عهد تنظيم القاعدة إلى شرقيين، فلسطيني وآخر يمني، لتشكيل خلايا quot;إرهابية مفترضةquot; في المغرب في سابقة هي الأولى من نوعها بعد أن كان التنظيم يلجأ إلى مهاجرين لإتمام هذه المهمة.


أظهرت التركيبة البشرية للخلايا الإرهابية المفترضة المفككة، أخيرا، في المغرب وجود تغيير في استراتيجية تنظيم القاعدة. فلأول مرة، منذ اعتداءات 16 آذار - مارس، عهد التنظيم إلى شرقيين لتشكيل خلايا تجنيد في المملكة، بعد أن كانت المهمة تسند إلى مهاجرين مغاربيين أو متطرفين تدربوا في معسكرات تنظيم أسامة بن لادن.

ووقفت التحريات على هذا المعطى الجديد بعد أن فككت مصالح الأمن خليتين مفترضتين، الأولى يقودها فلسطيني، والثانية يمني. ويبدو أن المغرب العربي تحول إلى خزان بالنسبة إلى هذا التنظيم، خاصة القاعدة في جزيرة العرب، الذي يراهن على هذه المنطقة لتجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب، لمواجهة النقص البشري الذي يشكو منه التنظيم.

وقال محمد ضريف، أستاذ باحث في شؤون الجماعات الإسلامية، quot;أعتقد، إذا ما صحت الرواية الرسمية في ما يخص ثبوت تورط اليمني، فإن التفسير الذي يمكن تبنيه بشكل بسيط هو أن القاعدة بحاجة إلى مقاتلينquot;، مشيرا إلى أن quot;هناك تصورا بشكل عام لقادة القاعدة أن المغرب العربي، والمملكة بشكل خاص، يشكل خزانا للمقاتلين، بحيث يمكن استقطاب مغاربة بهدف إرسالهم إلى مناطق التوتر، بما في ذلك اليمنquot;.

وأضاف ضريف في تصريح لـ quot;إيلافquot; quot;أكيد أن الإشارة إلى شخص يمني هو مرتبط الآن بالحديث حول تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ونحن نعرف أن هذا التنظيم في اليمن أصبح يقلق أوروبا أو الغرب بشكل عام. وحاليا الولايات المتحدة الأميركية لم تعد تتحدث عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أكثر مما تتحدث عن تنظيم القاعدة في جزيرة العربquot;.

فلسطيني في المغرب.. للزواج

ذكر الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أنه quot;لأول مرة نتحدث عن شرقيين يتزعمون بعض الخلايا المغربية. ففي تاريخ تفكيك الخلايا في المملكة، يكشف للمرة الأولى عن إيقاف فلسطيني، يتزعم خلية مفترضة، قبل أن يعلن إلقاء القبض على يمني يشتبه في تزعمه شبكة تجنيدquot;.

كما أوضح أن quot;الخلية التي يتهم فلسطيني بقيادتها تطرح الكثير من التساؤلات حولها، لأنه في البداية كانت أجهزة الأمن تتحدث عن ثلاثة فلسطينيين ضمن الخلية، قبل أن يجري تبرئة اثنين. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الفلسطيني كان عضوا في تنظيم الجهاد الإسلامي، قبل أن يتحول إلى تنظيم القاعدة. ولكن كثيرا من المعطيات ما زالت غامضة، لأن هناك تضاربات حول حقيقة زعامة الفلسطيني للخلية، لأن المتهم ينفي علاقته بالتنظيم، ويؤكد أنه أتى للمغرب من أجل الزواجquot;.

مطلوب للإنتربول

تظهر التحقيقات أن الخلية المفترضة، التي يتزعمها مواطن يمني، يجري البحث عنه من قبل سلطات بلده، وهو على صلة وطيدة بتنظيم القاعدة. كما سبق أن وزعت بشأنه نشرة عبر الشرطة القضائية الدولية الأنتربول، لتعمم على جميع الدول، التي يرجح أن يقصدها، بعد أن ترددت معلومات حول تكليفه بتنسيق عمليات تجنيد المتطوعين بهدف إرسالهم إلى مناطق التوتر.

وفي هذه الأثناء، تمثل خلية quot;الفلسطينيquot;، أمام محكمة مغربية، بعد أن قرر قاضي التحقيق في محكمة الاستئناف في سلا المجاورة للرباط إنهاء التحقيق التفصيلي مع الزعيم المفترض للخلية وهو يحيى هندي، وإحالة الملف على محكمة سلا المتخصصة في قضايا الإرهاب.

وكانت السلطات المغربية أعلنت، في حزيران - يونيو الماضي، عن تفكيك خلية إرهابية تضم 11 شخصا يتزعمها الفلسطيني يحيى الهندي، واتهمتهم بالتخطيط للقيام بأعمال تخريبية داخل المغرب، وقالت إن أفرادها يحملون فكرا تكفيريا جهاديا.