الوضع السياسي في اقليم كردستان العراق يدعو الى القلق، اذ ان هناك الكثير من الدلائل التي تشير الى بروز تصدع في الائتلاف الحالي بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. الاقليم يسير نحو فراغ سياسي ستكون له تداعيات خطيرة ليس فقط على مستقبله وامنه، بل وعلى مستقبل وأمن الكرد في الاجزاء الاخرى من كردستان.

اسباب التصدع كثيرة ولكن الاهم هو قلق الحزبين من خسارة كبيرة لكل منهما في اية انتخابات قادمة سواء الانتخابات البلدية او البرلمانية، والسعي الحثيث والمبكر للبحث عن حلفاء وشركاء جدد لتشكيل تكتلات حزبية جديدة لخوض الانتخابات وبالتالي تلافي الهزيمة المتوقعة. هذا امر طبيعي في الانظمة الديمقراطية التي يتم فيها تداول طبيعي على السلطة عن طريق صناديق الاقتراع لتبديل الاتفاقات والتكتلات.

الخسارة المتوقعة للحزبين المذكورين امر اكثر من طبيعي ايضا بسبب المدة الطويلة التي حكما فيها الاقليم، والشعوب ترى دائما الاخفاقات اكثر من النجاحات وتسعى الى التغيير، وهذا يحصل في كل الديمقراطيات.
الا ان الامر الذي لا يبدو طبيعيا او اعتياديا هو التصدع والاختلاف في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط وكردستان على الاخص.

المنطقة على ابواب حرب اهلية مذهبية تشمل سوريا وايران ولبنان والعراق والخليج وتدخل تركي وسعودي. الوضع في سوريا قد يصل الى تشكيل دولة علوية، وتوقعات في تبدل وتغييرالحدود التي رسمتها وفرضتها اتفاقيات سايكس بيكو السيئة الصيت. هذه الاتفاقية تُعتبرْ تدنيسا لحق شعوب المنطقة في ادارة نفسها. المؤسف ان الكثيرين لايزالون يقدسون تلك االحدود التي رسمتها تلك الاتفاقية وباستمرارللحفاظ عليها.

بالنسبة للكرد ليست لدينا اية مشاكل مع الاديان والمذاهب على الاطلاق لأننا تعرضنا ولانزال للانكار والاستعمار من قبل السنة (تركيا) والشيعة (ايران) معا وفي آن واحد.

امام هذه المستجدات الاستثنائية الخطيرة لابد من ترك الخلافات والصراع على السلطة جانبا وبذل كل ما يمكن من طاقة لتحقيق اللحمة الوطنية في اقليم كردستان قبل فوات الاوان. الانباء الواردة من الاقليم لا تبعث على الارتياح، بل العكس انها تؤكد ان الاجواء مشحونة بالتوتر وبشكل خاص بين الحزبين المذكورين.

السيد رئيس الاقليم مسعود البرزاني نبه من جانبه افراد حزبه الى عدم الانزلاق في حرب كلامية مع حزب الاتحاد الكردستاني. الحرب الكلامية هي دائما مقدمة لحروب خطيرة بمجرد وقوع حادثة تكون الشرارة التي قد تشعل الحريق. في هذه الحالة يقع على عاتق الجميع من احزاب ورجال دين ومنظمات مجتمع مدني والكتاب والفنانين والادباء واساتذة الجامعات والصحفيين والنقابات المهنية.....الخ الوقوف في وجه كل من تسول له نفسه تأجيج الخلافات وبث التشرذم. على الجميع العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل الفرقاء السياسيين لمواجهة الاوضاع الاستثنائية.

اما رأيي الشخصي فهو يميل الى تشكيل مجلس أمن الاقليم من جميع القوى على غرار (مجلس الامن القومي) في الدول الاخرى، وحكومة من التكنوقراط تتابع عملية البناء والعمران.

نحن في المؤتمر الوطني الكردستاني (ك ن ك) نضع كل امكاناتنا في خدمة اية جهود حثيثة من اجل التوصل الى الوفاق وازالة الخلافات بين السياسيين في الاقليم.

نائب رئيس المؤتمر الوطني الكردستاني
[email protected]