صرحت الطبيبة والكاتبة السورية دليلة الأحمد أنها غادرت سوريا منذ 20 عاماً لأنها ترفض رؤية الشعب السوري مذلول. كتبت وانتقدت النظام معتبرة أنه أكثر إجراماً من اسرائيل.


القاهرة:الدكتورة دليلة الأحمد من مواليد مدينة حمص وسط سوريا، هي طبيبة وكاتبة عرّفت عن نفسها لـquot;ايلافquot; بأنها شاهدة على حكم البعث وعائلة الأسد، تعيش خارج سوريا منذ 20 عاما، ولم تعد إليها لأنها كما تقول quot;ترفض رؤية الذل على وجوه الناسquot;. عرفت بكتاباتها عن المجلس الوطني السوري وانتقادها له وتقييمها السلبي لأداء المعارضة السورية.

وكان لـquot;ايلافquot; معها هذا اللقاء الذي رأت فيه أنه تم اختيار الدكتور برهان غليون كرئيس للمجلس الوطني بدون مرشح منافس، مع أن هناك من هو أقدر من غليون، وأشارت الى أنها من بداية الثورة كانت مدافعة متحمسة عنه، لكن عندما فقد صوته الثوري، من وجهة نظرها، وأصبح يلعب على حبلين: حبل إرضاء الثوار وحبل إرضاء الدول التي لها مصلحة ببقاء النظام بدأت بالكتابة ضده، واعتبرت أن استراتيجية المجلس السلمية لا تلبي طموحات الأحرار ولا تعبر عن مطالبهم، وأكدت أن سفارات النظام السوري ليست سفارات حقيقية بل هي أوكار مخابرات، وأن هناك كثير من المعارضة الخارجية المرتهنة للنظام تتعامل معه بالسر وتلعنه بالعلن، ناهيك عن أن المعارضة الهلامية والتي لم يكن لها وجود قبل الثورة حاولت اليوم استغلالها وانتهت الى القول بأن الحل هو بانشاء مجلس انتقالي جديد يتبنى مطالب الثوار.

لماذا تهاجمين المجلس الوطني؟

أي عاقل يعلم أن نظام الأسد لن يسقط إلا بالقوة كأي ديكتاتورية عاتية، فهو مثل شجرة خبيثة تضرب جذورها في تربة الحقد والإجرام الداخلي وتمد فروعها الخبيثة لتحيك خيوط المؤامرات الخارجية، ويدعم الاستبداد الداخلي بآلة قمعية رهيبة ممثلة بالأجهزة المخابراتية والشبيحة التي تخيف الناس على مدى 40 عاما من حكم عائلة الأسد.

لذلك كانت الغالبية العظمى منا تعتقد أن الثورة السورية لن تأتي إلا في نهاية مطاف الثورات العربية، لأننا نعلم أنها ستُقمع بشدة، لكننا لم نتخيل أن تصل وحشية النظام إلى ذلك الحد بحيث يستخدم الجيش وآلته العسكرية في حصار المدن وقتل المدنيين العزل، وعلى سبيل المثال كانت بالنسبة لي صدمة عندما اقتحمت الدبابات مدينة درعا وحاصرتها وقصفت كل شيء حتى خزانات المياه وحبست كل غذاء يصل إليها بما فيه حليب الأطفال ومنعت الناس أن يصلوا إلى جثامين الشهداء، فأي شيء يتحرك في الشارع هو هدف أكيد للقناصة المتمركزين على الأسطح.

ثم تكرر المشهد في باقي المدن وكأن مايطالب به الأحرار هو بمثابة كفر وخروج عن العبودية لآل الأسد، وهكذا كان العقاب الجماعي يطال حتى الصامتين، ومع ذلك استمر أحرار الشعب صامدين، حتى بدأت انشقاقات الجيش التي كنا نعول عليها أن تكون هي رأس الحربة في هزيمة نظام المافيا النازي، ولكن أحرار الجيش ليس بإمكانهم أن يواجهوا الجيش الأسدي وقوات الصدر والحرس الجمهوري الإيراني وأزلام نصر الله، لذلك استنتجنا أنه لابد من دعم دولي خارجي لهزيمة الأسد، فبما أنه شن حربا على الشعب وأدخل أطرافا غير سورية فالمعاملة بالمثل واجبة في موقف كهذا، ومن حق أي شعب يقتله نظامه أن يستعدي عليه العالم كله فكيف إذا أدخل هذا النظام أطرافاً أجنبية لتشاركه مهمة القتل والقمع والإذلال .

