سيحاول رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر إغتنام فرصة إجراء قرعة تصفيات نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل للإنتقال من الفضائح التي هزت الفيفا هذا الصيف بعد إيقاف القطري بن همام مدى الحياة لإدانته بدفع رشى وإستقالة الترينيدادي جاك وارنر من مناصبه الرياضيّة كافة.


بلاتر بات مطالباً بالبحث عن حلفاء جدد بدلاً من بن همام وجاك وارنر

ستصل قافلة الفيفا إلى ريو دي جانيرو هذا الأسبوع لحضور عملية إجراء قرعة تصفيات نهائيات كأس العالم 2014 مع تطلع عالم كرة القدم إلى اللحظة البرازيلية الكبرى.

ومما لا شك فيه أن سيب بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، سيحاول اغتنام هذه الفرصة للانتقال من الفضائح التي هزت الفيفا هذا الصيف، ولكن الأمر سيستغرق أكثر من أسبوع على كوباكابانا لإستعادة الفيفا سمعته أو قيادته المتورطة والمحاصرة.

وسمحت قرارات الايقاف مدى الحياة التي صدرت بحق محمد بن همام للفيفا أن يدعي أنه قد تصرف بشكل حاسم عندما تكون هناك أدلة أو فساد، ناهيك عن أن القضية ضد رئيس الاتحاد الآسيوي السابق كانت عرضية، أو تهرب جاك وارنر من العقوبة بعدما قام بعمل بسيط، وهو تسليم سترة الفيفا التي كان يرتديها لمدة 30 عاماً، وناهيك بأن مقاضاة بن همام كانت إلى حد كبير وسيلة سياسية لبلاتر، وذلك بإزالة منافسه على الرئاسة عشية الانتخابات.

ايقاف بن همام ومغادرة وارنر للمسرح، يعتبران لحظة مهمة بالنسبة إلى الفيفا برئاسة بلاتر، خصوصاً أن كلا الشخصين كانا الحليفين الرئيسين له، أحدهما قام بتمويل حملته الإعلامية والآخر قدم الأصوات الحاسمة من منطقة البحر الكاريبي.

وسيحتاج السويسري الآن تحالفات جديدة، ولكنه سيدعي، عندما يتم القيام بتحديه مع وجود أدلة، أنه قام بتنظيف quot;البيت الكرويquot;. وسبق له أن قال الشيء نفسه عندما تم ايقاف عضوي اللجنة التنفيذية أموس ادامو ورينالد تيماري بعد تعرضهما لمناقشة مزاعم شراء الأصوات في عملية التصويت لإستضافة نهائيات كأس العالم لعامي 2018 و2022.

ومع حظر ثلاثة من أعضاء اللجنة التنفيذية واستقالة الرابع، فإن مشاكل الفيفا أصبحت مخزية، وتبدو كأنها أقل من تفاحة واحدة سيئة من كل الفاكهة الفاسدة الموجودة في البستان. ولكن هذه الايقافات لا تعالج سوى أعراض توعك الفيفا، وليس القضية.

المشكلة الجذرية التي تظهر بشكل متزايد، مثل الفساد المستوطن، هي نظام مريح من الرعاية مع إنعدام المساءلة والشفافية التي عززه بلاتر. وما تعرضت له عملية تقديم العطاءات من الخلل وعمليات غير مرضية ومعيبة لإستضافة نهائيات كأس العالم لا تدع مجالاً للشك بذلك.

وشبّه بلاتر الفيفا بالعائلة، ولكنه أداره كأنه نادٍ خاص. كما تعلم ديفيد بيرنشتاين، رئيس الاتحاد الانكليزي لكرة القدم، الدرس - عندما قمعت الأصوات المعارضة من جانب موافقة الغالبية السعيدة التي أيدت بلاتر - بقبوله المنح المربحة التي تحافظ على اللعبة على حساب قيمتها.

وبما أن عيوب المسؤولين التنفيذيين في الفيفا هي في كل مكان ولا يمكن معالجتها إلا بتهذيب الجذور والفروع، فلذا بلاتر مولع دائماً بالقول إن مشاكل الفيفا هي نتيجة لتصرفات أعضاء اللجنة التنفيذية الذين يتم ارسالهم من قبل الاتحادات القارية. ولكنه تساهل معهم لفترة طويلة جداً ليجد بعد ذلك أعذاراً ليجرح شعورهم.

فعلى سبيل المثال، سيستضيف الفيفا يوم السبت الجذاب ريكاردو تيكسيرا، الشخصية التي تم فضحها بمزاعم الفساد من قبل اتحاده الوطني لكرة القدم، ولكنه لايزال يحكم كرة القدم البرازيلية وينظم نهائيات كأس العالم 2014.

ووعد بلاتر لمعالجة هذه القضية الهيكلية مع تشكيل quot;لجنة الحلولquot; وأفضل فكرة جاءته حتى الآن هي تجنيد بلاسيدو دومينغو، قائد الأوركسترا، فيها. وهو اقتراح مثير للسخرية ويثير شكوكاً حقيقياً حول اخلاصه.

الشيء الأفضل هو أن لويس فريح، مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي السابق الذي قاد عملية التحقيق في قضية بن همام، قدم بعض النصائح التي من شأنها أن تسمح للفيفا إلى إستعادة بعض مصداقيته. ولكن ما إذا كان سيستمع بلاتر إليها فإنها ستبقى مسألة أخرى.

والتحديات التي ستواجه اللعبة في كل أنحاء العالم خطرة جداً بالنسبة إلى بلاتر إذا لم يعمل بهذه النصائح.

فإزدهار شعبية كرة القدم في أوروبا شهد انفجاراً تجارياً. وفي افريقيا وأميركا اللاتينية يتم حصاد اللاعبين الشباب بقسوة مثل الموارد الطبيعية المستهدفة من قبل المستعمرين في عصر آخر.

أما عبر العالم فقد بدأت تنكشف بالفعل فضائح التلاعب بنتائج المباريات التي تأثر بها 50 بلداً، مما يهدد سرقة اللعبة الجميلة من على ميدان المصداقية.

باختصار، بدأت كرة القدم تصرخ مطالبة بقيادة نزيهة. إنها تحتاج هيئة تنظيم عالمية تحكم، وليس quot;عائلة مفككةquot; تحلق في الدرجات الممتازة. ولكن ليس من المرجح أن يحدث هذا طالما بقي quot;رب العائلةquot; بلاتر في منصبه.