الامم المتحدة: عرض السكرتير العام للامم المتحدة كوفي أنان امام جلسة خاصة لمجلس الامن على المستوى الوزاري أمس رؤيته للوضع في الشرق الاوسط قائلا ان الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية هو سبب المشاكل التي تعانيها المنطقة طوال نصف قرن. وقال أنان quot;أنا أيضا سوف أترك منصبي دون انهاء المحنة المستديمةquot; مشيرا الى ان quot; الشرق الاوسط اليوم يواجه آفاقا مظلمة .. فالمنطقة في أزمة عميقة والوضع أكثر تعقيدا وأكثر هشاشة وأكثر خطورة منه خلال فترة طويلةquot; .

وارجع الازمة القائمة في الشرق الاوسط الى احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية طوال نصف قرن وفشل المجتمع الدولي في وضع نهاية لهذا الاحتلال ومن ثم وضع نهاية لمعاناة الفلسطينيين .

والبيان الذي ألقاه أنان امام الجلسة الوزارية التي طلبتها دولة قطر وترأسها النائب الاول لرئيس وزرائها ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني هو الاخير له قبيل ترك منصبه . واعرب في بيانه عن الامل بان تؤدي رؤيته هذه الى quot;مساعدة المجلس في الخروج من المستنقع والعودة الى عملية سلام قابلة للاستمرار تستجيب لتطلع المنطقة الى السلامquot; .

واعتبر ان انعدام الثقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين بلغ حدا بعيدا لم يبلغه من قبل في الوقت الذي بات فيه قطاع غزة موقد نار من الفقر والاحباط المتعمقين رغم انسحاب القوات الاسرائيلية والمستوطنات في العام الماضي كما أن الوضع في الضفة الغربية بائس. كما اعرب أنان عن الاسف لفشل مساعي الأمم المتحدة والأطراف المعنية الأخرى خارج اطار المنظمة الدولية في التوصل الى تسوية سلمية تنفيذا لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة.

واشار في هذا السياق الى وجود quot; انقسامات شلت الامم المتحدة وتؤدي حاليا الى اعاقة اللجنة الرباعية الدولية عن أداء الدور المفيد الذي كان في وسعها أن تفعله اذا كانت تتصرف بعزم وتصميمquot; وقال quot; لذلك نجد أنفسنا في مفترق طرق مع احباط متزايد تجاه فاعلية اللجنة الرباعية المحدودة للاسف بالاضافة الى عدم وجود أية آلية بديلة كما هو واضح في الوقت الحاضر quot;.

غير انه حث على التمسك باللجنة الرباعية على اعتبار انها quot;تجمع بين الشرعية والقوة السياسية والنفوذ الاقتصادي quot; وشدد كذلك على اهمية خارطة الطريق كنقطة مرجعية لتفعيل اي محاولة سياسية على المسار الاسرائيلي - الفلسطيني . وحث اللجنة الرباعية على استكشاف وسيلة لاسباغ طابع مؤسسي على مشاوراتها مع الاطراف الاقليمية ذات الصلة والبناء على مبادرة السلام العربية والروح البناءة التي عقد بها اجتماع مجلس الأمن على المستوى الوزاري في سبتمبر الماضي.

ووضع أنان اقتراحات امام اللجنة بينها quot; كبح تفكك المجتمع الفلسطيني وذلك عن طريق دعم المؤسسات الفلسطينية وتشجيع الجهود الرامية الى تحقيق الوحدة بين الفصائل الفلسطينية بشأن المبادىء الأساسية لعملية السلام ومنع اسرائيل من ممارسة أية سياسة تدمر المؤسسات أو تحرم الفلسطينيين من قادة انتخبوا بطريقة ديمقراطية وهم من ثم شرعيون quot;. وقد حظي البيان باستحسان المندوبين الفلسطيني والاسرائيلي وكذلك عدد من المتحدثين خلال الجلسة .

وكان السكرتير العام للامم المتحدة قد اكد في تقرير نشر في وقت سابق وستتم مناقشته خلال الجلسة المنعقدة حاليا ان السلام في الشرق الاوسط لا يمكن ان يعم من دون quot;التزام قوي متعدد الاطرافquot;. واضاف ان quot;النزاعات المختلفة التي لم تحل والتي تزداد ترابطا في المنطقة تتغذى من شعور متزايد بالعدائية بين شعوب من معتقدات مختلفةquot;.