عندما أعلن أول مرة عن المجلس الوطني كان ذلك في تركيا وبتاريخ 15 آب على ما أذكر، كانت الوجوه والأسماء غير معروفة ومع أن بعض الأصدقاء حذّر من بعض أعضاء المجلس، فقد فضلت الصمت حتى تبدو الصورة أوضح، وكان قبلها قد تم الإعلان عن عدة مجالس أو مؤتمرات وآخرها كان مجلس شاركت فيه أطياف المعارضة في قطر وترأسه الدكتور برهان غليون، ولكنه لما خرج ليقول: لانريد تدخل أجنبي في سوريا فشل المؤتمر لأنه لايمكن أن تسير الأمور برأي شخص واحد.

عدا أنه وصلتنا فيديوات من أحرار حمص ينددون بغليون لأنه ابن مدينتهم وخذلهم، ثم تم الاتفاق بين تركيا وقطر على تركيبة جديدة للمجلس بحيث يكون جسدا إخوانيا ذو قبعة علمانية هي غليون، وهذا الكلام ليس من عندي بل نشرته الصحف الفرنسية في بداية شهر تشرين الأول عندما تم الإعلان عن المجلس بعد توسيعه، ومع ذلك أيضا فقد فضلت الصمت وطلبت من الأصدقاء أن يصمتوا لنرى كيف سيتحرك هذا المجلس وقد غلبت التفاؤل، لعل قطر وتركيا تريد للسوريين خيرا عن طريق مجلس يعبر فعلا عن إرادة الأحرار في الداخل. ولكن للأسف بمجرد أن ظهر غليون في حواره ببرنامج بلاحدود في نفس الأسبوع الذي أعلن فيه عن تشكيل المجلس، أتى بنقاط عدة أشرت إليها في مقالتي الأولى والتي كانت بعنوان: إلى الأخ الكريم الدكتور برهان غليون.. رحم الله امرء عرف قدر نفسه، وملخصها هو انتقادي له عندما بدأ حديثه بأن الجيش مؤسسة عظيمة وأنه لايجب الانشقاق عنه، ثم وفي منتصف الحوار عندما سأله المحاور أحمد منصور عن تركيبة الجيش التي تجعل السوري يقتل السوري قال غليون: إن الجيش كأية مؤسسة في الدولة عبارة عن منظومة مخابراتية أمنية لاتتبع فيه كل فرقة لقائد بل لرئيس فرع مخابرات، مما أثار تساؤلا لدي ولدى غيري: أي العبارتين نصدق؟

هل الجيش مؤسسة عظيمة أم أنه منظومة مخابراتية؟

عدا عن أنه أعلن أن الرئيس الوحيد المرشح لرئاسة المجلس وكان من واجبه أن يتواضع قليلا ويقول: إن هناك من هو أقدر مني ولكننا سوف نتعاون من أجل مصلحة الثورة، وللأسف تم اختياره كرئيس بدون مرشح منافس، وكأنه ليس في هذا البلد إلا هذا الولد، مع أن هناك من هو أقدر من غليون، علما بأني كنت من بداية الثورة مدافعة متحمسة عنه، لكن لما فقد نفسه الثوري، فقد سقط من عيني وعين غيري فكتبت مقالة في نهاية شهر تشرين الأول: برهان غليون المهلة انتهت وأنت ساقط كالنظام، وذلك لأننا كنا اتفقنا مع الأحرار أن نعطي المجلس شهرا كي لانتسرع بالحكم عليه.

ما الذي ينقص المجلس برأيك؟

كثيرون اعترضوا على هيكلية المجلس وأنه لم يضم أطياف المعارضة بكاملها وأيضا أنه لايرغب بانضمام أشخاص بعينهم، وبالنسبة لي فالهيكلية ليست المشكلة الوحيدة في المجلس بل الأهم من ذلك استراتيجيته السلمية التي لا تلبي طموحات الأحرار ولا تعبر عن مطالبهم، فلقد سميت جمعة باسم الحماية الدولية وجمعة باسم الحظر الجوي وجمعة باسم أحرار الجيش، فتمت المطالبة بالحماية الدولية على استحياء من بعض الأعضاء، ولم يطالب أحد بالحظر الجوي إلا عماد الدين الرشيد، الذي قال في أحد لقاءاته أنه يريد قوات جوية وبرية، فسأله المذيع: هل تقصد السيناريو العراقي؟ فأجاب: نعم كي نتجنب السيناريو الليبي، وهذا غريب جدا، فأي سوري وطني لايمكن أن يقبل بقوات أجنبية على الأرض السورية، وإذا كان الرشيد يريد قوات أجنبية برية فلماذا حيا أحرار الجيش في وسط حديثه؟
كلام يناقض بعضه بعضا فكل مطالب الأحرار كانت حظر جوي ولم ترفع اية لافتة تطالب بقوات برية؛ ثم أكملت المهمة السيدة بسمة قضماني حيث صرحت لعدة وسائل إعلامية بأن (انشقاقات الجيش أمر مقلق) وبالطبع هو أمر مقلق لأنه يخالف رؤية المجلس السلمية بإسقاط النظام بأغصان الزيتون!

