المصدر أن المرشحين الستة للائتلافين هم من الشيعة ولم يجر ترشيح اي شخصية سنية من ضمن القوى السنية التي خاضت الانتخابات ضمن قائمتي الائتلافين وهو امر سيعيد الاوضاع في العراق الى المربع الاول من حيث التقسيم الطائفي لكنه استدرك بالقول إن هذه الاتفاقات قد تكون عرضة للتغيير في اي تطور جديد على الساحة تفرزه الحوارات الجارية حاليا بين مختلف القوى السياسية.

واليوم أعلن صلاح العبيدي الناطق الرسمي باسم مقتدى الصدر في مؤتمر صحافي في بغداد عقده قياديون في التيار الصدري ان نتائج الاستفتاء على اختيار رئيس الوزراء الذي سيضمه التيار يومي الجمعة والسبت المقبلين في انحاء البلاد ستكون متبناة من قبل كتلة الاحرار الممثلة للتيار لتشكيل حكومة شراكة وطنيةquot;. واضاف ان الاستفتاء ليس محصورا بالتيار الصدري بل بكل العراقيين بحيث تتم معرفة رئيس الوزراء المقبل من خلال الشعب العراقي على اساس ان الانتخابات البرلمانية كانت لاختيار مرشحي البرلمان.

وأشار إلى أن حكومة الشراكة لاتعني المحاصصة وقال quot;نحن ندعو الى منح رئيس الوزراء حرية اختيار وزرائهquot;. واكد ان التيار الصدري قد اعد ماكنة انتخابية متكاملة في جميعأنحاءالعراق تضمن عدم حدوث تزوير او تكرار في التصويت. وأوضح العبيدي أن التيار الصدري قد لجأ لهذا الاستفتاء لان الانتخابات التشريعية الاخيرة لم تنتج كتلة برلمانية فازت بالاغلبية التي تؤهلها تشكيل الحكومة.

أما القيادي الآخر نصار الربيعي فقال ان التيار الصدري يريد من هذا الاستفتاء ان يمثل ارادة وطنية وليست ارادة سياسية. وقال quot;نتمنى ان يكون النظام القادم في العراق نظاما مختلطا وليس كما هو اليوم باعتبار ان هذا النظام فرض في مرحلة معينة لا نحتاجها في المستقبلquot;.

وكانت الهيئة السياسية للتيار الصدري اعلنت ان زعيم التيار مقتدى الصدر دعا الى اجراء استفتاء لاختيار رئيس الوزراء يومي الجمعة والسبت المقبلين. وقال الصدر في بيان امس quot;ارى من المصلحة العامة ايكال امر اختيار رئيس الوزراء الى الشعب العراقي وعلى الهيئة السياسية معرفة رأي الشعب بذلكquot;.

أما حازم الاعرجي فقد اشار الى ان quot;التيار الصدري له ثقل في الائتلاف الوطني وفي المعادلة السياسية فهو وحده يملك 38 مقعدا ولابد له ان يقول كلمته بهذا الأمرquot;. وأضاف أن الذين حصلوا على اصوات كثيرة في الانتخابات البرلمانية وخاصة علاوي والمالكي انتخبتهم محافظاتهم وليس الشعب العراقي بأجمعه quot;لهذا فاننا نريد معرفة رأي الشعب من خلال الاستفتاءquot;. واشار الى وضع خطة شاملة لاجراء الاستفتاء بالاعتماد على المراكز الانتخابية في الانتخابات التمهيدية الداخلية للتيار التي جرت قبل الانتخابات العامة لاختيار مرشحيه إليها.

وأوضح انه تم وضع خمسة مرشحين هم اياد علاوي (رئيس القائمة العراقية رئيس الوزراء الاسبق) ونوري المالكي (رئيس ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء) وعادل عبد المهدي (القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي) وابراهيم الجعفري (القيادي في الائتلاف الوطني زعيم تيار الاصلاح الوطني) وجعفر نجل اية الله الراحل محمد باقر الصدر اضافة الى وضع فراغ يملآ من المواطن اذا كان يرغب في مرشح غيرهم.

