خلاف رئيس مجلس ادارة المؤسسة اللبنانية للارسال بيار الضاهر والامير السعودي الوليد بن طلال، يدفع ثمنه الموظفون، وحتى المحطة لأنها باتت تبث اليوم بطريقة منفصلة، من بيروت ومن مصر، فهل يُكتب للlbc، أن تروي قصتها كاملة، أم تنتهي القصة هنا؟.
بيروت: قبل أيام فوجئ موظفون في quot;الفضائية اللبنانيةquot; في أدما - كسروان بأنهم لم يعودوا يتحكمون بهواء المحطة ليكتشفوا أنها صارت تبث من مصر. وسرعان ما طارت البرامج المعتادة على quot;الفضائية اللبنانيةquot; واستبدلت بأخرى.
وجاءت هذه المفاجأة في ظل تصاعد الخلاف بين رئيس مجلس ادارة المؤسسة اللبنانية للارسال بيار الضاهر والامير السعودي الوليد بن طلال، واعتبر البعض أن أحد وجوهه منح مدير الاخبار والبرامج السياسية في quot;أل بي سيquot; الارضية جورج غانم إجازة قسرية، وهذا ما ينفيه الضاهر الذي أوعز الى العاملين للتعاون مع مدير التحرير جان فغالي في المسائل التي كان يتولاها غانم، وبدا أن الضاهر ذاهب الى خلاف مع مقدم برنامج quot;كلام الناسquot; مارسيل غانم، شقيق جورج، الذي أمهل الضاهر لاعادة الاعتبار الى أخيه وإلا فإنه سيستقيل ويتفرّغ للعمل مع الفضائية التي يملكها الوليد بن طلال.
في موازاة ذلك، بدا مصير موظفي شركة quot;باكquot;، وعددهم نحو 400 موظف،مهدداً خصوصًا أن هذه الشركة يملك الوليد 89 في المئة منها، وتنتج أغلب برامج المحطة الأرضية. ولم يوفّر الضاهر نشرة الأخبار في نزاعه مع الوليد بن طلال، إذ طلب عدم بثّ أي خبر عن نشاطات الوزيرة السابقة ليلى الصلح، رئيسة مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانيّة.
يقول مصدر مطلع داخل المؤسسة اللبنانية للارسال لـquot;إيلافquot; إن الخلاف الاساسي بين الوليد بن طلال وبيار الضاهر يعود الى كون من يشتري مؤسسة يريد أن ينفذ سياسته وليس سياسة غيره، والوليد بن طلال اشترى الباك بما تحويه، ويريد تسييرها بما يناسبه، ولا خلاف سياسي حول الموضوع بل مسألة برمجة، فالوليد بن طلال لديه رؤيا مختلفة عن بيار الضاهر، الاثنان ينظران باتجاهين مختلفين لجهة البرامج.
أما مصير الموظفين الذين لم تدفع معاشاتهم حتى اليوم، يقول المصدر إنهم بانتظار أن يبت الموضوع، ومنذ فترة قريبة كان هناك موقف من جماعة الوليد بن طلال أنه بحسب القانون سوف يدفعون التعويضات، ولكن يبدو أن حجم التعويضات هي المشكلة، وبالنهاية ما تقرره وزارة العمل سوف يتم العمل به.
ويضيف:quot; هناك ما يقارب الـ 400 موظف سوف يتم صرفهم، وبعد ذلك سوف يقوم بيار الضاهر باستيعاب نحو 250 من هؤلاء الموظفين المصروفين في الـ lbci، ومن يريدهم بيار الضاهر ويراهم مناسبين للعمل، يتفق معهم بعقود، واليوم تشهد المؤسسة اللبنانية للارسال انفصالاً بين قناتيها، واحدة أي الفضائية تبث اليوم من مصر وهي تابعة للوليد بن طلال، والارضية من لبنان تابعة لبيار الضاهر، أما نوعية البرامج مع فصل المحطة الى اثنتين، فيقول المصدر، عندما ينتقل الموظفون من شركة باك الى lbci، سوف يلتزمون بسياسة الضاهر مع العقود، وحتى الآن لا عقود ولا تعويضات، بانتظار حل المشكلة برعاية وزارة العمل.
ويتابع المصدر:quot; أن هناك اسماء معروفة سيتم صرفها في كل المؤسسة، 397 موظفاً، من الحاجب الى المذيعين، الجميع طاله الصرف، ولا استثناءات، ومع من سيتم تجديد العقود مع الضاهر، فهو يقررها ولا يفصح عنها حتى الآن.
ولا يرى المصدر ما أشيع بأن الخلاف بين الضاهر والوليد بن طلال هو بسبب صرف الاعلامي جورج غانم، لأن هذا الاخير توجه ليكون مستشارًا لرئيس الجمهورية، ولم يشتغل مع الوليد بن طلال.
ويتوقع المصدر أن يكون مصير الـ lbc، أن تصبح الفضائية تشتغل مثل قناة روتانا والارضية يتم اعادة هيكليتها مع موظفين يختارهم الضاهر، وبرأيه سيقلع الضاهر مجددًا بمؤسسته، لانها تملك عقودًا اعلانية كبيرة موجودة في المحطة الارضية، والخلاف سيؤثر عليها حتمًا لكن الضاهر لديه الخبرة الكافية لكي يقلع بالشكل الصحيح، خصوصًا أنه اقلع بها من الصفر في بداياتها.
القصة وبداياتها
علمًا أن القصة بدأت في 7 أيار/مايو 1997، يومها أسّس المساهمون اللبنانيون في ال بي سي أي ، إلى جانب رجل الأعمال السعودي صالح كامل شركة ــ ليبانيز ميديا هولدينغ ــ التي تملك quot;باك ليميتد quot;، وال بي سي الفضائية، وال بي سي أميركا وال بي سي أوروبا، وبقيت الـ ال بي سي أي ،شركة مستقلة، بمساهميها اللبنانيين فقط.
والجدير ذكره أن 51% من أسهم باك والفضائية اللبنانية كان يملكها لبنانيون، وكان الشيخ بيار الضاهر المساهم الأكبر في هذه النسبة.
في العام 2003 وبنتيجة إتفاق تسوية بين صالح كامل والوليد بن طلال، حلّ هذا الأخير محلّ صالح كامل في شركة ال أم ايتش، التي تملك الـ أل بي سي سات وباك، بنسبة 49 في المئة وهي حصة صالح كامل، فحافظت الـ ال بي سي أي على العدد الكافي والضروري من الموظفين لتشغيلها، والتحق الموظفون الآخرون بشركة باك للإنتاج.
وفي نهاية العام 2008 تقرّرت زيادة رأس المال بنسبة كبيرة، وبالتالي أصبح الوليد بن طلال يملك الأكثرية المطلقة في باك والفضائية اللبنانية، على أن تستثمر هذه الزيادة لتحسين شبكة البرامج وتطوير الإنتاج تحت إشراف الشيخ بيار الضاهر.
العام 2010، دخل روبرت مردوخ شريكًا في هذه المجموعة وتمّ دمج باك والفضائية اللبنانية بروتانا، وكان بديهيًا أن يؤدي تعاون الأمير السعودي وصاحب أكبر إمبراطورية إعلامية في العالم، روبرت مردوخ إلى تطوير المجموعة وتحسينها، لكن ذلك لم يحصل.
...اليوم هناك الكثيرون الذين يراهنون على بداية نهاية هذه المحطة، فهل تنتهي القصة هنا، أم تعود الـ lbc، كما اعتدنا عليها quot;القصة كلهاquot;.
التعليقات