طرابلس-بنغازي (ليبيا): دعا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الثلاثاء ليبيا الى تبرئة خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني محتجزين في ليبيا منذ اكثر من سبع سنوات حيث يحاكمون بتهمة نقل مرض الايدز الى اطفال ليبيين.وقال شتاينماير ان الدول الاوروبية تترقب الحكم المتوقع صدوره في 19 كانون الاول/ديسمبر المقبل على المتهمين، بعد لقائه نظيره الليبي عبد الرحمن شلقم.

وقال ردا على سؤال quot;بالطبع تحدثنا عن هذه المسألة التي تلقي بثقلها ليس على تطور العلاقات بين ليبيا والمانيا فحسب وانما كذلك مع باقي الاتحاد الاوروبيquot;.واضاف quot;سعيت مجددا لاوضح للمسؤولين هنا ان هذه المسألة لا بد ان تحل. آمل حقا ان يتم اتخاذ قرار يفضي الى الافراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطينيquot;.

ويتهم الستة بنقل فيروس الايدز الى 426 طفلا ليبيا في مستشفى بنغازي مات منهم 52، وقضت اخر ضحية وهي فتاة في التاسعة في 24 تشرين الاول/اكتوبر.وكان حكم على الستة الموقوفين منذ 1999 بالاعدام في السادس من ايار/مايو 2004. الا ان المتهمين استأنفوا الحكم امام المحكمة العليا الليبية التي امرت في 25 كانون الاول/ديسمبر 2005 باعادة محاكمتهم.

ودفع المتهمون مجددا ببراءتهم واعلنوا تضامنهم مع اسر الضحايا. وقال شلقم ان زيارة شتاينماير quot;ترتدي اهمية كبيرةquot; وهي quot;خطوة مهمة في العلاقات الالمانية الليبيةquot;. واستهل الوزير الالماني زيارته لليبيا من بنغازي حيث افتتح المنتدى الاقتصادي الالماني الليبيي التاسع الذي يقام في المدينة الواقعة الى الشرق من طرابلس.

ليبيا شجاعة

من جهة أخرى، قال شتاينماير ان ليبيا التي كانت تعاني من عزلة دولية اصبحت تعتبر مثالا للدول الاخرى في المنطقة بعودتها الى الاسرة الدولية مضيفا ان ليبيا اغتنمت الفرصة التي عرضت عليها وتخلت عن اسلحة الدمار الشامل وquot;الارهابquot; في عام 2003.كما قال quot;لقد انهى هذا البلد فترة طويلة من العزلة وبدأ العودة الى الاسرة الدوليةquot;.

وتحث الدولة الغربية ايران على السير على خطى ليبيا في التخلي عن برنامجها النووي. وتقود المانيا وبريطانيا وفرنسا الجهود لاقناع طهران للتخلي عن تخصيب اليورانيوم الذي يخشى الغرب من ان تستخدمه الجمهورية الاسلامية في تطويرة اسلحة نووية.وستتولى برلين رئاسة الاتحاد الاوروبي ومجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في كانون الثاني/يناير.

وقال شتاينماير ان الاتحاد الاوروبي يود ان تواصل ليبيا، التي تمتلك اكبر احتياطي للنفط في افريقيا، السير على طريق تحرير السوق.وتستمر زيارة الوزير الالماني الى ليبيا يومين يستهل بها جولة في كل من الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا.

ويرافق شتاينماير في هذه الزيارة وفد اقتصادي يضم ممثلي شركات الطاقة الالمانية الكبرى وموردي انظمة الطاقة الشمسية التي تهدف الى بيع التنكولوجيا لليبيا.ويشارك فى منتدى بنغازي 250 شركة من اهم الشركات الالمانية فى مجال الطاقة والصناعة والتقنية المتطورة، كما يبحث المنتدى القضايا المتعلقة بسبل تيسير التبادل الاقتصادي بين البلدين.وازداد حجم التجارة بشكل كبير بين ليبيا والاتحاد الاوروبي في السنوات الاخيرة حيث بلغت قيمة الصادرات الليبية 5،19 مليار يورو (25 مليار دولار)، معظمها من صادرات النفط.

وتعتبر المانيا ثاني اكبر مستورد للنفط الليبي بعد ايطاليا فيما تعتبر المانيا ثاني اكبر مصدر لليبيا.واشار شتاينماير الى ان اقامته في ليبيا تعتبر استمرارا لعملية بدأت بزيارة المستشار الالماني السابق غيرهارد شرويدر في تشرين الاول/اكتوبر 2004، في خطوة كبيرة في طريق عودة البلاد التدريجية الى المجتمع الدولي.

وكان العرض الليبي في 2004 لدفع تعويضات لضحايا تفجير مرقص (ديسكو) لا بيل في برلين عام 1986 قد ساهم في معالجة الخلافات مع المانيا.
وقال الوزير الالماني quot;ان الهدف من زيارتي هي تعميق الثقة المتنامية بينناquot;.واضاف ان quot;الهدف هو التغلب على اثار العزلة التي استمرت سنوات طويلة ووضع اطار للشراكة القوية بين ليبيا والمانيا.