US Secretary of State Hillary Clinton (L) shakes hands with ...

شكّل إعلان موسكو بدأ العمل على تشغيل المفاعل النووي الذي تبنيه في محطة بوشهر الإيرانية للطاقة في الصيف، نكسة للدبلوماسية الأميركية التي كانت تعتقد انه لم يعد عليها سوى إقناع الصين بضرورة فرض عقوبات على إيران. إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يتحفّظ على دعوات التشدّد التي وجهتها واشنطن، مطالبًا بمنح الدبلوماسية ما تتطلبه من وقت قبل بحث تبني عقوبات جديدة على طهران.

موسكو: بينما كانت كلينتون تدخل اجتماعًا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في احدى المدن الاقليمية ان روسيا ستبدأ في تشغيل المفاعل النووي الذي تبنيه في محطة بوشهر الايرانية للطاقة في الصيف.

الا ان كلينتون ولافروف أقل قربًا من اتفاق بشأن البرنامج النووي الايراني، في حين تشتبه الدول الكبرى في ان طهران تسعى الى امتلاك السلاح الذري. وتدفع واشنطن شركاءها الى الاستعداد لسلة عقوبات دولية جديدة على ايران. لكن سيرغي لافروف وبعد تصريحات عدة بدت انها تدل على ان موسكو ماضية في هذا الخيار، اكد الخميس quot;انه تبقى هناك فرص للدبلوماسيةquot;.

وعندما سُئلت كلينتون بشأن خطة بدء تشغيل المحطة، قالت كلينتون quot;من حق إيران الحصول على طاقة نووية مدنية.. أما برنامج للأسلحة النووية، فهذا ليس من حقهاquot;. واضافت quot;إذا قاموا بطمأنة العالم أو إذا تغير سلوكهم بفعل العقوبات، فعندئذ يمكنهم مواصلة (برنامج) سلمي للطاقة النووية المدنيةraquo;quot;. وتابعت quot;في غياب هذه التطمينات، نعتقد انه سيكون من السابق لأوانه المضي قدمًا في أي مشروع في الوقت الراهن لأننا نريد أن نرسل للايرانيين رسالة لا لبس فيهاquot;.

وردّ لافروف قائلاً إن quot;المشروع (بوشهر) سيستكمل، وحاليًا، دخلنا المرحلة النهائية من الاستعدادات التكنولوجيةquot;، معتبرًا ان quot;(مفاعل) بوشهر يؤدي دورًا خاصًا في الابقاء على وجود الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ايران وفي ضمان وفاء ايران بالتزاماتها في مجال منع الانتشار النوويquot;. كما اكد ان بحث تشديد العقوبات على طهران لم يبدأ بعد في مجلس الامن الدولي، معربًا عن اعتقاده بأن quot;إمكانية مواصلة العمل السياسي والدبلوماسي تبقى قائمةquot;.

الا ان فيليب كراولي اعرب عن ارتياحه مساء الخميس لدعوة لافروف بكين الى تحمل quot;المسؤولية الدوليةquot; بصفتها قوة نووية.

وبدات مجموعة سيمنز الالمانية بناء هذا المشروع قبل الثورة الاسلامية في 1979، ثم توقف العمل فيه بعد اندلاع الحرب الايرانية العراقية في 1980، واستانفت روسيا الاشغال في 1994 وكان يتوقع انجاز المحطة اصلا في 1999. ووافقت روسيا على بناء المفاعل التي تبلغ قدرته ألف ميغاوات في بوشهر قبل 15 عاما لكن بناء المفاعل الذي تبلغ تكلفته مليار دولار تأجل أكثر من مرة ويقول دبلوماسيون ان موسكو استخدمت المفاعل كأداة للتأثير في العلاقات مع طهران، وستكون محطة بوشهر هي الاولى التي تعمل بالطاقة النووية في ايران.

وتقود الولايات المتحدة حملة لاستصدار قرار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة بفرض مجموعة رابعة من العقوبات على ايران لاقناعها بالتخلي عن سعيها المشتبه به للحصول على اسلحة نووية، وتنفي طهران أي نية من هذا القبيل.

An Iranian flag flies outside the building housing the reactor ...
محطة بوشهر في إيران

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اعتبر الأربعاء، ان quot;التهديداتquot; حول الملف النووي لبلاده، quot;أزيلتquot;، وأن قوة ايران على الصعيد الدولي اعترف بها quot;رسميًاquot; من دون ان يجري الإعلان عن ذلك quot;بشكل علنيquot;، في وقت تعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما بمواصلة السعي لتشديد العقوبات الدولية المفروضة على بكين، فيما دعت ادارته بكين الى الموافقة على هذه العقوبات.

