هاجمت قوات عراقية مجدداً معسكر أشرف التابع لمجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، فيما اعتبر سكان المعسكر أن القوات الأميركية تقف ساكنة إزاء نقل جرحى هجوم الجمعة الماضي، إضافة إلى وجود 250 جريحاً تمت اصابتهم بطلقات نارية أو دهسهم من قبل مدرعات الجيش العراقي من دون فرصة علاج حتى الآن.


في وقت هاجمت قوات عراقية مجدداً اليوم الأحد معسكر اشرف التابع لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في شمال بغداد، فقد اتهم سكان المعسكر القوات الاميركية، التي تراقب الاوضاع هناك، بعدم القيامحتى الآن بأي إجراء لنقل جرحى هجوم الجمعة الماضي، الذي أدى الى مقتل واصابة 331 شخصًا. وحذروا من وجود 250 جريحًا حالياً من دون فرصة للعلاج، برغم مضي 60 ساعة على الهجوم، مما يعرض العديد منهم الى الوفاة.

وابلغ الناطق باسم المعسكر محمد إقبال quot;إيلافquot; في اتصال هاتفي من داخل المعسكر (80 كمشمال شرق بغداد) الذي يضم 3400 عنصرًا من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، بينهم الف من النساء والاطفال، إن القوات الأميركية لم تقمحتى الآن بأي اجراء لنقل جرحى هجوم القوات العراقية الذي تعرض له سكان المعسكر الجمعة الماضي، وأدى الى مقتل واصابة 331 شخصا. واشار الى ان القوات العراقية ومدير مستشفى quot;العراق الجديدquot; في معسكر أشرف quot;عمر خالدquot; يضعان عراقيل كثيرة أمام نقل الجرحى إلى خارج أشرف.

وأكد اقبال ان هناك الآن 250 جريحًا تمت اصابتهم بطلاقات نارية بالذخائر الحية أو دهسهم من قبل مدرعات الجيش العراقي، ويجب ان ينقلوا إلى المسشفى فورًا، الا انه برغم مضي اكثر من 60 ساعة على الهجوم والدعوات المتعددة من قبل السكان من الاجهزة الدولية إلى نقل الجرحى، لم تتخذ القوات الأميركية اي اجراء بخصوص معالجة الجرحى أو نقلهم إلى المستشفى.

واشار الىانه quot;لا يوجد في أشرف، وخاصة بعد اكثر من عامين من الحصار الجائر اللا إنساني ،الاوليات البسيطة لمعالجة الجرحى أو اجراء العملية الجراحية عليهمquot;. وحذر من انه في حال عدم نقل الجرحى بشكل فوري من قبل القوات الأميركية إلى المستشفى فإن عددًا منهم سيلقى حتفه، وإن الولايات المتحدة مسؤولة تجاه حياة هؤلاء.

القوات الاميركية: السلطات العراقية ترفض تقديم مساعدات طبية

لكن متحدثًا عسكريًا اميركيًا اكد اليوم ان الحكومة العراقية ترفض طلبًا اميركيًا لتقديم مساعدات انسانية طبية للايرانيين المقيمين في معسكر اشرف. وقال الكولونيل باري جونسون quot;قدمنا طلبًا لتقديم مساعدات انسانية طبية للمقيمين في معسكر اشرف، اثر مواجهات الجمعة مع القوات العراقية. لكن الحكومة العراقية رفضت طلبناquot;.

وبينما اعربت واشنطن والامم المتحدة وبريطانيا وهيئات دولية عدة عن قلقها ازاء ما حدث في المعسكر، داعية الحكومة العراقية الى quot;ضبط النفسquot;، اشادت طهران بما قامت به هذه الحكومة. ودعت المقاومة الايرانية الحكومة والقوات الأميركيتين ومجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرارات عاجلة لدفع الحكومة العراقية إلى سحب قواتها من أشرف، وذلك لمنع حدوث كارثة أخرى.وأكد أن عددًا كبيرًا من الجرحى في حالة خطرة، وإذا لم تبادر القوات الأميركية إلى معالجتهم،فسيكونون عرضة للشهادة، وستكون الولايات المتحده مسؤولة عن ذلك بسبب التزاماتها بحماية سكان أشرف.

هجوم جديد على اشرف

واضاف اقبال ان مجموعة من قوات مكافحة الشغب العراقية المؤتمرة بإمرة المالكي (رئيس الوزراء العراقي) قد هاجمت عدداً من سكان المعسكر في القسم الشمالي الغربي منه، مستخدمة العصي والهراوات، واطلقت الرصاص في الهواء، مما أدى الى اصابة 13 شخصًا بجروح، بينهم عدد من النساء، واعتقلت خمسة اخرين.

