الياس توما من براغ: أعلن نائب وزير الدفاع التشيكي مارتين بارتاك بأن أجهزة المخابرات التشيكية أحبطت محاولات لوقوع الأراضي المجاورة لمنطقة بردي العسكرية التشيكية التي يريد الأميركيون وضع الرادار فيها بأيدي جهات غير مسموح لها ذلك في إشارة إلى جهات وأشخاص يتبعون للمخابرات الروسية أبدوا اهتمامهم بشراء هذه الأراضي.

وقد أكد بعض رؤساء بلديات هذه المناطق رصدهم لإهتمامات روسية بشراء هذه الأراضي فيما نفى رؤساء بلديات آخرين قريبين من المنطقة علمهم بهذه المعلومات أو تسجيلهم أي محاولات لروسية لذلك. وقد جاء إعلان نائب وزير الدفاع التشيكي هذا في الوقت الذي أشار فيه التقرير السنوي لجهاز المخابرات الروسي الذي نشر على الإنترنت اليوم بأن عملاء لأجهزة مخابرات أجنبية يتحركون في تشيكيا منذ فترة ويبدون إهتماما بالحصول على معلومات حول القاعدة الرادارية الأميركية في بردي.

وكان جهاز المعلومات الأمني التشيكي أو جهاز مكافحة التجسس قد أكد في تقريره السنوي قبل عدة أيام أن أجهزة المخابرات الروسية تنشط في تشيكيا وتجمع معلومات حول الرادار وتحاول التأثير على الرأي العام التشيكي كي يرفض وضع القاعدة الأميركية غير أن تقرير جهاز المخابرات العسكري لا يتحدث تحديدا عن المخابرات الروسية وإنما عن مخابرات أجنبية تنشط في تشيكيا في هذا المجال .ويرى بعض المحللين أن النص المعلن لجهاز المخابرات العسكرية لا يتحدث تحديدا عن المخابرات الروسية غير أن النص الكامل الذي قدمه الجهاز للجهات التشريعية والحكومية المعنية يتحدث عن ذلك .

ويشير تقرير المخابرات العسكرية التشيكية إلى أن المخابرات الإيرانية تبدي نشاطا واهتماما بالقوات التشيكية المتواجدة في أفغانستان وفي العراق لان عناصر المخابرات الإيرانية وفق التقرير ينشطون ضد قوات التحالف في البلدين . ويشير التقرير إلى أن المخابرات الأجنبية تحاول الحصول على معلومات عن القاعدة الاميركية من السياسيين ومن الموظفين الحكوميين والعسكريين الذين لديهم معلومات بهذا الخصوص ومعلومات حول الدفاع عن البلاد وحلف الناتو .

ويؤكد التقرير أن عناصر مخابرات دول بعيدة جغرافيا عن تشيكيا ينشطون في تشيكيا أما اهتماماتهم فهي الحصول على معلومات عن التكنولوجيا العسكرية المتطورة التي تستخدم في تشيكيا. وينبه التقرير أيضا إلى أن عناصر من المجموعات والحركات اليمينية المتطرفة يحاولون الدخول إلى الجيش التشيكي على عكس مجموعات اليسار المتطرف التي لها مواقف سلبية من القضايا المتعلقة بالدفاع ولذلك لم يسجل جهاز المخابرات العسكري التشيكي أي محاولات لهذا النوع من التطرف للتحرك أو التواجد داخل الجيش.

ويشدد التقرير على أن جهاز المخابرات العسكري التشيكي ليس لديه أية معلومات تشير إلى إمكانية تعرض تشيكيا لعمل إرهابي أو لعمل متطرف غير انه نبه في الوقت نفسه إلى أن احتمالات تعرض البلاد مستقبلا لهذا الأمر لم تتراجع. ويؤكد التقرير أيضا أن تشيكيا أصبحت بالنظر لموقعها الجغرافي وعضويتها في الإتحاد الأوربي وانضمامها إلى منطقة شينغن موضع اهتمام من قبل مجموعات أو عناصر مرتبطة بالإرهاب.

ويرى الرئيس السابق لجهاز المخابرات العسكري التشيكي اندور شاندور في حديث لصحيفة برافو بأنه سيكون أمر عجيبا لو أن عناصر الأمن الإيرانيين والسوريين والكوريين الشمالين لم يبدوا اهتماما بالرادار الاميركي إضافة بالطبع للروس غير انه اعترف بان إمكانيات الايرانيين ليست متساوية مع إمكانيات الروس وان الروس لديهم ظروف تاريخية أفضل للبحث في تشيكيا عن حلفاء ومعلومات...

وقد علق رئيس أقوى أحزاب المعارضة الحزب الاجتماعي الديمقراطي ييرجي باروبيك على هذه المعلومات بالقول بأنه لا يعجبه توقيت نشرها حول نشاطات استخباراتية روسية قبل الانتخابات المحلية والانتخابات الجزئية لمجلس الشيوخ التي ستجري في 17 من الشهر القادم. ورأى أن على الحكومة بدلا من الترويج لهذه المعلومات القيام بخطوات عملية مضادة متسائلا مثلا عن اسم الدبلوماسي الأجنبي الذي طرد من البلاد أو تعتزم الحكومة طرده لقيامه بنشاطات لا تتوافق مع وضعه الدبلوماسي.

ورأى أن تقرير جهاز المخابرات المدني مثيرا للاهتمام في مجال آخر غير موضوع الرادار وهو حديثه عن استمرار المخاطر من منح تسهيلات وأفضليات لبعض المشاريع الممولة من الصناديق البنيوية للاتحاد الأوربي عبر أشخاص مسؤولين عن تقييم هذه المشاريع مما يعني إمكانية حدوث تلاعبات في المشاريع الممولة من قبل الاتحاد الأوربي .