أعلن النائب فيصل أبو شهلا القيادي في حركة فتح أنأبا مازن لن يزور قطاع غزة إلا تتويجًا لإنهاء الإنقسام وإتمام المصالحة الفلسطينية، إلا أنّ حماس لم ترحّب بالوفد الذي أرسل من قبله.

في الوقت الذي رحّبت فيه كل من حركتي حماس وفتح بزيارة أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى لقطاع غزة، فإن الفلسطينيين أنفسهم منيوا بخيبة أمل كبيرة لعدم تحريك ملف الإنقسام الذي يدخل سنته الرابعة بعد يومين.

وإعتبر الدكتور فيصل أبو شهلا القيادي في حركة فتح أن موضوع المصالحة وإنهاء الإنقسام هو ما تسعى إليه حركته. وقال لإيلاف quot;موقفنا ورؤيتنا الإستراتيجية واضحة تمامًا، وهو أن الإنقسام لا يصب إلا في مصلحة إسرائيل، فالأخيرة تعطل إعلان الدولة الفلسطينية وبإدعائها أنه لا يوجد شريك فلسطيني لإنجاز هذه الدولة، وهو ما تدركه جامعة الدول العربية، وتضغط بإتجاه المصالحةquot;.

وتحدثت وسائل إعلام مختلفة عن نية الرئيس محمود عباس المجيء إلى غزة إلا أن القيادي في فتح الدكتور أبو شهلا نفى ذلك.

وأكد النائب أبو شهلا الذي يرأس لجنة الرقابة العامة وحقوق الإنسان في المجلس التشريعي، أن الرئيس لن يزور قطاع غزة إلا في حال إنهاء الإنقسام وإتمام المصالحة الفلسطينية. وأشار إلى أنه في حال مجيء أبو مازن لغزة quot;سيكون ذلك تتويجًا لإنجاز المصالحة الداخلية. فموقف الرئيس واضح تماماً وتمثّل ذلك في إرساله وفدا كبيرا من قيادات في حركة فتح وأمناء فصائل فلسطينية من الضفة الغربية لقطاع غزة برئاسة رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري، بهدف بلورة إتفاق المصالحةquot;.

من جانبه أعتبر الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس أن أي زيارات تزامنت مع ما حدث في أسطول الحرية والقرصنة الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل تسعة من الأتراك المتضامنين quot;لن تكون مجدية بقدر كافيquot;. وقال لإيلاف quot;الوفد صرح أنه سيطالب حماس بالتوقيع على ورقة المصالحة المصرية، ولهذا فزيارته لن تكون مثمرةquot;. وأضاف quot;في خضم إنشغال العالم بأسره في قرصنة إسرائيل على سفن التضامن مع غزة قبل شهر تقريبًا، كان علينا أن نصب جهودنا في الخروج بوضع أفضل لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني، ولهذا لم تكن زيارة الوفد مرغوبة في ذاك الوقت، لكننا الآن سنستقبلهم ونناقش معهم الملاحظات التي رأتها حماس في الورقة المصرية للمصالحةquot;.

وكانت وسائل إعلام مختلفة قد نقلت عن قياديين في حماس أن الوقت غير مناسب لإستقبال الوفد الفلسطيني المكلف من الرئيس محمود عباس، وأن الأهمية في الفترة الحالية هي إستغلال نتائج الهجوم الإسرائيلي الدموي على أسطول سفن الحرية القادم من تركيا إلى غزة الشهر الماضي، وقتل إسرائيل لتسعة أتراك.