وقال أنان في تقريره ان quot;السعي الى الاستقرار في العراق ولبنان وفي اماكن اخرى يكون ببذل جهد من خلال التشاور لاستجابة الطلب المشروع للاسرائيليين والفلطسينيين والسوريين واللبنانيين في رؤية دولتين مستقلتين تعيشان بامان وانهاء احتلال الاراضي العربية المحتلة في الاراضي الفلسطينية والجولان وتحقيق سلام عادل ودائم كما ورد في القرار 1701 وايضا في قرارات اخرىquot;.

ووجه أنان انتقاده لاسرائيل لانها quot;غالبا ما تلجأ الى الاستعمال المفرط للقوةquot; في عملياتها العسكرية في الضفة الغربية وغزة ولانها quot;لم تضع حدا للمستوطنات الامر الذي تصر عليه خارطة الطريقquot;. كما انتقد حكومة حماس لانها quot;لم تسمع بعد نداء الاسرة الدولية وتراجع موقفها وتقبل بالمبدأ الاساسي لعملية السلامquot; وهو الاعتراف باسرائيل.

واوصى بتشجيع حوار غير مشروط وغير محدد زمنيا بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وبوضع اطار سياسي للمفاوضات مع ثوابت واضحة لتسوية مسألة الوضع النهائي مشيرا الى وضع القدس وقضية اللاجئين الفلسطينيين.

قطر تأسف لعدم ارتقاء مجلس الامن لمسؤولياته ازاء قضية الشرق الاوسط

بدورها، اعربت قطر رئيس مجلس الامن الدولي للشهر الجاري عن اسفها اليوم لفشل المجلس في الارتقاء لمسؤولياته حيال قضية الشرق الاوسط في نفس الوقت الذي يتعامل فيه مع قضايا اقل اهمية منها بعزيمة اكبر واكدت ان النزاع الاوسطي يهدد المنطقة برمتها. جاء ذلك على لسان النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في كلمته امام المجلس خلال جلسة وزارية انعقدت بدعوة من قطر بوصفها الرئيس الحالي.

وقال الشيخ حمد ان اسرائيل لم تتوقف يوما عن الشكوى من احتياجها لشريك فلسطيني لعملية السلام مشيرا الى انها دأبت على خلق اعذار ووضع شروطها الخاصة لسمات ذلك الشريك. واضاف قائلا انه يتعين على الشركاء الدوليين لعملية السلام الارتقاء لمسؤولياتهم تجاه العملية باكملها من اجل تحقيق السلام.

واكد ان عزم بلاده على تحقيق تقدم في العملية السلمية لم يلن quot;وعلينا عدم ادخار اي جهود ممكنة وان نواصل السعي حتى يصبح هذا النزاع فصلا من الماضيquot;. واشار الى انه في الوقت الذي يعرف فيه الجميع اسباب الاخفاق جيدا يظل التوصل الى حل عادل وعملي امرا مستعصيا على الرغم من ان كل ما يحتاجه التوصل الى هذا الحل هو نية حسنة والتزام بمبادئ الشرعية الدولية quot;ولدينا حلول وخطط ومشاريع اكثر من قدرتنا على استخدامها وما نفتقده هو العزيمة السياسية لتحقيق اهداف مشتركة تخدم مصالح كافة الشركاء للعيش في سلامquot;.

واشاد العديد من المتحدثين الذي تعاقبوا على المنصة بعد ذلك بكلمة الشيخ حمد وبالشعار الذي وضعته قطر لجلسة اليوم تحت عنوان (سلام ملائم للشرق الاوسط) وطرحوا آرائهم حول سبل حل النزاع في اطار خطة خريطة الطريق للجنة الرباعية الدولية. وقرأ الشيخ حمد في ختام الجلسة بوصفه رئيس مجلس الامن بيانا نيابة عن البلدان الاعضاء قال فيه ان المجلس quot;يعرب عن عميق قلقه حيال الموقف في الشرق الاوسط وعواقبه الوخيمة على السلم والامن ويشدد على الحاجة لتكثيف الجهود للتوصل الى سلام شامل وعادل في المنطقةquot;.

وباستخدام نفس العبارات التي سبق للمجلس استخدامها مضى البيان قائلا ان المجلس quot;يدعو كافة الاطراف لاحترام التزاماتها بموجب مختلف الاتفاقيات الموقعة بما في ذلك انهاء العنف وكافة اشكال الارهابquot;. كما رحب المجلس في البيان بالخطوات التي اتخذها الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني للمحافظة على وقف اطلاق النار وذكرهما بان جهود المجتمع الدولي quot;لا يمكن ان تكون بديلا عن اجراءات حقيقية يقوم بها الطرفان لتحقيق السلام بينهماquot;.