لا خيار امام اللبناني الذي يواجه غلاء المحروقات سوى أن يستخرج نفطه الموعود، أو ربما اقتناء حمار عوضًا عن السيارة، فاللبنانيون الذين يعيشون هاجس وصول صفيحة البنزين الى حدود الاربعين ألف ليرة لبنانية يواجهون الامر بحرقة ولا يسعهم سوى التندر ببعض النكات.


بيروت: تلتفت رضا عرموني بكثير من الغضب وتقول:quot; من كثرة الالم quot;تبنَّجquot; اللبناني، ولكثرة ما مر عليه من حروب ومآس، لم تعد لديه القدرة على التحرك، لأن الامر بات مقرفًا للغاية، فعلى أساس هذه الحكومة أتت للتحسين وللتغيير والاصلاح، نحن اليوم من سيء إلى اسوأ، فغلاء البنزين الذي يشكل عصب الحياة، يهدد الجميع بالافلاس، ولا زودة معاشات اليوم تستطيع أن تلحق بركب زيادة البنزين، حتى لو اصبح معاش الموظف اليوم يلامس الـ 10 ملايين ليرة لبنانية، الامر لا يستطيع أن يلحق بالغلاء المستشري، فالامر كارثي.

يوافقها حبيب خالد الرأي ويؤكد أنه بات اليوم يقلل من تنقلاته بسبب غلاء البنزين، ويضيف ضاحكًا:quot; أفكر جديًا باقتناء quot;حمارquot; بدل السيارة، فالامر مكلف اقل بكثيرquot;.

ويعتبر أن الدولة عليها أن تتحرك، فلو كانت المعاشات تتسم بالبحبوحة، لكنا سكتنا، ولكن المواطن بالكاد يأكل ربطة رغيف الخبز اليوم، وهذه الاخيرة بدأت تتقزم يومًا بعد يوم، ما الحل؟ هل نأكل الحجارة؟، هم يعبئون جيوبهم ويمتلكون طائرات خاصة، ويعيشون ترفًا ونعيمًا، والامر في النهاية سيؤدي الى ثورة شعبية.

رياض فاضل يرى أن الزيادة في الراتب لم تصل الى جيوبنا، وquot;شفطهاquot; غلاء المعيشة والمحروقات، بالوعد يا كمون، لم نشهد أي زيادة بل كلاماً على الاعلام والاذاعات والتلفزيون، انا موظف وبالشهر انتظر الزيادة لتأمين قوت اطفالي، الامر مسخرة بحد ذاته، والجميع ساكت، للاسف.

اهل الاختصاص

يرى الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة أن طريقة حسب صفيحة البنزين للمستهلك يتم فيها تطبيق المعادلة الخارجية، والطريقة الاخرى تكمن في الغاء الضرائب، وانزال السعر، والمشكلة حينها تبرز في المالية العامة، اليوم لبنان لا ينتج بترولاً بل يستورده، ويجب دفع الثمن بالسعر العالمي، واليوم السعر العالمي ارتفع، مع زيادة التأمين والشحن والضرائب، لذلك يصل بهذا السعر إلى المستهلك.

وبعد بضعة اسابيع نتوقع أن تنخفض الاسعار، فمشكلة غلاء اسعار المحروقات في كل البلدان، لأن كل الدول لامستها مشكلة الغلاء، وهناك حلان برأيه، اما نبقي الاسعار كما هي، ام نزيل الضرائب، ومالية الدولة بالاساس quot;تعبانةquot; والخيار الثاني موجع وصعب.

اما كيف يؤثر هذا الغلاء على اللبنانيين، فيجيب حبيقة:quot; في كل شيء، كلفة المحروقات لا تؤثر فقط على النقل بل السلع والانتاج، لان هذه الاخيرة عندما تصل الى السوبرماركت بحاجة إلى نقل، وهو مرتبط بسعر النفط، والشركات كلها تنتج وتحتاج الى نفط، مما يزيد التضخم، وتعلو كلفة الاستهلاكquot;.

ويرى حبيقة أن هناك حلاً ثالثًا يكمن في أن ينتج لبنان نفطه الخاص، مع الحديث اليوم عن وجود نفط في بحره، ويجب استخراجه، ولكن هناك مشاكل مع اسرائيل وقبرص، والمشكلة أن موضوع نفط لبنان لا يزال غير ملموس فعليًا، لم نعرف أو نؤكد حتى الآن وجود نفط حقيقي في لبنان، ولا تقدير للكميات الموجودة، أو كلفة استخراجه.

وممكن للشركات التي تستورد النفط أن تأتي بسعر اقل من الرسمي للبرميل، واليوم سعر برميل النفط 120 دولاراً، هناك دول لديها فائض نفط وتريد بيعه لتحقيق المزيد من الايرادات لها، فتبيع برميل النفط بـ 110 دولارات مثلاً.

ويعتبر حبيقة أن الحل الاساسي في لبنانهو توسيع المنافسة في كل القطاعات، يجب تنفيذ ذلك لتخفيض الاسعار في السوق.