لم يعد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط مرتاحًا ضمن فريق الأكثرية، ولم يعد يصوّب استدارته نحوسوريا فقط، بل داخليًا عندما تحدث عن معادلة الشعب والجيش والمقاومة التي لطالما دافع عنها فإذا بها تتحوّل إلى شراكة غامضة ومبتكَرة.


بيروت: يقول النائب تمام سلام لـquot;إيلافquot; إن انعطافة جنبلاط تأتي في اطار الوضع المستجد من جرّاء الاحداث في سوريا، وتأثيرها علينا في لبنان، ولا بد أن النائب وليد جنبلاط يدرك بأن هناك مخاطر في هذه المرحلة، يجب التنبه لها، وبالتالي اتخاذ مواقف توضح لكل الافرقاء بأن الحرص على لبنان وعدم التمادي في التصرف من هنا أو هناك هو المطلوب، في ما يتعلق بالفريق الذي يعتبر نفسهاليومالمسؤول عن الحكم، وهو بالتالي يقرر الأمور، بمواجهة فريق آخر يعتبر أن التفرّد بالحكم وخصوصًا من قبل 8 آذار/مارس غير مقبول، خصوصًا اذا ما ارتبط بمواضيع حسّاسة كالسلاح، الذي يبقى التداول به، وايجاد النقطة التي تجمع وتوحد، امراً ضرورياً، ونأمل أن يكون لمواقف جنبلاط تأثير على مجرى الامور بالاتجاه الصحيح.

ولدى سؤاله بأن جنبلاط لم يكتفِ بانعطافة خارجية على سوريا بل انعطف داخليًا على حزب الله، هذا الاصطفاف الى أي مدى يؤثر على السياسة الداخلية والامن في لبنان؟ يجيب سلام :quot; لا شك أن الامر يؤثر على مجرى الاوضاع العامة، ومنها الامن، وعلينا جميعًا أن نواجهه بالكثير من الوضوح، في ضوء ما يظهر من تداخل أمني في الوضع مع سوريا، والدور الذي يقوم به بعض الافرقاء ويجاريه أفرقاء آخرون، لا بد من أن تتم مقاربة هذا الامر بشكل واضح، وهذا برأيي ما فعله وليد جنبلاط، لأن الوضع الذي سينتج عما سيحدث في سوريا سيزداد دقة وحراجة مع ازدياد الوضع دقة وحراجة في سوريا.

المعروف عن جنبلاط أنه يقرأ التطورات الخارجية وعلى أساسها يأخذ مواقفه، هل انعطافته اليوم تشير الى قرب سقوط النظام في سوريا؟ يجيب سلامquot; أن الحالة القائمة اليوم في سوريا، لا يختلف اثنان أنها اصبحت في مرحلة متقدمة جدًا على مستوى ما يطالب به الشعب السوري من الحرية والكرامة، واذا كان للنظام السوري الموقع في المقابل الذي لم يأخذ في الاعتبار هذا المستجد عند الشعب السوري، بالتالي يكابر ويعاند في مواجهة ذلك، فمن الواضح أن نتائج هذا الموقف والأداء ستكون وخيمة على النظام وسوريا وعلينا جميعًا.

اليوم الحديث أن جنبلاط لم يعد مرتاحًا لأمور كثيرة منها الملف السوري مرورًا بقانون الانتخاب وصولاً الى موضوع توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة، يشير سلام الى أن حتى حلفاء سوريا كما نراقب جميعًا غير مرتاحين للتطورات التي تجري في سوريا، وعندما اقول حلفاء سوريا يعني حلفاء النظام في سوريا، وهم مربكون امام المستجدات التي تفرض ذاتها، ومن هنا برأيي أن جنبلاط يفسح في المجال امامهم، وامام غيرهم للتبصّر في الامور واعادة النظر في المستجدات وبناء المواقف على ذلك.

هل انعطافة جنبلاط ستؤثر على الحكومة بمعنى أنها ممكن أن تستقيل مع عدم تجانس افرادها؟ يجيب سلامquot; أن موقع جنبلاط في الحكومة هو مؤثر على وجودها منذ البداية، وبالتالي في لحظة ما ربما وجد أنه من المناسب أن يجاري هذه الحكومة وتأليفها، تفاديًا لمطبات ومخاطر معينة، واليوم لا بد أنه لمس أن استمرار هذه الحكومة بالشكل السيىء الذي تؤدي فيه مهامها، فيه ضرر اكثر مما فيه فائدة، ويزيد من تلك المخاطر،ومن ضمن موقفه اليومهناك تحذير واضح للحكومة وللذين شكّلوها بأنه قد لا يرغب أن يكون مستمرًا في الغطاء على تلك الحكومة.