واكد وفاة اثنين من سكان المعسكر في مستشفى مدينة بعقوبة القريبة، وهما من بين عدد من الاشخاص الذين اختطفتهم القوات العراقية في هجومها يوم الجمعة وهما حسين أحمدي جيحون آبادي ومرتضى بهشتي. وبذلك يرتفع عدد القتلى من ضحايا الهجوم الى 35 شخصا.

دعوة الامم المتحدة والادارة الاميركية إلى إجراءات عاجلة

من جهتها قالت مريم رجوي quot;رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانيةquot; إن أكثر من 300 من عناصر مجاهدي خلق في معسكر اشرف جرحوا، وإن مالايقل عن 178 منهم كانوا هدفاً لاطلاق اعيرة نارية مباشرة. اضافة إلى ذلك فإن 18 شخصاً من الجرحى ايضاً تم احتجازهم من قبل المهاجمين.

واضافت في بيان صحافي اليوم ان هذا يحدث في وقت تستمر فيه الحالة الخطرة للجرحى، ولايزال عدد منهم في حالة اللاوعي او في حالة خطرة جداً، وفي الحقيقة فإن الحكومة العراقية قد طبّقت سياسة اجهاز الجرحى من خلال تضييق حلقة الحصار على أشرف.

وناشدت رجوي الامم المتحدة والقوات الاميركية القيام على وجه السرعة ودون فوات الاوان بمعالجة الجرحى الذين هم بحاجة ماسة الى العناية الطبية quot;وأن تزيلا العوائق التي وضعها المالكي لدخول أشرف ومشاهدة ما يجرى في الساحة من وقائع مؤلمة، وان تنشرا تقريراً شاملاً ودقيقاً عن وقائع يوم الجمعة الدامية في أشرف لاطلاع الرأي العامquot;.

وشدّدت على ضرورة قيام الولايات المتحدة والامم المتحدة بإجراءات فورية للافراج عن الجرحى الذين تم احتجازهم من قبل السلطات العراقية، وطالبت مجلس الامن الدولي بإجراء تحقيق شامل حول quot;عملية ارتكاب المجزرةquot; من قبل القوات العراقية. يذكر أن حوالي 2500 جندي عراقي مدججين بالسلاح، ترافقهم 65 عجلة عسكرية، قاموا بمهاجمة المعسكر الجمعة الماضي، مما ادى الى مقتل واصابة 331 شخصا من سكانه.

وكانت قوات عراقية مؤلفة من عناصر في الجيش والشرطة، قوامها نحو ألف عنصر، قد اقتحمت معسكر أشرف فيبداية العام الماضي، لكن عناصر مجاهدي خلق تصدوا لها، مما أدى إلى اندلاع مواجهات، أسفرت عن إصابة نحو 260 شخصاً من الجانبين، فضلاً عن اعتقال 50 عنصراً من عناصر المنظمة.

اثر ذلك، استدعت المحكمة الوطنية الاسبانية في 25 من الشهر الماضي أربعة مسؤولين عراقيين، بينهم اثنان من القادة العسكريين بتهمة ارتكاب جرائم ضد سكان معسكر أشرف، وذلك للادلاء باقوالهم في نهاية ايار (مايو) المقبل.

وأصدرت محكمة التحقيق المركزية الرابعة الاسبانية قرارًا استدعت فيه مسؤولين عراقيين اثنين وضابطين في الجيش العراقي يتهمة quot;ارتكاب جريمة ضد المجتمع الدوليquot;. وقال المحامي الاسباني خوان غارسيه محامي سكان اشرف ان هؤلاء المسؤولين العراقيين الذين تم استدعائهم هم: علي الياسري رئيس لجنة اغلاق أشرف في رئاسة الوزراء العراقية وصادق محمد كاظم مدير اللجنة والمقدم نزار حازم والملازم حيدر عذاب ماشي لمهاجمتهم سكان معسكر اشرف بتهمة خرق اتفاق جنيف الرابعة من خلال ارتكابهم جريمة ضد المجتمع الدولي.

وقد سمح الرئيس السابق صدام حسين لمجاهدي خلق بالإقامة هناك لحملهم على مساندته في محاربة النظام الإيراني خلال الحرب بين العراق وإيران (1980-1988). لكن بعد سقوط الرئيس السابق في نيسان (أبريل) عام 2003 نزعت القوات الاميركية اسلحة هؤلاء المعارضين، وسلمت السيطرة على المعسكر الى قوات الامن العراقية، التي يقيم قادتها علاقات جيدة مع نظام طهران.

وقد طردت حركة مجاهدي خلق، التي تأسست في عام 1965، بهدف قلب نظام الشاه، ثم النظام الاسلامي من إيران في الثمانينات، وتعتبرهم الولايات المتحدة منظمة ارهابية، لكن الاتحاد الاوروبي أزال عنهم هذه الصفة في مطلع عام 2009.