وقال إن الاستمارات ستوزع على الشعب العراقي يومي الجمعة والسبت وستخصص لهذا الامر فرق جوالة وسرادقات في كل محافظات العراق. وجعفر الصدر خاض الانتخابات على قائمة ائتلاف المالكي لكن التيار الصدري أصر على ترشيحه وهو صهر مقتدى الصدر المتزوج من شقيقته.

وتأتي مبادرة التيار الصدري هذه إدراكا منه للثقل السياسي الذي اصبح يمثله على الساحة السياسية والذي أفرزته الانتخابات الاخيرة حيث حصل على 38 مقعدا برلمانيا من بين مقاعد الائتلاف الوطني البالغة 70 مقعدا التي حل بها في المركز الثالث بعد ائتلاف قائمة العراقية التي حصلت على 91 مقعدا تليها قائمة ائتلاف دولة القانون التي حصلت على 89 مقعدا بينما احتل التحالف الكردستاني المرتبة الرابعة بحصوله على 43 مقعدا وقائمة التوافق على ستة مقاعد وقائمة التغيير الكردية المعارضة على ثمانية مقاعد والاتحاد الإسلامي الكردستاني على 4 مقاعد ووحدة العراق على 4 والجماعة الإسلامية على مقعدين.

وفد من كتلة علاوي الى ايران والهاشمي يستشير السيستاني

بحث الرئيس العراقي جلال طالباني خلال زيارة لزعيم القائمة العراقية رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي اليوم آخر المستجدات على الساحة السياسية وما يدور الآن من مباحثات ومشاورات بين الكتل الفائزة في الانتخابات تمهيداً لإقامة التحالفات الضرورية لتشكيل الحكومة المقبلة.

وفي تصريح صحافي عقب اللقاء أشار الرئيس طالباني إلى الخطوط العامة التي تم بحثها موضحاً quot;قمنا بزيارة لصديقنا العزيز ورفيق الدرب النضالي الطويل الأستاذ إياد علاوي وتبادلنا الآراء حول الوضع القائم وحول ضرورة وجود حكومة شراكة حقيقية في البلادquot; كما نقل بيان صحافي لمكتبه تسلمت quot;ايلاف نسخة منه.

وأكد quot;ضرورة التعاون والتحاور بين جميع الكتل الفائزة في الانتخابات وعدم تبادل الاتهامات وتنقية الأجواء والجلوس معاً من أجل التوصل إلى نتائج مشتركةquot;. وشدد بالقول quot;علاقتنا مع الأستاذ اياد علاوي أقوى وأعلى وأمتن من الخلافاتquot;. ودعا الكتل السياسية الى الكف عن تبادل الاتهامات في ما بينها مؤكدا ضرورة التوصل إلى نتائج مشتركة في المفاوضات التي تجري بين الكتل السياسية لتشكيل الحكومة تخدم العراق بأكمله بغض النظر عن اللون والقومية.

ومن جهته قال علاوي إنه بحث مع طالباني الأوضاع الراهنة التي يمر بها العراق تمهيدا لتشكيل حكومة شراكة وطنية تخدم الاستقرار في البلاد مشيرا الى انه اتفق مع الطالباني على ضرورة تنقية الأجواء بين الكيانات السياسية للمساهمة في تشكيل الحكومة. وأضاف انه تمت ايضا مناقشة الأوضاع في المنطقة ودول الجوار وضرورة تحسين وتمتين العلاقات مع إيران في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية على أساس احترام السيادة العراقية.

وعبر عن استغرابه من عدم دعوة إيران للقائمة العراقية لزيارتها كما حصل مع الكيانات السياسية الأخرى. وقال إن قائمته كانت تنتظر تلقي دعوة لزيارة إيران بعد الانتخابات إلا أنها لم تتسلمها لحد الآن.. وأوضح أن قائمته ستشكل وفدا لزيارة جميع دول الجوار العراقي ومن بينها إيران قريبا.

