نسخة محدّثة
أوقفت السلطات الأميركيَّة طائرة تابعة لشركة طيران الإمارات قبيل إقلاعها من مطار جون إف كينيدي في نيويورك بسبب شكوك أمنيَّة تبيّن لاحقًا انَّها كانت إنذارًا كاذبًا. تأتي الحادثة على خلفيَّة توقيف فيصل شاهزاد المتهم بمحاولة التفجير الفاشلة في نيويورك على متن طائرة تابعة لخطوط طيران الامارات، والتي فرضت الإدارة الأميركيَّة رقابة مشددة في مطاراتها على أثرها.
نيويورك: أصدرت إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما أمرا بفرض رقابة مشددة في المطارات من أجل منع الركاب المدرجين على قائمة الممنوعين من السفر من استخدام شركات الطيران، بينما اعلن مصدر في هيئات انفاذ القانون يوم الخميس عن توقيف طائرة تابعة لشركة الامارات على مدرج الاقلاع في مطار جون اف كنيدي في نيويورك بسبب شكوك أمنية لكن الحادث كان quot;انذارا كاذبا. (التفاصيل)
بلاغ كاذب يوقف طائرة إماراتية في مطار نيويورك |
طيران الإمارات: المتهم كان يحمل بطاقة ذهاب فقط إلى اسلام اباد |
وأعلن مصدر رسمي في الإدارة الأميركية أنه بموجب التغييرات الأخيرة سيتم حظر سفر الأشخاص المعنيين سواء داخل الولايات المتحدة أو انطلاقا منها خلال ساعتين من صدور إخطار بالمنع ضد أشخاص بعينهم لارتباطهم بحادث أو ظرف معين. فيما كانت التعليمات قد وجهت سابقًا الى خطوط الطيران بالتدقيق على مسافريهم قبل 24 ساعة من قيام الرحلة، للتأكد من عدم وجود اسم اي منهم على لائحة الممنوعين، قلصت المدة الآن الى ساعتين قبل الطيران.
وذكر راديو سوا أنّ هذا الامر يأتي بعد أن أوشك فيصل شاهزاد المتهم بمحاولة التفجير الفاشلة في في ميدان quot;تايمز سكويرquot; بمدينة نيويورك السبت الماضي على مغادرة الولايات المتحدة الاثنين على متن طائرة تابعة لخطوط طيران الامارات. وذلك لأن اسم فيصل شاهزاد اضيف الى هذه القائمة التي تضم نحو 2500 شخص قبل بضع ساعات من عملية الاقلاع التي سمحت بها طيران الامارات.
طيران الإمارات تعاون بشكل تام مع السلطات الاميركية
وكان رئيس شركة quot;طيران الإماراتquot; الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم أكد في مقابلة لشبكة سي ان ان أن توقيف المشتبه فيه الرئيس فيصل شاهزاد، تم بتنسيق مشترك بين الشركة الإماراتية وسلطات الأمن الأميركية، موضحًا أن quot;سلطات الأمن في المطارات هي التي لها الحق في منع أحد الركاب من الصعود إلى الطائرة، لأننا غير معنيين بهذه القضية.quot;
وقال متحدث باسم شركة طيران الامارات في دبي الاربعاء ان quot;طيران الامارات كانت تعاونت بشكل تام واجابت على اسئلة كافة السلطات المحلية والفدرالية في ما يتعلق بالرحلة اي كي 202 (بين نيويورك ودبي في 3 ايار/مايو) عندما صعد رجال امن اميركيون واخذوا الراكبquot;.
واضاف المتحدث ان quot;طيران الامارات نفذت كل اجراءات الصعود الى الطائرة في الولايات المتحدة وعملت بصورة وثيقة مع ادارة سلامة النقل والجمارك الاميركية وحماية الحدود من اجل تحديث القوائم الامنية المتعلقة بالركاب على اساس منتظم وملائمquot;. وقال البيت الابيض الثلاثاء ان تحقيقًا بدأ لمعرفة كيف تمكن مرتكب الاعتداء الفاشل السبت في نيويورك من الصعود الى طائرة متجهة الى دبي في حين كان اسمه على قائمة الممنوعين من السفر.
وردًّا على سؤال ان كانت شركة طيران الامارات مسؤولة عن وجود الراكب فيصل شاهزاد على متن طائرتها في مطار كينيدي، قال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس الثلاثاء quot;هذا جزء من التحقيق الجاريquot;. وقال غيبس quot;اعتقد انه من المهم ان نفهم ان النظام معدّ ليعمل على اساس التدقيق المتكررquot;.
ويتيح النظام لشرطة الحدود الاميركية التدقيق في قائمة الركاب حتى بعد موافقة الشركة الناقلة للتحقق مجدّدًا من وجود راكب مشتبه فيه. موضحًا أن لدى السلطات الاميركية السلطة لان تامر الطيار بالعودة والهبوط، في حال أقلع، لوجود راكب مشتبه فيه على متنها. وقال quot;هناك سلسلة اجراءات يمكن تكرارها وتمكين شرطة الحدود من فحص قائمة ركاب معتمدة هو احد الامثلةquot;، مؤكدا انه quot;في حال ارتكاب خطأ من جانب الشرطة، يمكننا التحقق منهquot;.
