في وقت قررت فيه إيران تجميد محادثاتها مع القوى الكبرى لمدة شهرين، أعلنت أن القرار لا يشمل الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه بوساطة البرازيل وتركيا، فيما رأى مسؤولون أميركيون أن طهران تحيط نواياها الحقيقية بالغموض.

واشنطن: أعلنت إيران الثلاثاء أن قرارها تجميد المحادثات مع القوى الكبرى لمدة شهرين يتعلق فقط ببرنامجها النووي بشكل عام ولا يشمل المناقشات حول اتفاق التبادل النووي الذي تم التوصل اليه بوساطة البرازيل وتركيا في ايار/مايو الماضي.

وصرح وزير الخارجية منوشهر متكي ردا على سؤال للصحافيين حول ما اذا كان تجميد المحادثات الذي أعلنه أحمدي نجاد يتضمن المناقشات حول اتفاق تبادل الوقود quot;إن مسألة شهر مرداد (الايراني) تتعلق بالمفاوضات مع الخمسة زائد واحدquot;.

واضاف أن quot;المفاوضات بشأن اتفاق التبادل تتعلق فقط باتفاق الوقود والمفاوضات مع مجموعة الخمسة زائد واحد هي عن النقاط المشتركة حول الاتفاقات المقترحة .. هذان الامران منفصلانquot;.

ويرى المسؤولون والاخصائيون الأميركيون أن النظام الإيراني، إن كان فعلاً يسعى إلى الحصول على السلاح النووي كما يتهمه الغرب، فهو يحيط نواياه الحقيقية بالغموض لدرجة يصعب التحقق من ذلك.

وأعلن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) ليون بانيتا أن إيران تملك كمية كافية من اليورانيوم الضعيف التخصيب لانتاج قنبلتين نوويتين. واضاف بانيتا quot;تحتاج إيران الى سنة لصنع القنبلة وسنة اخرى لاحقا لتطوير نظام عملاني لاستخدام هذا السلاحquot;.

وانتقدت إيران هذه التصريحات ووصفتها بانها مناورة لشن quot;حرب نفسيةquot; عليها بعد اسابيع من تبني عقوبات جديدة ضد إيران في الامم المتحدة. وقالت شارون سكواسوني الخبيرة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لوكالة الانباء الفرنسية quot;عامان فترة زمنية اطول مما ينبغي بنظريquot;.

وتحدث ديفيد اولبرايت مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عن سنة واحدة فقط quot;اذا اصبح النووي اولويةquot; بالنسبة إلى إيران. وبحسب سكواسوني فان بانيتا quot;يستند في تقديراته الى كمية اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي تم تخزينه. لكن إيران تملك اليوم بالتأكيد كمية كافية من اليورانيوم الضعيف التخصيب، حوالى 1800 كلغquot;.

واوضحت الخبيرة ان الجمهورية الاسلامية quot;تواجه بعض الصعوباتquot; مع quot;اجهزة الطرد المركزي الثمانية آلافquot; التي ثبتتها وليست جميعها عملانية. وقال اولبرايت ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكرت ان الجمهورية الاسلامية حاولت إنتاج قنبلة حتى العام 2003.

لكن في العام 2007 اعتبرت إدارة الرئيس السابق جورج بوش في وثيقة تقييمية ان إيران تخلت لاحقا عن هذه الجهود. وقد تخلص النسخة المعدلة لهذه الدراسة الرسمية الى ان إيران تجري أبحاثا نووية عسكرية من دون ان تسعى فعليا إلى إنتاج قنبلة ذرية.

هذا ما توقعته مدونة quot;ديكلاسيفايدquot; المتخصصة على موقع مجلة quot;نيوزويكquot; الالكتروني ونشرت معلومات جديدة قد يكون نقلها الى الولايات المتحدة شهرام اميري عالم الفيزياء النووية الإيراني الذي اختفى في حزيران/يونيو 2009. وقال بانيتا الاحد ان هناك quot;نقاشاquot; داخل النظام الإيراني حول جدوى تصنيع السلاح الذري.

وبحسب علي رضا نادر من معهد quot;راندquot; فان quot;البرنامج النووي اصبح في إيران قضية وطنية مهمة ومسألة ايديولوجيةquot;. وأمام الصعوبات التي يواجهها النظام خصوصا الاقتصادية فان البرنامج النووي quot;يمكن ان يصبح رمزا للنجاحquot; خصوصا بين محافظي الرئيس محمود أحمدي نجاد.

وقالت سكواسوني quot;لا احد يعلم ما اذا كانت إيران اتخذت قرارquot; بناء القنبلة النووية وquot;هذا الغموض يصب في مصلحتهاquot;. وتنفي الجمهورية الاسلامية اي طموحات نووية عسكرية. لكنها تبقي الغموض حول وجود او بناء مصنع تخصيب تحت الارض يكون بالتالي محميا من عمليات قصف محتملة.

واعتبر اولبرايت ان إيران لا تملك بعد مثل هذه المعدات وانها لن تبدأ بناء قنبلة قبل الحصول عليها. واضاف ان إنتاج قاذفة قابلة للتشغيل يستلزم وقتا. وخلص الى القول quot;لهذا السبب فإن مسألة معرفة متى استأنفوا جهودهم مهمة للغايةquot;.