وتتابعت إطلالات أعضاء المجلس مثل وائل مرزا الذي يصر أيضا على نفس الرؤية السلمية والعقوبات الاقتصادية، ولاأحد يجادل في أنها لن تؤثر سوى على الشعب كما كان الحال في عهد صدام حيث دفع الشعب ثمن العزلة الاقتصادية بينما بقي هو يرتع في قصوره حتى آخر أيامه، إلى أحمد رمضان الذي يقال إنه المموّل للمجلس ولكن لا أحد يتكلم عن مصدر التمويل لأن عدد أعضائه الكبير يحتاج إلى ميزانية دول ولا يكفيه تمويل رجل أعمال.

ثم توجه وفد من المجلس إلى روسيا وهناك كانت طامة أخرى من طوام غليون عندما وجه إليه سؤال عن العمليات الإرهابية التي يقوم بها المنشقون من الجيش تجاه النظام فلم يعترض حتى على كلمة quot;إرهابيةquot; بل قال :quot;لن ننسق مع الجيش المنشق إذا لم ينضم إلى استراتيجية المجلسquot;.

بمعنى أنه يريد من الجيش المنشق أن يضع سلاحه جانبا ويشارك بحمل أغصان الزيتون مع المتظاهرين الذي ما زالوا على هذه الاستراتيجية لأنهم لم يجدوا سلاحا أو لا يعلموا كيف يستخدمونه، علما أنني بقيت أحض على السلمية حتى نهاية رمضان، لكني لم أكن يوما مع السلمية المطلقة، فالدفاع عن العرض والنفس والمال واجب يفرضه الضمير والخلق والشرع والعقل وهو لايضر بسلمية المتظاهرين العزل من أي سلاح، وأي عملية يقوم بها المنشقون ضد أزلام النظام هي عمليات جيش ضد جيش ولاتؤدي إلى حرب أهلية. لذلك ماينقص المجلس فعلا هو الاستراتيجية بأن هذا النظام لن يسقط إلا بالقوة: إما انقلاب عسكري وهو أصبح بحكم المستحيل تقريبا أو بتدخل أجنبي عسكري جوي يدعم الكتائب الحرة على الأرض.

ما هو المجلس الذي يمثلك؟

المجلس الذي يمثلني هو الذي يعبر عن مطالب أحرار سوريا واللافت للنظر أن هذا المجلس لايفهم ذلك، فعلى سبيل المثال لؤي صافي في جمعة المنطقة العازلة استضافته قناة الجزيرة فأخذ يلف ويدور حول سؤال المذيع عن المنطقة العازلة حتى انتهى إلى أن آخر الدواء الكي، وأنه يفضل الحل السياسي لاالعسكري. وكنت أتمنى فعلا أن أرى مجلسا وطنيا يضم أطياف المعارضة المختلفة وينسق مع الجيش الحر ويدعم الرؤية والاستراتيجية التي تضع النهاية للنظام، وهي استراتيجية القوة وليس غيرها، بمعنى أن تتم المطالبة بالتدخل الدولي لحماية المدنيين منذ بداية الثورة وليس بعد تسعة أشهر، فإذا لم يقبل النظام فهو الحل العسكري على غرار السيناريو اللبيبي بفرض حظر جوي ومنطقة عازلة يلجأ إليها المنشقون ويتم دعهمم بالسلاح والعتاد من أجل التحرير البري ويشترك الطيران الدولي - الناتو أو غيره - بضرب مواقع جيش الأسد ابتداء من الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد، وليس الإنتهاء بضرب الصواريخ التي وضعها النظام قريبة من المناطق الساحلية العلوية التي لاتستطيع المقاومة المسلحة السورية مهاجمتها ما لم يكن هناك دعم دولي لأن النظام سوف يتهمها بمهاجمة القرى العلوية ويجدها مبررا لإشعال حرب طائفية، وهذا الرأي الأخير هو للعقيد رياض الأسعد كما أوردته صحيفة لوموند، ولو اشترك الأسعد مع الدكتور رضوان زيادة بتشكيل مجلس لكان خيراً من مجلس السلمية الغليوني الإخونجي الحلبي، فالدكتور زيادة كان له حوار في جريدة ليبراسيون بتاريخ 15 أيلول طالب فيه بالتدخل الأجنبي والحظر الجوي وإنشاء منطقة عازلة على الحدود التركية وذكر أن على أوروبا وأميركا أن تضغط على تركيا في هذا الشأن لأنها لن تتحرك لوحدها بدون غطاء دولي وعربي.