في المقابل، نفت حركة طالبان الباكستانية أي علاقة لها بفيصل شاهزاد المشتبه فيه الرئيس في محاولة التفجير، إلا أنها جددت في الوقت نفسه تهديداتها بشن هجمات داخل الولايات المتحدة. وقال عزام طارق المتحدث باسم quot;طالبان باكستانquot;، لشبكة سي ان ان إن الحركة أرسلت مقاتليها إلى الولايات المتحدة، وأن quot;نتيجةquot; هذا القرار ستظهر في القريب العاجل، كما وصف محاولة شاهزاد، بأنها كانت quot;جيدة جدًاquot;. وألمح طارق إلى أنه من الممكن أن يكون شاهزاد، قد تلقى تدريبات في معسكر تابع لجماعة أخرى غير جماعته في باكستان. ويسعى المحققون الى تحديد ما اذا كان المتهم على علاقة بجماعات متطرفة، في وقت يبدو ان حركة طالبان باكستان بزعامة حكيم الله محسود تريد الايحاء بذلك.
اكثر من 20 اعتداء في نيويروك منذ 1991
تثير محاولات الاعتداء على الاراضي الاميركية القلق. ففي نيويورك خصوصًا يؤكد المسؤولون ان المدينة تشكل هدفا مفضلا للارهابيين. وقال قائد شرطة المدينة رايموند كيلي quot;علينا ان نكون متيقظين على الدوام لان نيويورك ترمز الى اميركا، ولأنهم يريدون قتلناquot;. وقد رفع عدد الدوريات في محطات المترو كما عززت الشرطة وجودها في الاحياء السياحية مثل تايمز سكوير حيث كانت السيارة المفخخة متوقفة، او جنوب مانهاتن حيث توجد البورصة والمحاكم الفدرالية، خاصة ان المدينة تعرضت لاكثر من 20 اعتداء اراهبي منذ 1991.
وشرح الخبير في منظمة اميركا الجديدة براين فيشمان لوكالة فرانس برس ان quot; ما كان يميز حركة طالبان باكستان في السابق هو استهدافها الحصري للدولة الباكستانيةquot;. الا ان الحركة quot;اقامت تقاربا وثيقا مع القاعدة في باكستانquot; منذ 2007.
ويستخدم التنظيم المتطرف لاسامة بن لادن عامة هذا النوع من الجماعات لنشر ايديولوجيته والتحريض لتنفيذ هجمات بدلا من التنفيذ المباشر وعلى نطاق واسع على غرار ما حدث في 11 ايلول/سبتمبر.
وتابع فيشمان ان quot;التهديد تغير بشكل كامل. اليوم قوة القاعدة لا تكمن في قدراتها العملانية وانما في اعداد وضم جماعات اخرىquot;.
شاهزاد يواصل التعاون مع المحققين
ويفيد التحقيق ان فيصل شاهزاد قاد سيارة نيسان رباعية الدفع تحمل عبوة ناسفة مصنوعة من مفرقعات وصفائح بنزين وقارورات غاز، وتركها في ساحة تايمز سكوير عصر السبت الماضي قبيل فتح مسارح برودواي. وعلى الرغم من بداية انفجار لم يصب احد باذى بفضل بائعين شاهدا سحابة الدخان تتصاعد من السيارة فأخطرا الشرطة.
ويوم الخميس اكد وزير العدل الاميركي انشهزاد يواصل quot;تعاونهquot;(تفاصيل)وهو يخضعلاستجواب مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) والوحدات الخاصة لمكافحة الارهاب التي تسعى إلى معرفة ما اذا كان هناك رابط بين محاولة الاعتداء وباكستان. ويشير محضر الاتهام الى ان فيصل شاهزاد تلقى تدريبا على صنع المتفجرات في باكستان. ومكث خمسة اشهر في منطقة وزيرستان قبل ان يعود الى نيويورك بمفرده من دون زوجته واولاده الذين بقوا في المكان، قبل اسابيع قليلة من العملية الفاشلة.
يذكر ان شاهزاد استقال من وظيفته كمحلل مالي في شركة محترمة في ولاية كونيتيكت، حيث نال شهادة بكالوريوس في الكومبيوتر وماجستير في إدارة الأعمال. يذكر أن شاهزاد من أسرة ثرية ونجل مسؤول رفيع المستوى متقاعد بالقوات الجوية الباكستانية يدعى بحر الحق.
وقد اتهم شاهزاد رسميًّا بـquot;محاولة استخدام اسلحة دمار شاملquot; وب،quot;محاولة القتل في الولايات المتحدة من خلال شبكة ارهابية دوليةquot;، وبنقل متفجرات ومحاولة تدمير مبان. وان ثبتت التهمة عليه فهو يواجه عقوبة السجن مدى الحياة.
وحتى الساعة تشكك السلطات الاميركية والباكستانية في قدرة حركة طالبان باكستان على توجيه ضربات خارج منطقة نفوذها، ولكن خبراء يرون ان علاقات الحركة مع تنظيم القاعدة تبدو انها قد تطورت.
التعليقات