أكدت تل أبيب أنَّ حزب الله وسوريا يقيمان تحصينات على الحدود فيما تستعد لإجراء تدريب للجبهة الداخليَّة.

تل أبيب، بيروت: تبدأ اسرائيل تدريبا شاملا للجبهة الداخلية في السادس والعشرين من الشهر الجاري للتعامل مع سقوط قذائف وصواريخ. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان صفارات الانذار سوف تطلق في جميع انحاء البلاد وتقوم قوات الطوارئ بمحاكاة تعرض الجبهة الداخلية لسقوط مئات القذائف والصواريخ.

وقال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي متان فيلنائي ان التمرين يأخذ بالحسبان التهديدات التي تواجهها اسرائيل وخصوصا تهديد الصواريخ البعيدة المدى التي قد تتعرض لها الجبهة الداخلية. واشار قائد الجبهة الداخلية الميجور جنرال يائير جولان الى ان هذا التمرين يمكن قوات الطوارئ من اختبار قدراتها ورفع جاهزية الجبهة الداخلية.

وذكرت وزارة الدفاع ان موعد اجراء التدريب قد تم تحديده سلفا في اطار خطة التدريبات السنوية. ويذكر ان مسؤولين أمنيين إسرائيليين اتهموا في وقت سابق الشهر الجاري سوريا بتزويد حزب الله بصواريخ دقيقة التوجيه من طراز أم 600 خلال الشهور الماضية. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اتهم الثلاثاء الماضي ايران بأنها تحاول تصعيد الموقف في المنطقة، واشعال حرب بين اسرائيل وسوريا.

وفي بيروت، اعتبر وزير الدولة وائل أبو فاعور أن التحدي الأكبر أمام الحكومة اللبنانية يكمن في صون السلم الداخلي وحماية لبنان مما يتعرض له من تهديدات إسرائيلية. وحذر أبو فاعور من النظر إلى التهديدات الإسرائيلية باستخفاف، داعيا إلى التعامل معها بجدية خصوصا أن إسرائيل لا تحتاج إلى مبررات بل إلى ذرائع واهية لتبرير عدوانيتها تجاه لبنان.

من جهته، اعتبر عضو كتلة حزب الله البرلمانية quot;الوفاء للمقاومةquot; النائب علي فياض أن ما ينعم به جنوب لبنان من أمن واستقرار هو نتيجة جهود وتضحيات المقاومة. وحذر من الركون إلى رسائل التهدئة التي ينقلها الموفدون الأوروبيون، مؤكدا أنه لا يمكن الاطمئنان لنوايا إسرائيل.

الى ذلك، اكد وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران خلال تفقده قوة بلاده العاملة ضمن اطار قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، ان من مهام اليونيفيل quot;مساعدة الجيش اللبناني على الحلول محلهاquot; في منطقة quot;خاضعة باستمرار لعوامل توتر كبيرةquot;. واعلن بييتون ان اليونيفيل تقوم بمهمة quot;لحفظ الامن والاستقرار في الجنوبquot;، مشيرا الى ان المنطقة تشهد استقرارا نسبيا منذ اربع سنوات. الا انه اشار الى ان quot;هذه المنطقة الحدودية تخضع لتوترات كبرىquot;، وانها قد quot;تتأثر بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي وبالمسألة النووية الايرانيةquot;.

وفي سياق متصل، ادعت مصادر اسرائيلية لوكالة quot;معاquot; الفلسطينية ان حزب الله وسوريا شرعا خلال الايام الاخيرة باقامة ما اسمته باطول خط عسكري يمتد من القرية الدرزية - المسيحية راشيا الوادي الواقعة على المنحدرات الغربية لجبل الشيخ وتبعد عن بيروت 85 كلم باتجاه الشمال وصولا الى قرية عيتا الفخار في البقاع اللبناني.

واضافت المصادر ان خط التحصينات البالغ طوله 22 كلم عدا عن كونه مانعا مضادا للدبابات مهمته وقف تقدم الارتال الاسرائيلية المدرعة التي ستحاول الوصول الى دمشق عبر وسط لبنان سيشكل فور الانتهاء منه اطول خط تحصينات عسكرية في منطقة الشرق الاوسط وسيخلق منطقة عسكرية تحت سيطرة حزب الله والجيش السوري تمتد على طول حدود لبنان الشرقية يبلغ طولها 22 كلم فيما يبلغ اعمق عرض لها 14 كلم.

وادعت المصادر ان بناء هذه التحصينات في مناطق درزية تحقق بعد التقارب الذي شهدته العلاقات بين الرئيس السوري بشار الاسد وامين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله من جهة والزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي اعرب عن استعداده للتعاون عسكريا ليس فقط مع حزب الله وسوريا وانما التعاون مع ايران حسب المصادر.