وللأسف فإن المجلس وضع العربة أمام الحصان فلجأ إلى الجامعة العربية وكان من واجبه أن يقتدي بالمستشار مصطفى عبد الجليل الذي ولى ظهره للعرب ويمم وجهه للغرب مبتدئا بفرنسا التي كانت أول دولة تعترف بالمجلس الليبي الانتقالي ثم تتالت الاعترافات الغربية به في أوروبا وأميركا اللتان أعطتا إشارة البدء للجامعة العربية بعقد جلسة من أجل الوضع في ليبيا، تم إحالة الملف الليبي من خلالها بيوم واحد إلى مجلس الأمن، ولما اعترضت روسيا والصين تم اللجوء إلى الناتو الذي لديه قدرة على التدخل من أجل مهام إنسانية دون الرجوع إلى مجلس الأمن، وبدأ تحرير ليبيا على يد أبنائها برا مع دعم دولي جوي.

ما رايك باداء المعارضة السورية؟

المعارضة السورية الداخلية محكومة للنظام فلايعوّل عليها، ولذلك فإن هيئة التنسيق الوطني للتغيير أسقطها الأحرار لأنها لاتمانع الحوار مع النظام، وللأسف فإن بعض المعارضين التقليديين لديهم تاريخ من النضال لكنهم نسفوا تاريخهم وتحولوا إلى ديناصورات كرتونية إما بسبب الترغيب أو الترهيب.

والمعارضة الخارجية مشتتة في بقاع الأرض ولكل من هؤلاء تجاربه المختلفة عن الآخر بحكم تأثرهم بالثقافات التي عاشوا فيها، وقد عمل النظام خلال 40 سنة على دق أسافين عدم الثقة بين السوريين جميعا، على سبيل المثال سفاراته ليست سفارات حقيقية بل هي أوكار مخابرات، وهناك كثير من المعارضة الخارجية المرتهنة للنظام وتتعامل معه بالسر وتلعنه بالعلن، ناهيك عن المعارضة الهلامية والتي لم يكن لها وجود قبل الثورة فوجدت في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ سوريا فرصة من أجل الظهور الإعلامي أو من أجل المكسبال سياسي كالحصول على أصوات الجالية السورية في البلدان الأوروبية التي تقيم فيها، عدا عن الأشخاص المتسلقين على ظهر الثورة الذين يتراوح وصفهم من دعيّ إلى أفّاق فمن شخص يتظاهر أنه دعم الثورة بآلاف الدولارات إلى آخر يترأس تجمع وهمي إلى ثالث يتهم أزلام النظام بارتكاب جريمة ضده أو ضد أحد من أهله دون وجود أي دليل، بل ويبهّر القصة بكلام لا يقبله العقل عن تواطؤ جهات غربية مع النظام من ناحية أمنية، وهذا برأيي إما أنه أشد الأنواع سذاجة أو أخطرها على الإطلاق لأنه لا يتجرأ على تهمة كهذه إلا إذا كان قد أخذ الضوء الأخضر من جهة ما، وقد يكون ذراعا أمنيا للنظام يصطاد من خلاله الأحرار في الداخل والخارج. ومن هنا كانت مقالتي الأخيرة بعنوان: القضية العادلة والمحامي الفاشل.. الثورة والمعارضة أنموذجا؛ فللأسف لايوجد إلا قلة من الشرفاء هم الذين يعملون بصمت لدعم الثورة سياسيا وعسكريا.