إتفاقية نزع الاسلحة النووية.. قريب
وألقى الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة بظلاله على الاهداف الرئيسية لزيارة كلينتون والمتمثلة في السعي للحصول على دعم موسكو لتوقيع عقوبات اشد وطأة على ايران وازالة العقبات امام اتفاق أميركي روسي بشأن خفض الترسانتين النوويتين لكلا الجانبين.

وتحرص كلينتون على تحقيق نتائج من مسعاها لتحسين العلاقات مع روسيا والذي بدأته عندما قدمت لوزير الخارجية الروسي لافروف في اذار/مارس عام 2009 زرا احمر وصف بأنه quot;اعادة ضبطquot; للعلاقات بين البلدين كرمز للامل في بداية جديدة.

وحرصت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف على التعبير عن اطمئنانهما حيال التوصل قريبا الى اتفاق بشان نزع الاسلحة النووية، في حين بدا لافروف متحفظا حيال احتمال فرض عقوبات على ايران.

واعلن الوزير الروسي بعد لقاء مع كلينتون quot;نحن في نهاية الخط المستقيم ونامل في ان يعلن المفاوضونquot; الذين يدرسون المعاهدة المستقبلية التي يفترض ان تحل محل معاهدة ستارت 1 quot;قريبًا جدًّا نهاية عملهمquot;، واضاف quot;ثم سنتفق على ما يمكننا عرضه على الرئيسين لجهة زمان ومكان التوقيع على هذا الاتفاقquot;.

Russian Prime Minister Vladimir Putin (pictured) has seen his ...

من جهتها، اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون quot;اننا نحقق تقدمًا كبيرًا حول معاهدة ستارت، هذا ما يقوله مفاوضونا في جنيفquot;، واضافت quot;ان نتائج اخر سلسلة مفاوضات تدعونا الى الاعتقاد اننا سنتوصل الى اتفاق نهائي قريباquot;.

وبحسب المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي فانه quot;يبقى موضوع او اثنان للتسوية. لقد سجل تقدم في الايام الاخيرةquot;.

وستحل معاهدة نزع الاسلحة النووية التي يتفاوض الوفدان الروسي والاميركي بشانها منذ اشهر في جنيف، محل معاهدة quot;ستارت 1quot; المبرمة في 1991 والتي انتهى العمل بها في الخامس من كانون الاول/ديسمبر 2009.

ومنذ بداية العام، تعلن موسكو وواشنطن قرب التوصل الى اتفاق، من دون ان يقدم الطرفان توضيحات حول اسباب التاخر في ذلك.

والنقطة الرئيسية المثيرة للجدل التي تلقي بثقلها على المفاوضات هي مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا الشرقية والذي تستعد رومانيا لاستقبال عناصر منه رغم استياء موسكو، وتامل روسيا في رابط quot;قانوني ملزمquot; بين الاسلحة الدفاعية والهجومية، في حين لا تريد كلينتون ربط ملف quot;ستارتquot; بملف الدرع المضادة للصواريخ.

ويلتقي مفاوضون روس واميركيون باستمرار في جنيف لوضع بنود الاتفاق الجديد الذي يشكل حجر الزاوية في quot;اعادة تحريكquot; العلاقات بين عدوي الامس ابان الحرب الباردة، وهذا ما يامله الرئيسان باراك اوباما وديمتري مدفيديف بعد سنوات من quot;السلام الباردquot; في عهد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش.

وامتدت المحادثات في جنيف لما يقرب من عام بشأن معاهدة جديدة تحل محل معاهدة ستارت1 التي تعود الى حقبة الحرب الباردة مما أدى الى فوات موعد المهلة الاصلية التي كانت تنتهي في ديسمبر كانون الاول، وعلى الرغم من شائعات عن تأكيدات من الجانبين بأن الاتفاقية باتت قريبة إلا أن التوصل الى اتفاق نهائي ما زال امرًا مراوغًا به.

ومما ينعش الامال في امكانية تحقيق انفراجة قال مسؤولون أميركيون ان كلينتون ستجتمع مع بوتين يوم الجمعة في تعديل في اللحظة الاخيرة لبرنامج زيارتها .

ويقول دبلوماسيون انه ليس من المرجح تحقيق انفراجة مهمة بشأن معاهدة الحد من التسلح او فرض عقوبات على ايران من دون التوصل الى اتفاق مع بوتين اكثر السياسيين نفوذًا في روسيا.