يرى بعض اعضاء الأكثرية بعد مرور نحو ثلاثة أشهر من التعايش مع الرئيس نجيب ميقاتي كرئيس للحكومة، ان سلوك ميقاتي أوحى، حتى الآن، بانه يشكل امتدادًا لحقبة الرئيس الاسبق سعد الحريري، والسؤال الذي يُطرح اليوم بماذا يختلف نهج ميقاتي عن الحريري؟.


بيروت: يقول النائب زياد الاسود ( تكتل التغيير والاصلاح التابع للجنرال ميشال عون) لإيلاف ان سعد الحريري ونجيب ميقاتي يختلفان في الشخصية تمامًا، وبالانتاج الفكري فان الرئيس نجيب ميقاتي لديه قدرات شخصية تساعده مع مستشاريه، بينما الرئيس الحريري لديه مستشارون يساعدونه على اتخاذ القرار، فان الخلفية الثقافية والقدرات بين الشخصيتين مختلفتان تمامًا، ويضيف:quot; ميقاتي هادئ اكثر ومناور بأعصاب باردة، بينما الحريري فوقي ينظر بمنظار شخصي ويتعاطى بخلفية فيها الكثير من الاستخفاف بالآخرين.

ويتابع:quot; يمكن القول ان الشخصيتين غير متقاربتينquot;.

اما في السياسة، فقد يكون هناك الاهداف والتوجهات ذاتها بين الطرفين، والنهج ذاته، لكنّ الاثنين يأتيان من زاوية مختلفة.

ويختلف النائب السابق مصطفى علوش ( تيار المستقبل) في هذا الموضوع مع النائب الاسود ويعتبر في حديثه لإيلاف ان الفرق كبير بين ميقاتي والحريري، وفي البداية الرئيس نجيب ميقاتي قبل بأن يأتي تحت رحمة حزب الله واكثريته، وثانيًا ميقاتي يستعمل الكثير من التقية بممارسته السياسية وهو بعيد كل البعد عن الشفافية وهو يغطي الكثير من الامور بعدم اخذ موقف، وهو يختلف تمامًا مع الرئيس سعد الحريري.

ويرى علوش انه على المستوى الشخصي لا يوجد شبه، وعلى المستوى السياسي ايضًا يختلفان.

ميقاتي امتداد للحريري؟

ولدى السؤال ان بعض اعضاء الاكثرية يعتبرون بعد انتخاب ميقاتي انهم quot;أكلوا الضربquot; على اعتبار ان مواقف ميقاتي شبيهة الى حد ما بمواقف سعد الحريري، يقول الاسود:quot; قد يكونان متقاربين في الاهداف والنهج والمواضيع، ولكن لكل واحد منظاره المختلف، واعتقد اننا لم quot;نأكل الضربquot; ومن السطحية جدًا ان نعتقد ان الرئيس ميقاتي او النائب وليد جنبلاط قد تغيرا بالكامل، فمن له مصالح وارتباطات ويتعاطى على مستوى المال بهذه الاحجام، ومن له هذا التاريخ السياسي كوليد جنبلاط المعروف بتقلباته الدائمة، فمن الغباء الاعتقاد ان هؤلاء غيروا واصبحوا في خط وفكر آخر.

ويؤكد الاسود انه مع القول ان عهد ميقاتي هو امتداد لعهد سعد الحريري لأسباب عدة، ويضيف:quot;اعتقد ان من يعمل بعدة غيره، من يحمي الآخرين بعلمه ومعرفته بعدما ارتكبوا مخالفات وجرائم، ومن يتعاطى مع ناس انتماؤهم ليس للدولة بل للاشخاص والطوائف، ويستمر في ايلائهم الثقة مع علامة استفهام كبيرة على آدائهم وثرواتهم، مع وجود حالات تمرد في سلوكهم، تخالف الاعراف والانظمة والقوانين، من يترك هؤلاء ويتعاطى معهم بالنهج ذاته والاسلوب، ومن يعطي لهؤلاء الفرصة في الاستمرار بتولي المسؤوليات رغم هذا التراكم من المخالفات، هو امتداد للنهج ذاته، وأخطأ الرئيس ميقاتي عندما تولى المسؤولية ولم يغبر في الناس المفترض ان يعطوا افضل صورة للنهج الجديد.

في هذا الصدد يؤكد علوش انهم كانوا يريدون إسقاط الحكومة السابقة وتمكنوا من ذلك من خلال ميقاتي، وقد مكنهم من ذلك، اي رئيس ثانٍ كانوا يطمحون اليه لم يكن بقدرته تأمين الاكثرية لكي يتمكنوا من تأليف الحكومة، ويضيف:quot; لا اعتقد أن عهد ميقاتي هو امتداد لعهد الحريري بل هو امتداد لعهد الوصاية السورية، وهي آخر حكومة قد تكون تحت الوصاية السورية في لبنان.

ويرى علوش انه في المعطيات الحالية لا لقاء قريب بين ميقاتي والحريري، ويجب ان يصلح ميقاتي الخطأ اي الانقلاب والخيانة التي قام بها تجاه فريق 14 آذار/مارس وتجاه سعد الحريري، وبعد ذلك يمكن اللقاء.

اتفاق يزعج البعض
يتفق ميقاتي مع الحريري بنقاط عدة منها احترام المحكمة الدولية والنأي عن الخوض في ملف شهود الزور في الحكومة وغيرها من النقاط، هذا يؤكد امتداد عهد الحريري مع ميقاتي.

يؤكد الاسود ان ميقاتي اعلن انه يحترم الدستور والقانون وهو مع احترام القرارات بينما الحريري مع المحكمة الدولية بصرف النظر عن نشأتها المخالفة للدستور، وكذلك الرئيس ميقاتي ينظر الى المحكمة الدولية كحالة موجودة وهو ملتزم بها مع اقتناعه انها مخالفة للدستور، بينما سعد الحريري له مصلحة خاصة وسياسية لاستغلال المحكمة، ويتابع:quot; الاثنان مع المحكمة الدولية ومع إقرارهما انها اخطأت في الاجراءات وانها مسيسة واستُغلت في الانتخابات في لبنان وتحمل علامات استفهام كبيرة والاسوأ ان ميقاتي والحريري يغضان الطرف عن هذه الشوائب وهما في موقع المسؤولية، ومسؤوليتهما تبدأ باحترام الدستور وتطبيقاته.

في هذا الخصوص يرى علوش ان كلا من الشخصيتين ينطلق من مبادئ معينة، الحريري ينطلق من الالتزام بالوصول الى الحقيقة في اغتيال رفيق الحريري، وبالنسبة إلى شهود الزور فهو لا يعتقد بوجودهم في الاساس، اما الرئيس ميقاتي فهو يبحث عما يربحه في الشارع.

ولا يرى الاسود ان التمايزات داخل الحكومة ستؤدي الى انفجارها في المستقبل، لان الظروف الاقليمية والمحلية والدولية تفرض هذا الامر.

بينما يرى علوش ان هذه الحكومة هي حكومة تناقضات داخلية ولكن انفراطها سيأتي مرتبطًا بما سيحدث في سوريا، ولن يؤدي الخلاف داخلها الى انفراطها.