وأستغرب القيادي في حركة فتح عدم ترحيب حماس بوفد الرئيس المكلف بإنهاء الإنقسام. وقال quot;الوفد جاهز للحضور إلى قطاع غزة في أي لحظة، لكن نستغرب من عدم ترحيب حركة حماس بتلك الزيارة، وللأسف لم يكن رد فعل حماس حتى اللحظة على مستوى ما طرح ومناقشة القضية الجوهرية الأساسية وهي إنهاء الإنقسام(...) في البداية بلغوا أن الوفد غير مرحب به وأعطوا عذرًا أن الأجواء الإعلامية والتركيز على أسطول الحرية، ولا يريدون أن يأخذ الوفد زخم إعلامي ينافس زخم أسطول الحرية، لكن هذا الوفد سيوحد الفلسطينيين... هذا هو موقف حماس ونحن بإنتظار موقف جديدquot;.

وأضاف quot;تعنت حماس بخصوص الوفد الفلسطيني المكلف، يشير إلى أنها غير معنية بإنهاء الإنقسام في الوقت الحالي، وهي ترغب بترسيخه والإستمرار بسيطرتها على غزة، وهي تسعى لأن تكون غزة كيان وله إتصالاته وتبقي العلاقات مقطوعة مع الضفة الغربيةquot;. واعتبر أن هذا quot;مؤشر خطر جدًّا لأن نكبة الإنقسام في رؤيتنا هي اخطر ما يواجه القضية الفلسطينية منذ إنشاء دوله إسرائيل على أرضةquot;.

من جانبه، إعتبر الكاتب والمحلل السياسي الدكتور يحيى رباح، أن حماس تعرف أن أحداث أسطول الحرية الدامية فتحت بابًا جديدًا يمكن الدخول منه إلى وضع جديد لوجودها في غزة. وقال رباح لإيلاف quot;لكن حماس إكتشفت منذ اللحظات الأولى، أن جميع الحراك الدولي والإقليمي ينصب على الموضوع الجوهري وهو ركلجة النظام السياسي الفلسطيني لكي يتم التعامل مع المستجدات من خلال نظام سياسي فلسطيني موحد. وهذا ما رأيناه بوضوح في المبادرات الأوروبية والعربية وحتى المبادرة التركية نفسها، بالإضافة إلى التوجه لدى الإدارة الأميركية، الجميع يريد رفع الحصار عن غزة ولكن ضمن عودة القطاع إلى المرجعية والشرعية الوطنية الفلسطينيةquot;.

وأضاف الكاتب والمحلل السياسي رباح quot;حماس لديها رهان آخر بأنها إذا تمكنت عبر هذه البوابة الجديدة التي فتحت، من تحقيق إعتراف رسمي بها على الصعيد العربي والإقليمي والدولي ، فإن هذا سيعطيها خيارين، إما الإكتفاء بقطاع غزة لتمارس فيه حكما معترفا به من العالم، أو إستخدام هذا الإعتراف بواقعها في غزة في مضاعفة شروطها لتحقيق الوحدة الوطنية وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، وأنا أعتقد أنه حتى هذه اللحظة هي متمسكة بهذا الرهان، وترى أن كل جهود تذهب مباشرة إلى موضوع الوحدة الوطنية قبل إنجاز ما تعتقد أنه يجب إنجازه على صعيد وجودها وشرعنه وجودها في غزة، إنما يضيّع من بين يديها هذه الفرصةquot;.

واعتبر الدكتور رباح أن أمام الوفد الفلسطيني المكلف من قبل الرئيس محمود عباس عوائق كثيرة. وقال quot;حتى هذه اللحظة، أنا اعتقد أن أمام هذا الوفد عوائق كثيرة، وان الإتصالات تجري تفصيليًا من اجل أن يتم ولو الحد الأدنى من النجاح، والسيد منيب المصري حضر مرتين أو ثلاث مرات قبل ذلك، وكان يصطدم بتهميش زيارته، عندما كان يواجه بأحاديث عامة دون الخوض في تفاصيل محددة، واعتقد أن الحال ستبقى على ما هي عليه حتى اللحظة وإن كانت الضغوط تتزايد على حماس من كثير من الأطراف من بينها الجامعة العربية وتركيا لتليين مواقفهاquot;.