انتقد عدد من اعضاء الكونغرس الاميركي إدارة الرئيس باراك أوباما حيال الضربات الاميركية في ليبيا معربين عن خشيتهم من ان تكون بداية لنزاع طويل الامد وامكانية حصول عمليات انتقامية ليبية.
واشنطن: ذكرت وسائل إعلام أميركية أنه في الوقت الذي أشاد فيه كبار المسؤولين الأميركيين بنجاح الضربات الجوية الأولية التي قامت بها الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين ضد أهداف محددة في ليبيا، تعرضت إدارة الرئيس اوباما لانتقادات حادة من قبل بعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين والمحللين الليبراليين والمحافظين الذين عبروا عن قلقهم من اتساع دائرة الحملة العسكرية ضد ليبيا التي قد تدفع بالولايات المتحدة إلى الانزلاق في حرب أخرى ضد دولة مسلمة.
وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام من ولاية ساوث كارولاينا في برنامج quot;فوكس نيوزquot; الأحد quot;إنني لا أعرف ما حدث أخيرا ودفع بالرئيس للتحرك لكنني قلق جدا، لأننا أخذنا المقعد الخلفي بدلا من دور القيادةquot;.
في المقابل، قوبل القرار بدعم العديد من الديموقراطيين، فيما أعرب ائتلاف الديموقراطيين الليبراليين عن اعتراضهم لتجاوز الرئيس لسلطاته بالسماح بتوجيه ضربات عسكرية جوية ضد قوات القذافي دون الحصول على موافقة الكونغرس.
واعتبر النائب اليساري في الحزب الديموقراطي مايكل هوندا ان هذه الضربات quot;توجه الى العالم الرسالة بان الديموقراطية الاميركية معطلةquot; لان الكونغرس وحده المؤهل اعلان الحرب حسب الدستور الاميركي.
واضاف ان وزارة الدفاع تصرفت quot;بناء على اعتبارات تتعلق بامن الطاقة وهو امر واضح عندما نعلم ان ليبيا تمتلك سابع احتياطي من النفط العالميquot;، مضيفا ان quot;الرسالة هي ان اميركا قلما تكترث بحقوق الانسان وحرية الشعوب في دولة مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وغرب السودان او ساحل العاج التي لا تمتلك موارد نفطيةquot;.
واعتبرت النائبة الجمهورية كانديس ميلر، عضو لجنة الامن الداخلي في مجلس النواب، انه quot;من غير المقبولquot; ان يتحرك الرئيس اوباما بدون الحصول على موافقة رسمية من الكونغرس. اما السناتور الجمهوري جون باراسو فقل في تصريح تلفزيوني quot;بالنسبة لليبيا، نسأل: ما هو الهدف؟ ما هو دورنا؟quot; محذرا من quot;تورطquot; قد يرغم القوات الاميركية على الاستمرار في المشاركة في النزاع quot;لاسابيع او اشهرquot;.
ومن ناحيتها، اعتبرت النائبة الجمهورية ايلينا روس-ليتين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، انه يتوجب على الرئيس باراك اوباما ان quot;يحدد بوضوح المصالح الحيوية لامن الولايات المتحدة المهددة حاليا حسب رأيه في ليبياquot;.
واضافت quot;يجب ان يتذكر الرئيس ايضا الاعتداءات التي شنها القذافي على اهداف غربية وادت الى مقتل اميركيين في الثمانينياتquot; في اشارة خصوصا الى تفجير طائرة البانام في لوكربي فوق اسكتلندا عام 1988 وادى الى مقتل 270 شخصا معظمهم من الاميركيين. ورفض البيت الأبيض الأحد الانتقادات التي وجهها كبار زعماء الجمهوريين من بطء تحرك الرئيس أوباما في اتخاذ إجراءات حاسمة باستخدام القوة ضد ليبيا.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المتنافسين الجمهوريين المحتملين للرئاسة في 2012 غالبا ما يسارعون إلى انتقاد أوباما في كل موضوع، لكنهم لزموا الهدوء حول قراره المتعلق بليبيا، ما عدا رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش الذي أصدر بيانا الأحد انتقد فيه العمل العسكري على ليبيا ووصفه بأنه quot;انتهازية هواة بدون تخطيطquot;، في إشارة إلى عدم وضوح أهداف الولايات المتحدة من العمليات هناك.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن العسكريين في الإدارة الأميركية يواجهون وابلا من الأسئلة التي أثارها أعضاء في الكونغرس وخبراء من الخارج وصحافيون حول حدود مشاركة أميركا وأهداف العمليات خاصة إذا لم يستسلم القذافي.
وأضافت الصحيفة أنه يبدو أن الدور البارز الذي تلعبه الولايات المتحدة في قيادة وتنفيذ هجمات التحالف على ليبيا يمتد إلى ما هو أبعد من وصف الرئيس باراك أوباما quot;بالمهمة المحدودةquot; التي تلعب فيها بلاده دور الداعم فقط، في وقت يشدد كبار المسؤولين العسكريين على خطط للتخلي عن القيادة والسيطرة لشركائهم في التحالف خلال أيام مع عدم نشر أي قوات برية.
وقال الأدميرال مايك مولن رئيس هيئة أركان المشتركة في برنامج quot;واجه الأمةquot; الذي تبثه شبكة CBS التلفزيونية إنه quot;تمت مناقشة الكثير من الخيارات، لكنني أعتقد بأنه من غير المؤكد كيف سينتهي الأمرquot;، مكررا خلال خمس برامج حوارية تحديد المهمة وأهدافها، ومضيفا quot;أن الظروف على الأرض ستحدد ما سنذهب إليه في المستقبلquot;، وفقا لما ذكرته الشبكة.
وأوضح مولن خلال برنامج quot;واجه الصحافةquot; الذي تبثه محطة NBC عن امكانية انتهاء العمليات ببقاء القذافي في السلطة، أجاب مولن quot;هذا بالتأكيد أحد الاحتمالاتquot;. من جهته، قال مستشار الأمن القومي توماس دونلون للصحافيين إن قيادة العمليات ربما تؤول إلى الناتو خلال quot;أيام وليس أسابيعquot;، واصفا هدف المرحلة الأولى من العمليات بـ quot;الواضح جداquot; وهو حماية المدنيين الليبيين ومنع التهديد المباشر لهم.
وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع روبرت غيتس الأحد لمرافقيه من الصحافيين خلال زيارته الحالية إلى روسيا، إنه يؤيد نهج الرئيس أوباما ودافع عن شكوكه قبل إصدار أوامره ببدء العمليات العسكرية. يشار إلى أن القوات الجوية الدانمركية والكندية والبلجيكية والبريطانية والفرنسية تشارك في فرض الحظر الجوي فوق ليبيا.
التعليقات