يؤجج البرلمانيون في أميركا غضب الناخبين في إنتخابات تمهيديَّة تمهيدًا للإنتخابات التشريعيَّة.

واشنطن: يتوقع ان يدفع عدد من البرلمانيين المنتهية ولايتهم في الولايات المتحدة مثل السناتور ارلين سبكتر ثمن غضب الناخبين في سلسلة انتخابات تمهيدية تنطلق الثلاثاء تمهيدا للانتخابات التشريعية في منتصف الولاية التي تجري في تشرين الثاني/نوفمبر.

وقد يصبح سبكتر الذي تصدر عناوين الاخبار في نيسان/ابريل 2009 عندما تخلى عن حزبه الجمهوري وتحول الى الحزب الديموقرطي، ضحية غضب الناخبين في انتخابات الثلاثاء الذين يرجح ان يصبوا فيها غضبهم على اي شخص quot;من واشنطنquot;.

وتاتي الانتخابات التي ستجري في اركنساو وكنتاكي واوريغون وولاية سبتكر بنسلفانيا اضافة الى انتخابات هاواي في 22 ايار/مايو، في الوقت الذي اظهرت اخر الاستطلاعات ان الاجواء بالنسبة للبرلمانيين المنتهية ولايتهم لم يكن على هذه الدرجة من الاحتقان منذ 1994.

ولا تزال لدى الجمهوريين المنتقدين للرئيس باراك اوباما الذين تغلبوا على الديموقراطيون في ذلك العام، امال عريضة ولكنهم يواجهون تمردا داخل الحزب من قبل نشطاء quot;حفلة الشايquot; المحافظين المتشددين المنزعجين من سياسات انقاذ الشركات والمصارف من الازمة المالية.

ويواجه الديموقراطيون نمطا تاريخيا يتمثل في فقدان حزب الرئيس نحو 12 من المقاعد في الانتخابات النصفية، وعليهم الدفاع عن عدد اكبر من المقاعد غير المحسومة. واظهر استطلاع نشرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة ايه بي سي في اواخر نيسان/ابريل ان واحدا فقط من بين كل ثلاثة ناخبين يريدون اعادة انتخاب ممثليهم في الكونغرس، مما يعني المزيد من المشاكل بالنسبة للحزبين.

ويبدو من شبه المؤكد ان يسلم الناخبون في ولاية كنتاكي المعروفة بولائها للجمهوريين ممثل المحافظين المتشددين راند بول مقعد الحزب في مجلس الشيوخ بدلا من تيري غرايسون وزير خارجية كنتاكي والذي اختاره زعيم الاقلية الجمهورية في المجلس ميتش ماكونيل بنفسه.

وبول الذي رشح والده الجمهوري رون بول نفسه في انتخابات الرئاسة في عام 2008، استفاد من استياء الناخبين من واشنطن وحث الناخبين مرارا على quot;التصويت لجمهوريين مختلفينquot; لمقاعد الكونغرس. وصرح ترنت لوت الزعيم السابق للاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ للصحافيين خلال زيارة الى الكونغرس في اواخر نيسان/ابريل الماضي ان quot;وجود اي شخص من الحزبين في الكونغرس ليس امرا جيداquot;.

ويحظى سبكتر (80 عاما) بدعم اوباما والحزب الديموقراطي في بنسلفانيا في السباق الحاسم ضد النائب الجمهوري جو سيستاك، الاميرال المتقاعد الذي يحظى بدعم القاعدة الليبرالية في الحزب. وقال سيستاك quot;نحن نخوض منافسة حامية للغايةquot;.

واظهرت اخر الاستطلاعات ان الجمهوري بات تومي يتقدم على من سبكتر وسيستاك. اما في اركنساو فيتمتع السناتور الديموقراطي بلانش لينكولن بدعم حزبه وتفوق طفيف في الاستطلاعات ويمتلك مبالغ من المال تفوق ما يملكه نائب الحاكم بيل هولتر الذي يحظى بدعم حلفاء نقابات العمال في الحزب.

وحمل استطلاع اجرته صحيفة وول ستريت جورنال وشبكة ان بي سي انباء سيئة للديموقراطيين الذين خسروا قدرا كبيرا من دعم الناخبين المستقلين منذ انتخابات 2006 التي منحت الديموقراطيين الهيمنة على الكونغرس.

فقبل اربع سنوات كان المستقلون يفضلون الديموقراطيين بهامش 40-42 بالمئة، الا ان الجمهوريين يحظون الان بنسبة 28-30 بالمئة، طبقا للاستطلاع الذي بلغ هامش الخطأ فيه ناقص او زائد 3,1 بالمئة. وبشكل عام انقسم المشاركون في الاستطلاع بشكل متساو حول اي الحزبين يجب ان يهيمن على الكونغرس، الا الناخبين الاكثر التزاما للادلاء باصواتهم في تشرين الثاني/نوفمبر يفضلون الجمهوريين بهامش 56-36%.

وقال الديموقراطي بيتر هارت الذي اجرى الاستطلاع مع الجمهوري بيل ماكانتورف انه لا يبدو ان الديموقراطيين يستفيدون من المؤشرات الاولية على الانتعاش الاقتصادي او من تمكن السلطات من القاء القبض بسرعة على من حاول تفجير سيارة في ساحة تايمز سكوير في نيويورك.

وصرح هارت quot;لقد حدثت الكثير من الامور .. ولكن يبدو ان ديناميكيات انتخابات 2010 اصبحت معروفةquot;. الا ان سيستاك اعرب عن اختلافه مع ذلك الراي وقال ان الديموقراطيين يمكن ان يعيدو اكتساب اصوات المستقلين الذين quot;يريد ان يثقوا ويؤمنوا مجددا بان شخصا ما يمكن ان يخدم المصلحة العامة وليس فقط مصلحة مهنتهquot;، في انتقاد لسبكتر. واضاف quot;ولكن الامر لا يتعلق فقط باحد اعضاء الكونغرس فقط، ولكن هنا شعور بان (واشنطن) العاصمة هزمتquot;.