ما رأيك بالخطوات التي جرت بين الجامعة العربية والنظام حتى الان؟

المبادرة العربية انكشفت وكان أحرى بها أن تسمى المؤامرة العربية، لأنها لم تفعل شيئا سوى إعطاء النظام المزيد من المهل والكثير من الفرص للقتل والاعتقال والتهجير والتعذيب والاغتصاب، والنظام يطلب تفسيرات ويضع شروطا ويلعب على الوقت حتى ينهك الثوار في الداخل ليتخلوا عن الثورة، والعقوبات الاقتصادية التي أصدرها البرلمان الأوروبي تتبع في تطبيقها مزاج الدول الأوربية ومصالح شركاتها، فشركتا توتال وشل لم توقفا التنقيب على البترول إلا مؤخرا رغم أن قرار الحظر الاقتصادي على البترول السوري صدر منذ 3 أو 4 شهور، وهناك أمثلة أخرى عن شركة جوال إريسكون السويدية التي لم توقف تعاملها مع النظام رغم أنه يستخدم خاصية التتبع الموجودة بالهاتف النقال للإيقاع بالنشطاء، بينما شركة سامسوك الفرنسية أوقفت صفقاتها التجارية لأسباب أخلاقية.
فما بالنا بالعقوبات العربية التي أصدرت أسماء أشخاص تابعين للنظام ممنوع عليهم دخول الدول العربية بأسماء غير موجودة في الواقع، أو يشغلون مناصب لا أصل لها في الحقيقة، على سبيل المثال رستم غزالي أصبح اسمه رستم غزالي أبو شحاطة!!! هل هذه جامعة تحترم نفسها؟ هذا ماوصل إلى كثير من وسائل الإعلام الالكترونية والورقية.

ما الحل برأيك؟

ضربت المثال بالسيناريو الليبي فرب قائل يقول إن ليبيا غير سوريا من ناحيتين: لايوجد بترول في سوريا ولايوجد اسرائيل قرب ليبيا، والجواب هو أن سوريا تنتج من البترول مايعادل نصف مليون برميل يوميا، وإلا فماذا تفعل شركة توتال وشل في سوريا؟ ناهيك عن إمكانية الاستثمارات في قطاعات أخرى، ويكفي أن نتذكر مليارات رامي مخلوف التي حصل عليها من استثماراته في سوريا. فما المانع أن نستحلب الريق الأوروبي الذي جف بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة وذلك من خلال وعود باستثمارات مقبلة في سوريا خصوصا وأن هذا يشغل أيضا اليد العاملة في سوريا بدل ضرب الشباب في أرض الله من أجل الرزق؟

وأما أمن اسرائيل فمن الواجب التذكير بتصريحات رامي مخلوف لصحيفة نيويورك تايمز من بداية الثورة بأن أمن اسرائيل من أمن النظام في سوريا، ولايمكن إلا أن نضع أمام أعيننا مطالب أهلنا بالتدخل الأجنبي ونضع أيضا أمام أعيننا أن هذا التدخل لن يتم إلا إذا طمأنا أوروبا وأميركا على ربيبتهما اسرائيل بأننا لن نشن حربا عليها إذا سقط نظام الأس،د بل على العكس نحن محتاجون لعلاقات حسن الجوار مع الدول القريبة بما فيها اسرائيل، ولايوجد شيء اسمه محو اسرائيل من الخارطة إلا عند حماس التي قمعت مظاهرة مؤيدة للثورة السورية في غزة ولم نسمع ولا تصريح واحد لقادة حماس يدعم أحرار سوريا، وكذلك لم نسمع إلا نصر الله يقول: أنا ماعندي شي اسمه اسرائيل عالخريطة، وحزبه الآن يشارك بقمع وقتل المتظاهرين في سوريا من بداية الثورة، لذلك فإذا كنا أذكياء فيجب أن نعمل حسب قانون الأولويات، فالأولوية هي تحرير سوريا من الاحتلال الأسدي الذي فعل بالسوريين خلال 6 أشهر من عمر الثورة ما لم تفعله اسرائيل مع الفلسطينيين على مدى 60 عاما.
الحل الآن بمجلس يتشكل سريعا ويختصر كل مراحل quot;المطمطةquot; التي سار عليها المجلس الغليوني الإخونجي الحلبي، بحيث يقتصر على بضعة أشخاص لهم احترامهم ومصداقيتهم عند الشعب وليسمى المجلس الحربي الوطني ليدل على رفضه لاستراتيجية المجلس الوطنجي السلمية، ويقنع قادة أوروبا وأميركا بأن يتدخلوا عسكريا دون انتظار الفيتو الروسي والصيني.

وعندما تدخلت أميركا بالعراق كان بقصد تحرير العراقيين من صدام وما أحوج السوريين إلى تحرير مماثل لكن ليس على الطريقة العراقية بل على الطريقة الليبية، فلنأخذ الأنسب لنا من كل مثال ولنعمل على مساعدة الكتائب الحرة بالمال والرجال، فحتى لو لم يتشكل مجلس حربي فإن إشعال الأرض تحت أقدام جنود الأسد سوف يجعله quot;يطرطشquot; شيئا من شراراتها على البلاد المجاورة وهذا كفيل بإتمام المهمة فالعالم الغربي الذي لم يتدخل خوفا على أمن اسرائيل سوف يصبح خوفه على اسرائيل هو الحافز الحقيقي للتدخل.