وعلى المستوى نفسه، أكد نائب الرئيس العراقي القيادي في الكتلة العراقية طارق الهاشمي الاستعداد لزيارة طهران التي استقبلت خلال الايام الماضية وفودا من الاحزاب الشيعية والكردية ضمن اطار تشكيل الحكومة المقبلة.

وأضاف أن وفدا من القائمة العراقيّة يستعد للقيام بجولة تتضمن ايران موضحا بالقول quot;نحن ننتظر دعوة من الجمهورية الاسلامية حتى يقوم الوفد بالزيارةquot;. وحول موقف الكتلة من المفاوضات التي جرت في ايران قال quot;كان على ايران اذا كان لديها رغبة في مصالحة حقيقية ان تدعو الجميع ولا تستثني احدا فالقائمة العراقية لم توجه اليها الدعوةquot;.. لكنه استدرك قائلا quot; نتمنى ان تجري هذه اللقاءات داخل العراق وليس خارجهquot;.

. وكان وفدان من ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي والائتلاف الوطني العراقي والتحالف الكردستاني زارت ايران خلال الايام الاربعة الماضية. وأشار الهاشمي في تصريحات للصحافيين في بغداد اليوم الى انه quot;ضد لقاءات خارج العراق حتى وان كانت في دولة عربية اعتقد ان الهموم العراقية ينبغي ان تدار داخل العراقquot;.

وأكد تمسك quot;العراقيةquot; بترشيح علاوي، قائلا إن quot;الكتلة وفقا للدستور هي الفائزة وبالتالي ينبغي ان يكون رئيس الوزراء منهاquot;. وقال: quot;ليس لدينا اي خط احمر على أي طرف وقد بدأت العراقية مفاوضات مع كل الاطراف ونتمنى تشكيل حكومة وطنية لا تستثني احدا. الاستحقاق الانتخابي يضع العراقية في منزلة تشكيل الحكومة وهذه مسألة يجب ان تكون واضحة للجميعquot;.

وخلال اجتماعه اليوم مع نائب الرئيس العراقي القيادي في الائتلاف الوطني عادل عبد المهدي قال الهاشمي ان الحوارات ابتدأت مع الائتلاف الوطني قبل الانتخابات البرلمانية. واشار الى انه جرى خلال اللقاء البحث في شؤون الائتلافات والتحالفات وأهمية انفتاح الجميع بعضهم على البعض الاخر من اجل تشكيل الحكومة المقبلة.

وعن زيارة وفد من مكتبه الى المرجع الديني الاعلى اية الله السيد علي السيستاني اكد الهاشمي quot; الزيارة كانت موفقة وهي تأتي في اطار سلسلة زيارات متواصلة الى النجف الاشرف ولقاء مختلف المرجعيات لإطلاعهم على وجهة نظرنا في عدد من المسائل التي تشغل الرأي العام في الوقت الحاضر وسنواصل هذه الزيارات في المستقبل.

وفي وقت سابق اليوم قال بيان لمكتب الهاشمي ان الوفد quot;ضم خليل العزاوي المستشار السياسي للهاشمي وعددا من المستشارين لزيارة المرجع الديني سماحة السيد علي السيستاني ناقلين تحيات الهاشمي وتقديره العالي للدور الوطني الذي يؤديه سماحته لتحقيق المصالحة الوطنية، كما نقل الوفد رسالة شفوية من الهاشمي الى السيد السيستانيquot;.

وأضاف quot;أن الوفد بحث مع السيد السيستاني المواضيع الخاصة بالعملية السياسية ومعاناة وهموم أبناء الشعب العراقي حيث عبر سماحته عن ثقته بقدرة العراقيين على تجاوز المحنة التي تمر بها البلاد بعد الانتخاباتquot;.

وأشار إلى أن المرجع قد quot;ثمن مواقف الهاشمي الوطنية متعهدا بدراسة المواضيع التي تم طرحها والسعي لبلورة موقف موحد منها بما يعين على انهاء الخلافات وتجاوز الازمةquot; لكنه لم يشر الى الموضوعات التي طرحها الوفد على السيستاني.